نأت حركة حماس الإسلامية بنفسها عن الأزمة السورية، وحملت حكومة الرئيس بشار الأسد، حليف ومضيف الأمس، مسؤولية الرد على الغارات الإسرائيلية بدلا من ضرب شعبه.

وأكد عضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، أن "اندلاع حرب بين إسرائيل وأي دولة عربية لا يعني أن حماس ستكون طرفا في هذه الحرب".

وقال أبو مرزوق في مقابلة مع وكالة "معا" الفلسطينية "إن حماس ليست دولة، والاحتلال يشن عدوانه باستمرار على بعض الدول العربية، فهل يعني ذلك تدخل حماس؟"

وعن الغارات الإسرائيلية على سوريا، رأى القيادي أن النظام السوري مطالب برد قوي للجم العدوان. وقال: "ما دام لدى النظام صواريخ فلا بد أن يستخدمها في وجه إسرائيل بدلا من أن يوجهها إلى شعبه".

وأدت الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا فجر الأحد إلى مقتل 42 جنديا سوريا على الأقل، حسب منظمة غير حكومية.

وفي حديث آخر مع موقع "مصراوي" الإلكتروني أكد أبو مرزوق أن "حماس لا تتدخل في أي شأن عربي، وليس لديها فائض سلاح ولا مال لدعم أحد، لأنها هي المحتاجة، كما أنها لا تدرب لا الجيش الحر ولا المر"، على حد تعبيره.

واستطرد "لكن بطبائع الأمور هناك فلسطينيون من حماس يقاتلون ضد أو مع النظام، وهذا بشكل فردي، وللعلم حماس دفعت ثمن عدم تدخلها في الصراع السوري واستقلالية قرارها بالخروج من دمشق، وقد خرجنا لأنه كان المطلوب منا أن نقف بجوار نظام بشار الأسد".

وأكد أبو مرزوق أن الشعب السوري سينتصر في النهاية، مشيرا إلى ضرورة إنهاء الأزمة، وليس إنهاء الدولة.

وأشار إلى أن الحل السياسي هو الأفضل، على أن يتضمن "الحفاظ على الدولة السورية وليس نظام الأسد، الذي لا يصلح لأن يبقى في إطار مصالحة وطنية لما ارتكبه من جرائم".

وفي حديثه مع وكالة "معا" اتهم أبو مرزوق إسرائيل التي وصفها بالدولة العدوانية إلى السعي لتحييد قوة سوريا الاستراتيجية، وجعلها دولة ضعيفة منزوعة السلاح.

لكنه عاد ليشدد على أن مواقف حماس "ثابتة ولن تتغير بتغيير الدولة المضيفة لقيادة الحركة".

ويقيم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في قطر بعد أن غادر في بداية العام الماضي دمشق التي استضافته وقدمت له الدعم بعد خروجه من الأردن عام 1999 إثر صدور مذكرة بتوقيفه.

ورفض أبو مرزوق التقارير الصحفية عن توجيه الدوحة "إنذار" لقيادة حماس، وتضييقها الخناق ماديا ومعنويا على مشعل وتهديده بالطرد حتى تغير الحركة موقفها وتقبل بتعديل المبادرة العربية للسلام، الذي أعلنه وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في واشنطن الأسبوع الماضي.

فقد قال أبو مرزوق "إن هذه المعلومات غير صحيحة إطلاقا، ولا يوجد إنذار ولا ملاحظات قطرية على موقف الحركة بخصوص تبادل الأراضي".

وتابع "موقف الحركة بخصوص تبادل الأراضي كان قبل تصريحات رئيس وزراء خارجية قطر، موقف حماس ثابت في موضوع تبادل الأراضي منذ تم التوافق عليه في الماضي".

وفي اعتراف ضمني بعدم تطابق وجهات النظر بين حماس والدوحة أكد أبو مرزوق أن العلاقات التي تقيمها الحركة مع الدول "لا تعني أن تتطابق الرؤية السياسية" بينهما.

 "نحن لم نتعود التشهير بأي دولة يحدث بيننا وبينها خلاف سياسي، فحماس طُردت من الأردن ولم تعترض عليها، نشكر من يساعدنا ونتمنى ممن لا يساعدنا الوقوف معنا"، حسب القيادي.

وفي حديثه لمصراوي قال إنه "بدلا من أن يتقدم وفد الجامعة العربية بسقف جديد في التنازل، قدم تنازلا، لا يملكوه، لا هم ولا أيا من الزعماء العرب أو الفلسطينيين يملك حق التنازل عن شبر من الأراضي الفلسطينية مهما كانت موازين القوة".

ونفى أن تكون الحركة على علم مسبق بذلك العرض، ونفى مرة أخرى أن تكون قطر تدخلت لدى قيادات حماس للتأثير على موقفها، مؤكدا أن ''قطر مهمتها تسويق المبادرة العربية كحل للنزاع العربي الإسرائيلي".

وفيما فسرته وسائل الإعلام على أنه تغيير في موقف الحركة تجاه سوريا، فرقت شرطة حماس، الثلاثاء، مظاهرة نظمتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، لإدانة الغارات الإسرائيلية على سوريا، واعتدت بالضرب على عدد من المشاركين فيها، ما أسفر عن إصابة 3 منهم بجروح.

واستنكر أبو مرزوق هذا الاعتداء مؤكدا "أنه لا يجوز الاعتداء على أي مسيرة مهما كان هدفها، وأن من حق المواطنين التظاهر والتعبير عن آرائهم".

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل لسكاي نيوز عربية إن "كل ما تحاول حماس أن تفعله هو أنها تريد من الكل الاعتراف بها كسلطة وحكومة ذات سيادة في غزة، وأن تثبت أن لا شيء يتم دون موافقتها، لذا فمن يريد أن ينظم مظاهرة فعليه أن يذهب إلى الداخلية ويحصل على التصاريح اللازمة".

وأضاف: "ثم أنها تريد أن تقول للعالم أنها تسيطر على كل شيء، وأنه لا توجد قوة أخرى من القوى السياسية سواها على الأرض، فكان من الطبيعي ألا تقبل مظاهرة للجبهة الشعبية".