"هرعت العائلات إلى الأقبية وبقيت هناك".. قال أحد شهود العيان بعد الهجوم الذي أضاء سماء الليل، وارتجت له الأرض على بعد أميال، "سمعنا أصوات سيارات الإسعاف. كان هناك عدد قليل جدا من العاملين في المجمع في ذلك الوقت، لكن هجوما بهذا الحجم يجب أن يكون قتل كثيرين".

وجاءت تلك الشهادة، التي أوردتها وكالة "رويترز"، بعدما اهتزت العاصمة السورية دمشق جراء الغارات التي نفذتها إسرائيل قبل أيام على مجمع يفترض أن له صلة بالأسلحة الكيماوية.

بينما قال سكان ونشطاء إن المنطقة تمثل طريقا لتوريد الأسلحة لحزب الله، وهو ما لم يتم التحقق منه بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام العاملة في سوريا.

ووفقا لقائد من الجيش الحر حصنت القوات الحكومية مواقعها على جبل قاسيون، المطل على دمشق، منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد في مارس 2011، لكن ذلك لم يمنع الإسرائيليين من الوصول إلى مخازن الأسلحة به، ما يعني أن الدفاعات الجوية السورية، الضعيفة أصلا بسبب الحرب الأهلية "لا تستطيع فعل أي شيء".

وقالت مصادر معارضة أخرى إن الغارة الجوية استهدفت الدفاعات الجوية التي تعتمد على صواريخ أرض ـ جو، ومدافع ثقيلة مضادة للطائرات، 

وقال أحد الناشطين في دمشق، لم يشأ الكشف عن اسمه ""يبدو حجم الدمار ضخما".

وأثارت الغارات مخاوف من أن إسرائيل قد تنغمس في حرب بسوريا، حيث قتل أكثر من 70 ألف شخص خلال انتفاضة نشبت منذ عامين ضد حكم الأسد، في وقت اتهمت دمشق إسرائيل بتقديم مساعدات فعالة لمن تصفهم بإرهابيين تابعين لتنظيم القاعدة.

لكن جنرالا إسرائيليا قلل لاحقا من حجم التداعيات قائلا: "لا توجد رياح حرب قادمة".

إسرائيل والمعارضة

وكانت القوات الحكومية قد سبق أن أقدمت على إطلاق النيران على قوات المعارضين من أعلى جبل قاسيون.

ورغم ذلك، ليس من الواضح إذا كانت إسرائيل تساعد بشكل فعال القوات المعارضة عن طريق الإغارة على مواقع قاسيون، كما زعمت دمشق، أو أن الهجوم استهدف فحسب الدفاعات الجوية.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وهو معارض للأسد، إن "الضربات الجوية الإسرائيلية منحت الحكومة السورية فرصة للتغطية على ما ارتكبته من جرائم قتل".

وأضاف مخاطبا البرلمان في أنقرة: "الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل أمر غير مقبول تماما، وليس لها منطق، أو حجة تبررها".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو يمثل جماعة معارضة مقرها بريطانيا، إن 42 جنديا على الأقل قتلوا، كما فقد 100 جراء الهجوم.

بينما ذكرت مصادر المعارضة الأخرى أن عدد القتلى بلغ 300 جندي، معظمهم ينتمون إلى قوات الحرس الجمهوري، وهي وحدة النخبة التي تشكل خط الدفاع الأخير عن دمشق.