رفضت شركة طيران الشرق الأوسط (MEA) اللبنانية مطالب العاملين بالشركة بتعديل مسار الطائرات لتفادي التحليق فوق سوريا، وقررت إيقاف طيار عن العمل لإرساله لزملائه صورا التقطها من الطائرة أثناء تحليقه فوق الأراضي السورية تظهر تراشق القذائف المدفعية والصواريخ بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية.

وقال محمد الحوت رئيس مجلس إدارة الشركة إن رفضه الموافقة على طلب الطيارين سببه أن الشركة لا تستطيع تحمل المنافسة مع الشركات الأخرى بعد رفع ثمن التذكرة الذي سينتج عن تعديل المسار، طبقا لمصادر من الشركة.

ونقلا عن مصادر في الشركة أبلغ الحوت العاملين أن شركات التأمين لا تزال تغطي الرحلات التي تمر فوق سوريا، ما يعني أنه في حال إصابة الطائرة وطاقمها وركابها تدفع شركات التأمين التعويضات للقتلى إضافة إلى تغطية ثمن الطائرة.

وأثار هذا التفسير استهجان الطيارين والمضيفين الذين اعتبروه "استهتارا بحياتهم وتفضيلا للماديات على الأرواح البشرية".

وأكد موقع لبنان الآن الإخباري أن "هذه المشكلة أثيرت أكثر من مرة مع إدارتهم من دون جدوى"، مشيرا إلى أن "الطيارين اشتكوا من مخاطر أمنية تزداد يوماً بعد يوم بفعل عبورهم الأجواء السورية، حيث يشاهد بعضهم بأم العين القذائف تتجول في السماء السورية، معرضة أي طائرة قد تتواجد في المنطقة لخطر داهم".

إيقاف طيار

وكان طيار يدعى طوني أبي خليل التقط صورا خلال تحليقه فوق الأراضي السورية، وأظهرت تلك الصور انطلاق قذائف بشكل واضح خلال اشتباكات بين المعارضة والقوات الحكومية.

وسارع الطيار إلى إرسال الصور إلى زملائه عبر البريد الإلكتروني لتحذيرهم.

وطبقا لتقرير بجريدة الأخبار اللبنانية، فإن تكلفة تعديل المسار بحيث يتم تفادي الأراضي السورية، يكلف شركة ميدل إيست مبلغ 50 مليون دولار إضافية، وهو ما لا تستطيع الشركة تحمله.

وقالت الجريدة أن هناك "أبعادا سياسية" أيضا لرفض التعديل، لأنه وبعد أن بدأت اعتراضات العاملين منذ بضعة أشهر وتبليغهم نقابتهم لما يتعرضون له من مخاطر، خاطبت النقابة بعض المسؤولين الأمنيين الذين أكدوا لهم على أن الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية ترى الاستمرار في عمل هذه الخطوط "لأن السوريين أعطوا تطمينات تشير إلى أن الصواريخ التي يتم مشاهدتها بين الفترة والأخرى من قبل الطيارين اللبنانيين لا تمثّل أي خطر عليهم".

وبحسب التقرير، فهناك أكثر من 12 رحلة يومياً تنطلق من لبنان وتعبر الأجواء السورية.

وقامت معظم شركات الطيران بتعديل مسارها الجوي لتفادي مخاطر التحليق فوق الأراضي السورية.

وعلق موقع لبنان الآن متهكما :"حتى هيئة الطيران المدني الروسية أوقفت رحلات الشركات الروسية فوق الأراضي السورية بسبب المخاطر الأمنية التي تلاحق الطائرات عند تحليقها فوق سوريا"، في إشارة إلى أن روسيا الحليف الأكبر للرئيس السوري بشار الأسد فضلت سلامة مواطنيها على الاعتبارات السياسية.