مع دخول الأزمة السورية عامها الثالث، ذكرت مصادر طبية أن قرابة ربع العاملين في القطاع الطبي هاجروا من البلاد، وأن أكثر من 20 ألف طبيب نقلوا مقرات عملهم إلى مناطق أكثر أمنا داخل سوريا.

ووفقا لمصادر طبية، فإن عدد أطباء سوريا بلغ نحو 50 ألف طبيب من تخصصات عدة، و25 ألف طبيب أسنان، و 20 ألف صيدلي.

وشكلت هجرة آلاف من الأطباء السوريين معاناة كبيرة للمرضى الذين يواجهون أمراضا مزمنة، ومنهم إبراهيم الذي غادر طبيبه البلاد فبدأ رحلة البحث عن طبيب بديل ليواصل معه العلاج في بلد تمزقه الحرب.

وقال إبراهيم (مريض قلب) لـ"سكاي نيوز عربية" إن طبيبه المعالج سافر، وهو يزور طبيب آخر الآن، ويتوجب عليه دفع تكاليف كل شيء من جديد، كون الطبيب السابق كان يعرف حالته تحديدا، وإلى أي مرحلة وصلت من التطور. وأثرت الأوضاع الأمنية التي تشهدها سوريا على حركة تنقل المرضى ومواعيد عمل الأطباء.

ويبرر بعض الأطباء مغادرة زملائهم بتدهور الأوضاع الأمنية، إذ تعرض أطباء وعائلاتهم إلى الخطف والابتزاز، إلا أن هناك من يصر على الاستمرار والعمل رغم كل الظروف.

وعن هذه الظاهرة، قال الطبيب عبد الوهاب العطا الله لـ"سكاي نيوز عربية": "البعض منهم تم خطفه أو خطف أولاده. أعرف طبيبا خطف ابنه وطلبوا منه مليون دولار، ثم تفاوضوا معه حتى اتفقوا على مبلغ ربع مليون دولار فدية لإعادته".

واختار بعض الأطبار مغادرة عياداتهم التي تقع في مناطق الاشتباكات والمعارك وانتقلوا إلى أماكان أكثر هدوءا وأمنا. وقال الدكتور محمد وردة لـ"سكاي نيوز عربية": "هناك أطباء يعلمون بالأرياف عمدوا إلى نقل عياداتهم إلى مراكز المدن، حيث الوضع أكثر هدوءا، وهناك أكثر من 5 آلاف طبيب غادروا سوريا والشيء، الجميل أن بعضهم قرر العودة".