اندلعت اشتباكات بين مسلحين تابعين لعشائر في محافظة كركوك العراقية وقوات الجيش الثلاثاء إثر مقتل عشرات المعتصمين عندما اقتحم الجيش ساحة اعتصام في المدينة، فيما انشقت عناصر من الجيش وانضمت لمسلحي العشائر، في وضع توقع قيادي عشائري أن يمتد لباقي محافظات العراق.
وسقط عشرات القتلى في صفوف المعتصمين والجيش لدى اقتحام الأخير لساحة الاعتصام في قضاء الحويجة، فيما تضاربت الأنباء بشأن عدد القتلى والجرحى.
وقال مراسل سكاي نيوز عربية إن قوات الامن أزالت خيام الاعتصام وسحبت جثث القتلى إلى جهات مجهولة، فيما تتواصل اشتباكات بين جهات عشائرية والجيش في مناطق مختلفة من كركوك.
وقال عضو المجلس السياسي العربي الذي يضم العشائر العربية في كركوك الشيخ عبد الرحمن المنشد العاصي لسكاي نيوز عربية إن الوضع بات خطيرا في المحافظة بعد قيام مجموعات عشائرية بالاشتباك مع قوات للجيش في الحويجة وبعض المناطق المحيطة انتقاما لمقتل أبنائها.
وأوضح أنه "لا توجد عشيرة في هذه المحافظة إلا وقتل منها متظاهرون"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه العشائر لها امتدادتها في المحافظات المجاورة وهو ما يهدد باضطرابات واسعة في جميع أنحاء العراق.
انشقاق بالجيش
وأفاد مراسلنا في العراق بحدوث انشقاقاتٍ في قاعدة البغدادي العسكرية في محافظة الانبار؛ كما حدثت انشقاقات بين عناصر من القوة التي هاجمت المحتجين في الحويجة، وانضمامِهم للقتال إلى جانب شيوخ وأبناءِ العشائر.
وأضاف أن العناصر المنشقة استولت على كمياتٍ كبيرة من معدات الجيش.
وحمل العاصي رئيس الحكومة نوري المالكي مسؤولية أحداث الحويجة، داعيا إياه إلى الاستقالة فورا حتى لا تتدهور الأمور أكثر من ذلك، على حد تعبيره. وقال :" على المالكي ألا يتحصن بالمنطقة الخضراء..وعليه مغادرة منصبه".
وقال:" المالكي هو الذي أصدر أوامره للجيش باقتحام الاعتصام وإطلاق النار على المتظاهرين.. وهو وحده من يتحمل مسؤولية ما جرى".
ولفت إلى أن هناك صعوبة في حصر أعداد الضحايا بسبب حصار القوات الأمنية لمنطقة الأحداث، إضافة إلى عدم ورود إفادات من المستشفيات إلى الآن لكن ما نعرفه إن العشرات سقطوا في هذه الأحداث.
وقطع شيوخ عشائر مدينة كركوك طريق كركوك - تكريت احتجاجا على اقتحام ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة من قبل القوات الأمنية فجر الثلاثاء.
احتشاد للبشمركة
وفي تطور متصل، أفاد مراسلنا بقيام وزيري داخلية ودفاع كردستان العراق بزيارة إلى كركوك لتفقد قوات البيشمركة الكردية، بعدما تحركت أعداد منها باتجاه قضاء الحويجة.
وتشهد كركوك توترا منذ فترة بين قوات البشمركة والجيش العراقي، على خلفية مطالبات كردية بضم المدينة إلى كردستان.
لجنة لتقصي الحقائق
وأفادت مراسلتنا بأن مجلس الوزراء شكل لجنة تحقيق برئاسة نائب رئيس الحكومة صالح المطلك، وعضوية نائبي رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، ووزير الدفاع سعدون الدليمي، ووزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني للذهاب إلى كركوك لتقصي الحقائق حول أحداث الحويجة.
وتوجه ممثل بعثة الأمم المتحدة مارتن كوبلر إلى كركوك للوقوف على تفاصيل الأزمة وتداعياتها.
وقدم وزيرا التربية محمد تميم والعلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي استقالتيهما احتجاجاً على اقتحام القوات الأمنية لساحة الاعتصام. وينتمي تميم لقضاء الحويجة الذي شهد الأحداث.
وقال عدنان السراج عضو ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه المالكي إن قوات الجيش تدخلت عندما تحول الاعتصام إلى احتجاج غير سلمي وقال لسكاي نيوز عربية :"من يريد أن يتظاهر فعليه أن يتظاهر سلميا... ويجب أن نعي أننا على شفا حفرة وأمام واقع يمكن أن يتطور إلى الأسوأ.. على المعتصمين أن يدركوا أن الوضع خطير".
ودعا السراج المعتصمين إلى طرد من وصفهم بـ "المندسين" من ساحات الاعتصام.
ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع العراقية أن "الهجوم على ساحة اعتصام الحويجة جاء بعد أن استنفذت جميع الحلول السلمية"، وقالت إن "من قتل في الساحة هم من المسلحين والمتطرفين والمندسين"، محملة القائمين على ساحات الاعتصام، "مسؤولية ما جرى".
مقتل 6 جنود وأسر سابع قرب بغداد
وفي مدينة الرمادي، قتل ستة جنود عراقيين على أيدي مسلحين قرب مركز اعتصام مناهض لرئيس الحكومة غرب بغداد، فيما أسر جندي سابع، حسبما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
وقال الملازم أول في الشرطة إبراهيم فرج أن "ستة جنود قتلوا وأسر سابع من قبل متظاهرين مسلحين ملثمين هاجموا مدرعتين للجيش قرب مركز الاعتصام القريب من الرمادي" (100 كيلو متر غرب بغداد).
وذكر المصدر أن "الجندي الأسير محتجز في داخل ساحة الاعتصام" التي تضم آلاف الأشخاص وتقام منذ نهاية ديسمبر الماضي على طريق رئيسي بين بغداد والرمادي.
هجوم على مسجد
وفي تطور منفصل، قالت الشرطة ومصادر طبية إن عشرة مصلين على الأقل قتلوا إثر سقوط قذائف مورتر على مسجد للسنة في منطقة المقدادية بمحافظة ديالى العراقية التي تقع على بعد 80 كيلومترا شمال شرقي بغداد.