عبر مجلس التعاون الخليجي، الأحد، عن قلقه الشديد حيال تداعيات الزلزال، الذي ضرب منطقة قريبة من مفاعل بوشهر النووي الإيراني قبل أيام.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون، عبد اللطيف الزياني، خلال اجتماع عقد في الرياض بمشاركة مختصين في لجان للطوارئ إن الهزة "أثارت قلقا بالغا في دول المجلس والمجتمع الدولي من احتمال تعرض المفاعل النووي الإيراني لأضرار قد تتسبب في تسرب إشعاعي".

وقد تعرضت منطقة ريفية جنوبي إيران، الثلاثاء الماضي، لزلزال أسفر عن مصرع نحو 40 شخصا، لكن السلطات أكدت أن المحطة النووية الوحيدة في البلاد لم تصب بأضرار.

وهز الزلزال، وهو بقوة 6.1 درجات مدينة كاكي التي تبعد مسافة 89 كلم جنوب شرق مدينة بندر بوشهر الساحلية، حيث المفاعل النووي، وشعر بالهزة العنيفة عدد من بلدان الخليج.

وأضاف الزياني أن هذا "يستوجب تدارس تداعياته وتأثيراته على البيئة الطبيعية بدول المجلس، والسبل الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة لدول المجلس على المستوى الجماعي المشترك".

وأوضح أنه سبق وأن نبهت دول الخليح إلى "خطورة وضع المفاعل النووي في بوشهر، وحذرت من احتمال التسرب الإشعاعي وتأثيراته الضارة على البيئة الطبيعية في منطقة الخليج العربي".

كما دعت دول المجلس إيران إلى "ضرورة التزامها بالمعايير الدولية للأمن والسلامة في منشآتها النووية (..) لكنها مع الأسف الشديد، لم تبد أي تجاوب في هذا الاتجاه، ولم تتفهم طبيعة المخاوف حيال برنامجها".

مفاعل بوشهر

ومفاعل بوشهر التي بدأت ألمانيا بناءه قبل الثورة الإسلامية عام 1979 واستكملته شركة روساتوم الروسية، تعرض لتأخير ومشكلات فنية.

دشن المفاعل في أغسطس 2010، إذ كان يفترض أن يعمل بكامل طاقته بنهاية العام ذاته، لكن لم يتم ربطه بالشبكة الوطنية للكهرباء إلا أواخر 2011.

ولا تطبق منشأة بوشهر معاهدة الأمن النووي، التي وضعت بعد كارثة تشرنوبيل عام 1986 لتعزيز الشفافية والسلامة.

وتسعى إيران لتطوير طاقة نووية ذاتية في إطار برنامج نووي يخضع لمراقبة مكثفة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي.

وتشتبه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بأن لدى إيران طموحات لامتلاك قدرات أسلحة نووية، بينما تنفي طهران ذلك وتقول إن برنامجها سلمي محض.