أكدت المعارضة السورية أنها ملتزمة بمكافحة الإرهاب، مجددة مطالبتها خلال اجتماع لوزارء خارجية مجموعة الثماني في لندن بدعم تسليح مقاتليها، وهو المطلب الذي يثير انقسامات بين تلك الدول.

وقالت العضوة في الائتلاف الوطني المعارض فرح الأتاسي لمراسل سكاي نيوز عربية إن قادة الائتلاف أكدوا لوزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ خلال لقاء على هامش اجتماع دول مجموعة الثماني في لندن الأربعاء التزام المعارضة "بمكافحة الارهاب وبمبادئ القانون الدولي وحقوق الانسان".

من جانبه، قال هيغ إنه ناقش مع قادة المعارضة "كيف يمكن أن تساعد بريطانيا في وقف نزيف الدماء في سوريا وكيف نتعاون لضمان أن تصل المساعدات إلى من يستحقونها".

وبدأت محادثات مجموعة الثماني رسميا مساء الأربعاء. وقال مراسلنا إن موضوع تسليح المعارضة أثار انقساما أوروبيا خلال الاجتماع، وسط مطالب برفع حظر الاتحاد الاوروبي على إمداد المقاتلين السوريين المعارضين بالسلاح.

ويخشى الغرب من وقوع أسلحة غربية الصنع في أيدي متطرفين إذا قرر إمداد المعارضة بالسلاح.

وتعززت المخاوف بإعلان "جبهة النصرة" التي تقاتل في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لكنها غير منضوية تحت لواء الجيش الحر، مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

وحضر رئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو، ونائبي رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا ونائبة رئيس الائتلاف الوطني سهير الأتاسي، الاجتماع، والتقوا وزير الخارجية الأميركية جون كيري.

وأعلن مندوب عن وزارة الخارجية الأميركية أن كيري سيحضر اجتماعا لمجموعة "أصدقاء سوريا"، في 20 أبريل في اسطنبول.

ويثير الموقف الغربي غير الحاسم من تسليح المقاتلين جدلا داخل المعارضة السورية. فبينما قال المعارض بسام جعارة لسكاي نيوز عربية إن هناك "قناعة لدى الغرب بتسليح المعارضة لحسم المعركة في سوريا"، اعتبر رئيس التجمع من أجل الثورة السورية خالد قمر الدين، أن "الغرب يتفق مع روسيا في عدم مساعدة الشعب السوري". وأشار إلى أن المعارضة تحقق نجاحات على الأرض.

ميدانيا، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نحو 160 شخصا قتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في مناطق عدة، أغلبهم في دمشق وريفها.

وارتفعت حدة الاشتباكات مع شن الجيش السوري هجوما مضادا بهدف استرداد المناطق التي استولت عليها المعارضة، ووقف تقدمها نحو العاصمة من الجنوب.

طائرة سورية تقصف قرية لبنانية 

إلى ذلك، أعلن مسؤول عسكري لبناني أن طائرة تابعة للجيش السوري ألقت خمس قنابل الأربعاء على محيط قرية في شمال شرق لبنان ولكن لم تسفر عن سقوط ضحايا.

وقال هذا العسكري الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن "أحدا لم يصب" في هذه الهجوم الذي استهدف محيط منطقة العجرم في شمال شرق بلدة عرسال.

يشار إلى أن معظم سكان عرسال هم من الطائفة السنية ويدعمون التمرد في سوريا ضد الرئيس بشار الأسد الذي ينتمي إلى الاقلية العلوية.

وأشار الجيش اللبناني إلى أن أول قصف سوري ضد منطقة في شمال يعود إلى 18 مارس الماضي في حين ترفض دمشق تحمل أية مسؤولية في هذه الهجمات.

مليون و300 ألف لاجئ

"الأردن يوجه نداء للعالم لمساعدة بلاده في تحمل أعباء اللاجئين السوريين الذين قدر عددهم بمليون شخص."

وفي قضية اللاجئين، حذرت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة من أن عمليات دعم اللاجئين السوريين قد تتوقف بسبب نقص التمويل اللازم.

وقالت المفوضية إن عدد اللاجئين السوريين في الخارج تجاوز عتبة المليون و300 ألف شخص، بزيادة بلغت 200 ألف شخص شهريا.

وكانت المنظمة قد تلقت وعودا بتسلم مليار ونصف المليار دولار خلال مؤتمر للمانحين في الكويت في يناير الماضي، لكنها لم تتلق منها حتى الآن سوى أربعمئة مليون دولار.

من جانبه، وجه وزير الصحة الأردني مجلى محيلان، الثلاثاء، نداء إلى العالم لمساعدة بلاده في تحمل أعباء اللاجئين السوريين الذي قدر عددهم بمليون شخص.

ونقلت وكالة الأنباء الاردنية الرسمية عن الوزير قوله إن "عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى الاردن يقدر بمليون لاجئ، الأمر الذي يخلق ضغوطا كبيرة"، على المؤسسات الصحية في المملكة.

وطالب الهيئات الدولية والجهات المانحة بتقديم "دعم مستعجل بقيمة 250 مليون دينار (353 مليون دولار) لاستمرار تأمين الخدمات الصحية للاجئين السوريين والمحافظة على المنظومة الصحة الأردنية".