أطلق مدونون وناشطون عراقيون حملات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي لمقاطعة السلع والمنتجات الإيرانية، تعبيرا عن استنكارهم للهجوم الصاروخي الذي شنته إيران مؤخرا على أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وراح ضحيته مدنيون من بينهم أطفال.

واستقبل رواد مواقع التواصل العراقيين هذه الحملة بحماسة وتفاعل كبيرين، حيث تعج المواقع بالدعوات لتوسيع نطاق المقاطعة.

العراق يقدم شكوى ضد إيران في مجلس الأمن

"دعها تتلف"

ويشارك في الحملات التي انطلقت تحت وسم "خليها تخيس"، أي "دعها تتلف" بالعامية العراقية، آلاف الناشطين والمدونين والصحفيين والفاعلين في الرأي العام، بهدف زيادة الضغط نحو مقاطعة المنتجات الإيرانية التي تنتشر بكثرة في العراق، لا سيما منتجات الألبان، وغيرها من البضائع والسلع.

وعبر حساباتهم على مختلف المنصات نشر نشطاء، صورا للسلع الإيرانية، وصورا دعائية مصممة للترويج للحملة وشرح أهدافها، وتحقيق استجابة متقدمة نحوها، مما يمكن أن يشكل ضغطا اقتصاديا على إيران، التي تتخذ من الساحة العراقية سوقا استهلاكية كبيرة لصادراتها، فضلا عن وجود عدد من المعامل الخاصة بالمواد الغذائية.

أخبار ذات صلة

إيران: الهجمات على إسرائيل تنتهي بتوقف حرب غزة
إيران: ضرباتنا في العراق استهدفت "أنشطة الموساد"

ويقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية":

  • هذه الحملات الشعبية تكتسب أهميتها من كونها صادرة من قبل فعاليات شبابية ومنظمات مجتمع مدني، تحث على مقاطعة السلع والبضائع الإيرانية الصنع، كرد على العدوان وسياسات طهران التوسعية في العراق والمنطقة العربية عامة، وسعيها لعسكرة المجتمعات وتشكيل الجماعات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري، لخدمة أجندات طهران، وهو ما يظهر أكثر في العراق.
  • قصف إيران أربيل تحت حجج واهية يشكل إيغالا في انتهاك سيادة العراق، والعمل على إجبار بقية الدول للرضوخ لابتزاز السياسة الإيرانية.
  • هذه الحملات رد فعل طبيعي من قبل فئات واسعة من العراقيين، وهم يرون بلادهم قد أصبحت ساحة مستباحة.
  • الحملات، وبغض النظر عن مردودها، علامة على وعي وطني عراقي عابر للتباينات الفئوية، وهي تشكل خطوة مهمة نحو تعزيز دور المجتمع ورفع صوته، إزاء ما تتعرض له البلاد من انتهاكات من قبل قوى إقليمية طامعة.
بيان مرتقب للجامعة العربية يدين قصف إيران لأربيل

من جهة أخرى، يقول الكاتب والمحلل العراقي علي البيدر لموقع "سكاي نيوز عربية":

  • الحملة تعبر ولا شك عن رد فعل شعبي لاستنكار ما جرى، وهي حالة إيجابية، لكن من حيث جداوها فمن الصعب أن تؤثر بشكل واسع على وجود المنتجات والبضائع الإيرانية في الأسواق العراقية الغارقة بتلك المنتجات، ولا توجد بدائل منافسة لها من حيث الأسعار، كونها بصفة عامة رخيصة مما يفسر إقبال المستهلكين عليها أكثر من غيرها.
  • صحيح أن هذه المبادرات تعبير عن موقف عاطفي من العراقيين على تعرض بلادهم لاعتداء خارجي، لكن المطلوب هو تكثيف الجهود نحو تحركات أكبر رسمية وشعبية، وبلورة حلول دبلوماسية تحفظ سيادة العراق وتمنع انتهاكها من قبل بعض الدول.