رغم التحذيرات الدولية المستمرة للحوثيين من مغبة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، وبعد الضربات الأميركية البريطانية المشتركة ضد مواقعهم في اليمن، يبدو أن الجماعة الموالية لإيران عازمة على مواصلة تهديد الملاحة البحرية، وتنفيذ تهديدها بالرد على استهدافها.

مصادر يمنية قالت إن خبراء من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني إضافة للحوثيين نقلوا صواريخ باليستية وأخرى بحرية من العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، صنعاء، إلى محافظة الحديدة المطلة على جنوبي البحر الأحمر ضمن استعداداتهم لشن هجمات على السفن المبحرة قبالة المنطقة.

وأوضحت المصادر أن الصواريخ نُقلت على متن شاحنات مرت بالطريق الرئيسية الرابطة بين صنعاء والحديدة.

التحركات النشطة للحوثيين والخبراء الايرانيين ومن حزب الله اللبناني تكشف عن نوايا الحوثي للرد ومساعي التصعيد من خلال تنفيذ هجمات على البوارج الأميركية والسفن التجارية المرتبطة بالدول المشاركة في تحالف "حارس الازدهار".

فالحديدة تمتلك شريطا ساحليا كبيرا جنوبي البحر الأحمر وأطلق منها الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة نحو السفن التجارية والقطع العسكرية الأميركية، كما قام الحوثيون منها بعملية خطف السفينة غلاكسي ليدر.

أما محافظة تعز، خصوصا الجزء الخاضع لسيطرة الحوثيين فهي تضم مناطق جبلية تطل على منطقة باب المندب، ويعمل الحوثيون منها على إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة هجومية واستطلاعية نحو الممر الملاحي الذي تعطلت فيه حركة الملاحة بدرجة كبيرة.

وتأتي عملية نقل الصواريخ عقب قصف مجهول استهدف موقعا في القاعدة البحرية بمنطقة الكثيب بالحديدة ردا على إطلاق صاروخ حوثي نحو البحر الأحمر.

أمن الملاحة.. الحوثيون يجهزون لمزيد من الهجمات
تصعيد في البحر الأحمر يؤثر على الشركات.. وقناة السويس تتأثر

فهل تستعد المنطقة لنزاع جديد ساحته البحر الأحمر؟

وفي حديثه لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" بشأن نقل الحوثيين أسلحتهم إلى الحديدة للرد على الهجمات التي طالت أراضيها يشير الخبير العسكري والاستراتيجي سمير راغب إلى أن الحوثيين فقدوا ربع إمكانياتهم في الضربة العسكرية التي تعرضت لها السواحل بحسب ما نشرته تقارير نيويورك تايمز، مضيفا:

  • سعي الحوثي إلى إعادة تعبئة المنطقة الاستراتيجية التابعة له بالساحل اليمني بالعتاد والأسلحة اللازمة على إثر الضربات التي تلقتها.
  • على الرغم من التحركات العلنية للعناصر الحوثية في نقل الأسلحة، إلا أن أميركا لا تشن ضربات استباقية، بل ترد فقط على ضربات الحوثيين عن طريق تحديد موقع إطلاق الصاروخ وتدميره.
  • وجود تعاون بين الجانب الأميركي والبريطاني في نقل المعلومات بعد استهداف مواقع حوثية بغارات جوية.
  • تتضمن الغارات الجوية استهداف المواقع التي تستخدم للعمليات الموجهة ضد الناقلات والسفن الأميركية.
  • لن يتم تحويل العمليات الجوية إلى مرحلة استهداف مراكز صناعة القرار والمستودعات الرئيسية.
  • تعد العمليات العسكرية رسالة موجهة من الولايات المتحدة إلى إيران، تحثها على إيقاف الحوثيين عن استهداف السفن والناقلات البحرية.