"وكأن الهدنة لم تصل إلينا" هكذا وصف أحد سكان الضفة الغربية الممارسات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي من اعتقالات وسط أهالي الضفة، تزج بالمئات في داخل السجون بدلا من العشرات الذين يتم الإفراج عنهم، بجانب أعمال القتل وتدمير البنية التحتية.

واقتحم الجيش الإسرائيلي عدة مدن في الضفة خلال أيام الهدنة السارية بين إسرائيل وحركة حماس، والتي بدأت الجمعة 24 نوفمبر الجاري، وعلى رأسها مخيم جنين واعتقل العشرات، وأطلق الرصاص على من حاول التصدي لهم، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ومما رصدته الوكالة بشأن الممارسات الإسرائيلية خلال أيام الهدنة:

  • مساء الثلاثا والأربعاء، واصلت القوات الإسرائيلية اقتحام جنين ومخيمها وسط مواجهات عنيفة مع السكان؛ أدت لمقتل وإصابة واعتقال عدد من الفلسطينيين.
  • قتلت القوات الإسرائيلية، ظهر الأربعاء، طفل عمره 8 أعوام، وآخر عمره 15 عاما، بإطلاق الرصاص عليهما في مدينة جنين، وتركتهما ينزفان بمنع وصول المسعفين إليهما.
  • أصيب عدة أشخاص، أحدهما شاب برصاصة في رأسه، وآخر بدهس سيارة عسكرية إسرائيلية له، خلال اقتحامات الثلاثاء والأربعاء لجنين.
  • قصفت الطائرات المسيرة قصف منزلا في مخيم جنين، فيما واصلت الجرافات تدمير البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحفي والشوارع.
  • على نهج اتبعته مع مستشفيات غزة، واصلت القوات الإسرائيلية محاصرتها لمستشفى ابن سينا في جنين، حيث منعت الجرحى والمرضى من الوصول إلى المستشفى، وفقا لما ذكره مدير المستشفى وسام بكر.
  • يوم الإثنين، نقلت "وفا" عن جاد حماد، والد المعتقلة نفوذ حماد (16 عاما)، من حي الشيخ جراح بالقدس، أن الاحتلال أعاد ابنته إلى السجن، بعد أن كان قد أفرج عنها في إطار صفقة التبادل يوم السبت الماضي.
  • في ذات اليوم، بالإضافة ليوم الأحد، اعتقلت القوات الإسرائيلية 56 فلسطينيا في الخليل وجنين وبيت لحم ورام الله.
  • يوم الأحد، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن إسرائيل اعتقلت نحو 3200 مواطن من الضفة الغربية منذ بدء المعارك بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي.

الاعتقالات أكثر من الإفراجات

  • بتعبير الصحفي الفلسطيني المقيم في الضفة، جمال سالم، فإن "الهدنة لم تصل إلينا، وكل الممارسات التي رأينها منذ 7 أكتوبر مستمرة ولم تتغير".
  • ويوضح، أنه "في بداية الهدنة ظننا أننا سنجد بعض الهدوء، وحاولنا الوصول للأسرى المفرج عنهم، ولكن الجيش الإسرائيلي منعنا، وكان يفرق المسيرات بالقو".
  • وفي رصد لملامح الحياة في الضفة حاليا خلال سريان الهدنة يقول سالم:
  • جيش الاحتلال اعتقل في فترة الهدنة فقط ضعف عدد الأسرى المفرج عنهم، وكان يتعمد تعكير صفونا حتى لا نحتفل بالإفراج عن الأسرى.
  • هناك أسيرة أفرج عنها، لكن في المقابل اعتقل الإسرائيليون العشرات من عائلتها بسبب أجواء الفرح التي قاموا بها بعد الإفراج عنها.
  • الجيش الإسرائيلي يستهدف بشكل متعمد البنية التحتية؛ حتى "تعطلت أبراج اتصالات ومحطات مياه وكهراب، ولا يوجد وقود كاف لتشغيلها بصفة مستمرة، كما أن هناك استهدافا للمستشفيات وخطوط الصرف.
  • نتيجة لذلك، فإن لوضع في الضفة ليس ببعيد عن ما يحدث في غزة، حتى الوضع الغذائي بات سيئا جدا، ولا يصلنا الآن مواد غذائية سوى 20% مما كان يصل لنا قبل الحرب.
  • كل الطرق المؤدية لجنين باتت مدمرة نهائيا، والجيش الإسرائيلي يطوقها من كل مكان.
  • حتى الأسواق التي يعمل فيها كثير من الفلسطينيين أغلقت تماما، ولم يسمح الجيش الإسرائيلي بمرور أحد من حاز الجلمة المؤدي للمنطقة الاقتصادية في جنين؛ ما سبب خسائر فادحة هناك.
  • المستوطنين الإسرائيليين من جانبهم لا يكفون عن مهاجمة أهالي الضفة، ولا يوجد مستوطن في كافة مناطق الضفة يسير دون سلاح، ومسموح لهم بإطلاق النار على من يشاؤون.
  • الحواجز الأمنية كثيرة للغاية، وفكرة التنقل أصبحت مستحيلة.

أخبار ذات صلة

حماس تمنح الضوء الأخضر لتمديد هدنة غزة لـ4 أيام
محادثات المخابرات.. هل تقترب حماس وإسرائيل من وقف الحرب؟

من جانبها، وصفت إليزابيث ثروسيل، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الوضع في الضفة الغربية بأنه "مثير للقلق" ويستدعي تحركًا "عاجلا"، منتقدة العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين.

وكثَّف الإسرائيليون في المستوطنات الموجودة بالضفة هجماتهم منذ بدء معارك 7 أكتوبر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، شملت اعتداء بالضرب والقتل وتخريب ممتلكات، ومطالبة الفلسطينيين بالرحيل إلى الأردن.

ووفق صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، فإن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وجه كبار المسؤولين في إدارته، بإعداد عقوبات على المستوطنين المتطرفين الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة، تتضمن ضمن خياراتها حظر التأشيرات.