وسط ترقب تنفيذ اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، يبدو المشهد في الساحات التي تعمل بها فصائل موالية لإيران غامضا، ما بين إن كانت بدورها ستستجيب للتهدئة أم ستستمر في التصعيد.

واختلفت آراء محللين سياسيين تحدثوا عن هذا الأمر لموقع "سكاي نيوز عربية"، بين من يرى أن هذه الفصائل ستقابل التصعيد بالتصعيد والتهدئة بالتهدئة، وبين من يقول إنها ستواصل هجماتها، ومن يربط موقفها بسياسة طهران.

وأعلنت قطر وحماس أن الهدنة ستنفذ صباح الجمعة، وتنص على وقف القتال لمدة 4 أيام، وإفراج الحركة عن 50 من المحتجزين لديها مقابل إطلاق إسرائيل سراح 150 سجينا فلسطينيا، وإدخال شحنات مساعدات ووقود إلى قطاع غزة المحاصر.

وانطلاقا من لبنان والعراق واليمن لم تتوقف الهجمات في الأيام الأخيرة، فقد أطلقت عشرات الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه شمالي إسرائيل، الخميس، بينما استهدفت فصائل القوات الأميركية في المنطقة، بينما اعترضت مدمرة أميركية أثناء إبحارها في مياه البحر الأحمر طائرة مسيّرة مفخخة، وفق ما أعلنه "البنتاغون" الخميس، خرجت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

التصعيد بتصعيد والعكس

فيما يخص جبهة لبنان، يقول المحلل السياسي محمد غروي إن الوضع هناك يتوقف على الرد الإسرائيلي، مستدلا بأن حزب الله لأول مرة أطلق 50 صاروخا على إسرائيل منذ بدء الحرب الجارية، الخميس، وذلك ردا على قتل إسرائيل 5 من عناصره.

وفي تقديره، فإن جبهة حزب الله تسير بمبدأ "التصعيد بالتصعيد والعكس صحيح"، أي أن كل فعل سيقابله رد فعل أقوى من جانب حزب الله، ويحدده الوضع في قطاع غزة.

أخبار ذات صلة

الموعد والأعداد.. قطر تعلن تفاصيل تنفيذ هدنة غزة
حماس تعلن تفاصيل بدء الهدنة وعدد شاحنات المساعدات يوميا

ويتوقع المحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، أنه "في حالة نجاح الهدنة في غزة ستشمل أيضا الجبهة مع حزب الله"، مشيرا إلى أن "هذا ما تم الاتفاق عليه من خلال المبعوث الأميركي عاموس هوكستين، الذي رتب اتفاقية بين حزب الله وإسرائيل بخلاف اتفاقية الهدنة في غزة، على أن تنفذ في نفس الموعد".

إلا أن الأيوبي يعقب أن "أذرع إيران قد تسعى لإبقاء الصراع لتحقيق أهداف طهران السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، أما الشعب الفلسطيني فيحتاج لوقف إطلاق النار".

العراق يتجاوز غزة

وفي جبهة العراق، يوضح مدير المركز العراقي للدراسات الإسراتيجية غازي السكوتي، أن الفصائل المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري "ليست لها علاقة باتفاق الهدنة في غزة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، وستواصل استهداف القواعد الأميركية" في تقديره.

وأضاف السكوتي: "في العراق تنتظر الفصائل التصعيد وليس التهدئة، لأنها تريد إرغام واشنطن على إخلاء القواعد ومغادرة العراق، وهذا ما لن يفعله الأميركيون قريبا، بل بدؤوا بالرد بضربات على الفصائل العراقية، كما استهدفوا مواقع لكتائب حزب الله جنوبي بغداد".

ارتباطات الحوثي

أما عن دوافع جماعة الحوثي في اليمن لاستهداف مصالح أميركية وإسرائيلية، يقول المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، إن هذه الجماعة "تسير وفق ما تمليه عليها طهران، وهي روابط تتخطى الصراع في غزة".

ويستدل الطاهر بأن "حادث اختطاف السفينة التي قالوا إنها إسرائيلية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فالسفينة اليابانية المقرصن عليها تعتبر رقم 11 منذ الأول منذ أكتوبر 2016".