مع مضي نحو شهر كامل على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، تزداد المخاوف الواسعة من تمددها لساحات أخرى، أبرزها الجبهة السورية.

وفي هذا السياق، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، إن الحرب "تمتد إلى سوريا"، مدفوعة بتزايد الفوضى والعنف، وعدم إحراز تقدم نحو حل سياسي للصراع المستمر منذ 12 عاما.

فحوى التحذير الأممي

وأخبر المبعوث بيدرسون مجلس الأمن الدولي، أنه "بالإضافة للعنف الناجم عن الصراع السوري، يواجه الشعب السوري الآن احتمالا مرعبا بتصعيد محتمل أوسع نطاقا في أعقاب هجمات حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل، والعمل العسكري الانتقامي المستمر".

"بايدن" يلوح بتحرك عقب تعرض قواته لهجمات في العراق وسوريا

وأضاف: "امتداد الصراع إلى سوريا ليس مجرد خطر، لقد وقع بالفعل".

وأشار إلى الغارات الجوية - المنسوبة إلى إسرائيل - التي ضربت مطاري حلب ودمشق عدة مرات، وانتقام الولايات المتحدة مما قالت إنها هجمات على قواتها شنتها جماعات تدعي أنها مدعومة من إيران، بعضها متمركز على الأراضي السورية.

برميل بارود مشتعل

وقال بيدرسون: "مع كون المنطقة في أخطر حالاتها وتوترها، فإن الوضع أشبه بصب وقود على برميل بارود كان قد بدأ يشتعل بالفعل في سوريا، التي كانت تشهد تصاعدا في أعمال العنف حتى قبل 7 أكتوبر".

ويرى مراقبون أن استمرار الصراع واحتدامه وسط توقعات بقرب الاجتياح البري الإسرائيلي الكامل لقطاع غزة، سيقود لاشتعال جبهات أخرى ولا سيما الجبهتين اللبنانية والسورية، محذرين من أن من شأن ذلك تسعير الحرب وتحويلها لصراع إقليمي كبير، وهو ما سينعكس سلبا على مختلف الأطراف بما فيها سوريا التي لا زالت تعاني من تبعات الأزمة التي تعصف بها منذ 2011.

أخبار ذات صلة

بعد عرض خطة حرب المدن.. "جنرال الفلوجة" غادر إسرائيل
قوة "الرد السريع" الأميركية تتحرك إلى المنطقة.. ما دورها؟

سوريا.. الجبهة الأكثر قابلية للاشتعال

يقول الكاتب والمحلل السياسي جمال آريز، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية":

  • التحذير الأممي في محله تماما، وسوريا هي الجبهة الأكثر قابلية للاشتعال بشظايا وتداعيات حرب غزة، بالنظر لجملة عوامل معقدة ومتداخلة، أبرزها أن سوريا رسميا هي في حالة حرب مع إسرائيل ونقطة التوتر الأكبر هي بسبب منطقة الجولان.
  • فضلا عن العلاقات التقليدية التي تربط دمشق بحزب الله اللبناني وطهران وبمختلف الفصائل الدائرة في الفلك الإيراني، والتي تستهدف الآن ولو بوتيرة متقطعة المصالح والقواعد الأميركية والغربية في كل من سوريا والعراق، مما يضاعف من خطر انزلاق الأمور نحو مواجهة مفتوحة تتحول إلى حرب واسعة بين الإسرائيليين والأميركيين من جهة، والجيش السوري وحلفائه من جهة أخرى.
  • هكذا مواجهة محتملة ستسهم بطبيعة الحال في تعقيد الأزمة في الشرق الأوسط، وسترتد بشكل خطير للغاية على الوضع المتأزم أصلا في سوريا بفعل تداعيات الحرب الداخلية، وتدخلات القوى الخارجية فيها من إقليمية (إيران وتركيا) ودولية (غربية وروسية).
  • لا شك أن دمشق تحاول عدم التورط المباشر في حرب هي في غنى عنها في هذه الظروف الصعبة والمتفجرة، لكن لا ننسى أن هناك جهات تحاول جرها للمستنقع، ذلك أن سياسة التصعيد التي يمارسها لاعبون إقليميون قد تقود في لحظة ما للسقوط فيها.

أخبار ذات صلة

مبعوث دولي: الحرب بين إسرائيل وحماس تمتد إلى سوريا
"الوثيقة السرية".. ليبرمان أبلغ نتنياهو بالحرب قبل 7 سنوات

تحذير واقعي.. لكن

من جهتها، تقول الأكاديمية والخبيرة الروسية في العلاقات الدولية لانا بدفان، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية":

  • هذا تحذير واقعي في ظل وجود قواعد إيرانية في سوريا وكذلك قواعد لفصائل فلسطينية، وفي ظل توجيه ضربات لإسرائيل عبر جبهة الجولان وما تبعه من ضربات إسرائيلية على المطارات والقواعد السورية، ولهذا فالخطر حقيقي من انجراف سوريا للحرب مع تصاعد التوتر والصراع.
  • هكذا فشرارة الحرب الإقليمية تبدو متقدة، في ظل تصاعد لغة الحرب والعنف، وغياب مبادرات السلام والحوار والركون للشرعية الدولية.
  • لكن حتى الآن فإن الاشتباك خارج حدود غزة، يبدو مضبوط الإيقاع وقواعده لم تقد لتورط سوري فعلي ومباشر، والردود المتبادلة تقتصر عملياتيا على استهداف القواعد الأميركية والإيرانية فوق الأراضي السورية، وهو ما يبدو متسقا مع التسريبات التي تشير لتهديدات غربية صريحة بالذهاب لحد إسقاط النظام في دمشق، عند الانخراط المباشر لسوريا في الصراع.
  • لهذا رغم تصاعد الحرب لكن واضح في الوقت نفسه أن هناك توجها لعدم إشعال المنطقة برمتها على وقع ما يحدث، وهو ما ينطبق على دمشق وطهران كذلك، حيث لا بوادر فعليا على أرض الواقع لانخراط إيراني مباشر في الحرب، وإنما اكتفاء بردود وعمليات عسكرية محدودة وغير ذات تهديد جدي وخطير، لمصالح وأهداف غربية وإسرائيلية في لبنان وسوريا والعراق على وجه الخصوص.

هذا وتكررت منذ بدء حرب غزة، الاستهدافات الصاروخية وبالمسيرات لقواعد أميركية في سوريا شمالا وشرقا كما في الحسكة ودير الزور وجنوبا في قاعدة التنف، فيما استهدفت إسرائيل عدة مرات مطاري دمشق وحلب الدوليين وأخرجتهما عن الخدمة لأيام.