"رسالة يائسة عبر الذئاب المنفردة"، بهذه العبارة علق خبير عسكري عراقي على الهجوم الأخير الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي في محافظة كركوك، شمال العراق، وأودى بحياة 4 من قوات الأمن.

وفي الوقت ذاته، نبه الخبير، مخلد حازم الدرب، في تعليق لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن المعركة مع داعش تحولت من مواجهة عسكرية مباشرة إلى معركة معلومات في المقام الأول، ويلزم لقوات الأمن تطوير قدراتها في هذا الاتجاه.

الأحد، أعلنت خلية الإعلام الأمني، في بيان، التحقيق في هجوم نسبته إلى تنظيم داعش في قضاء الدبس بكركوك، السبت، نفذه بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على نقطة تابعة للواء 32 بالفرقة 8 في الجيش العراقي.

وأسفر الهجوم بحسب مصادر عن مقتل 4 أشخاص، هم 3 ضباط، ومنتسب فارق الحياة بسبب جروحه البليغة.

وتوعد البيان داعش بالقول: "وليعلم عناصر عصابات داعش أن الرد سيكون عاجلا وغير متوقع وسيزلزل الأرض تحت أقدامهم العفنة".

الذئاب المنفردة ورسائل يائسة

الخبير الأمني العراقي مخلد حازم الدرب، يفسر ما وراء الهجوم، وماذا يعني بخصوص قدرة داعش على شن مثل الهجمات مستقبلا:

  • هذا الهجوم محاولة إثبات وجود، وإرسال رسالة بإن داعش موجود على الأرض، وذلك رغم أنه أمنيا واستخباراتيا لم يعد كما كان سابقا.
  • يريد التنظيم أن يقول لعناصره خارج الحدود بأن "الأمن غير مستتب" في العراق.
  • عناصر داعش تعمل وفق اللامركزية الإدارية بخلاف السابق، والموجودون حاليا هم بقايا داعش، ومجموعات تعمل فرادى وفق استراتيجية "الذئاب المنفردة"، التي تقوم بعمليات كر وفر، حسب أحوال المكان والزمان.
  • مصدر بقاء هذه المجموعات هو أنه بعد انتهاء العمليات العسكرية على داعش في 2017، تسربت عناصر من التنظيم إلى كركوك، وخاصة في أماكن وعرة في أودية الشاي والزيتون وأمن الخناجر وحوض حمرين، كملاذات لها، وتخرج منها وتنشط على فترات، بعمليات نوعية واستباقية.
  • وفي المجمع، نستطيع أن نقول أن هذه العمليات هي عمليات يائسة.

أخبار ذات صلة

تفاصيل هجوم إرهابي في كركوك.. وارتفاع قتلى القوات العراقية
بعد رفض بلدانهم إعادتهم.. أكراد سوريا يحاكمون مقاتلي داعش

معركة معلومات

الخبير الأمني العراقي يشير إلى أن المعركة مع داعش في العراق من بعد 2017، تغيرت من معركة مواجهة مباشرة إلى معركة أمن واستخبارات، أي "معركة معلومات"، والحصول على المعلومة الاستباقية عبر المواطنين أو تكنولوجيا المعلومات يصنع الفارق.

ويتوقع الدرب أنه "ربما يكون حدث تقاعس في هذه الناحية، مما أعطى فرصة لداعش لشن هذه الهجمات في كركوك وديالي"، ويمكن معالجة ذلك "بنصب الكمائن، ومد جسور الثقة بين القوات والمواطن لتحصل على هذه المعلومات".

إضافة لذلك، ينصح بتوفير خبرات وإمكانيات تصل للمناطق الوعرة التي يتحصن فيها الإرهابيون، وتطويقها هي وحدود المحافظات الموجودة فيها بأبراج وكاميرات حرارية، ونصب كمائن في مناطق الدخول والخروج.

ضربات متلاحقة

سبق العملية الإرهابية الأخيرة تلقي داعش ضربات متلاحقة على يد القوات العراقية، آخرها عملية أسفرت عن مقتل ما يسميه داعش بوالي شمال بغداد، المدعو عدنان اللهيبي، في قضاء الطارمية شمال العاصمة.

وبحسب ما أورده قائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم، وقت الإعلان عن العملية، الأربعاء، لوكالة الأنباء العراقية "واع"، فإن مقتل اللهيبي حقق مكاسب، منها "رفع معنويات مقاتلينا، وتشجيعهم على الاستمرار بملاحقة فلول داعش"، في مقابل إحباط معنويات الإرهابيين، وإصابتهم بشلل.

ولفت إلى أن داعش "يتعرض حاليا لضربات متعددة بمختلف القواطع، ومن بينها ديالى وكركوك، وليس في شمال بغداد فقط، وهي تسقط قياداته المهمة، وأي فقدان لعناصره القيادية سيؤثر عليه".