ينتظر قرابة 4 ملايين لاجئ سوري تحديد مصيرهم بعد الإعلان عن فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة.

وفي خضم الانتخابات التركية، كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن 80 بالمئة على الأقل من الأتراك يريدون عودة السوريين إلى وطنهم.

ويرجع مراقبون تنامي هذا الشعور وخصوصا بالنسبة للأحزاب المناهضة للمهاجرين، إلى دور الأزمة الاقتصادية التي تؤجج المشاعر المعادية للاجئين في البلاد.

أخبار ذات صلة

5 ملفات عاجلة أمام أردوغان في الولاية الجديدة
ماذا ينتظر تركيا بعد حسم الانتخابات الرئاسية؟

 تعهد أردوغان

  • خلال استعداده لجولة الإعادة أمام منافسه كمال كليجدار أوغلو، قال أردوغان، إن أنقرة تعِد خطة لعودة اللاجئين السوريين، لكن لن يتم ذلك قسرا.
  • كرر أردوغان على مدى الأيام الماضية، تصريحاته عن إعادة أكثر من مليون لاجئ إلى المناطق الآمنة، التي أقامتها تركيا من خلال عملياتها العسكرية في شمال سوريا، وأنشأت فيها البنية التحتية اللازمة لعودتهم.
  • في أول تعليق على قضية اللاجئين بعد فوزه بالانتخابات، أكد أردوغان أن حكومته "ستؤمن عودة مليون لاجئ سوري إضافي".
  • في العام السابق للانتخابات، كثفت الحكومة التركية برنامجها لـ "العودة الطوعية" إلى سوريا.
  • المرشح الخاسر للانتخابات كمال كليجدار أوغلو، كان قد أعلن صراحة رغبته في ترحيل اللاجئين السوريين، إذ قال: "سنعيد جميع السوريين إلى بلادهم في غضون عامين على أبعد تقدير".

أخبار ذات صلة

قبل ساعات من جولة الإعادة.. اللاجئون في تركيا يحبسون أنفاسهم
أردوغان: لا يمكن لأحد أن يتدخل بسياسة بلادنا الداخلية

سياسة الولاية الجديدة

اعتبر مراقبون ومحللون سياسيون، أن الانتخابات التركية ستلقي بظلالها على ملف اللاجئين، خاصة مع تنامي الدعوات المضادة تجاههم من العديد من القوى والتيارات السياسية، بيد أنهم ذكروا أن أردوغان سيتعامل بشكل هادئ مع عودة اللاجئين لأوطانهم على عكس كليجدار أوغلو.

وفي حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، يرى الخبير المتخصص في العلاقات الدولية أيمن سمير، أنه بالرغم من كون الانطباع العام أن سياسة أردوغان لن تتغير في الولاية الجديدة عن الإجراءات السابقة خاصة في ما يتعلق باللاجئين، لكن التقديرات تشير إلى أن تعامله وحكومته بالولاية الثالثة سوف يختلف ويشهد العديد من التحولات.

وبيّن سمير أسباب التعامل المختلف لأردوغان تجاه اللاجئين خاصة القادمين من سوريا في عدد من النقاط، قائلا:

- هذه الانتخابات أظهرت الوجه القومي لتركيا سواء كانت الأحزاب المتحالفة مع الرئيس أردوغان، أو الأحزاب في الجهة المعارضة، فكلاهما كان ينتهج خطابا ولغة قومية تميل إلى اليمين بقوة.

- أعتقد أن الحكومة التركية بقيادة أردوغان سوف تقلل من المزايا الممنوحة للسوريين، مع عقد اتفاق مع الحكومة السورية لإعادة عدد كبير منهم.

- يتفهم أردوغان أن "تحالف أوغلو" والذي كان يطالب بعودة كافة اللاجئين قد حصل على ما يزيد عن 47.5 بالمئة من الأصوات، وبالتالي هناك عدد كبير من الأتراك يطالبون بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

- سيتبنى أردوغان طرقا ناعمة للتعامل مع اللاجئين وإعادتهم من خلال تحسين العلاقة مع الحكومة السورية والأمن في المنطقة الحدودية، خاصة في المنطقة الشمالية الغربية.

- لن تكون عودة السوريين إلى بلدهم دفعة واحدة كما كان يرغب أوغلو، بل على دفعات أقل وفي وقت أطول، وقد يستغرق الأمر سنوات الولاية الثالثة لأردوغان.

انتظار المصير

سبق أن قال الناشط في قضايا حقوق اللاجئين بتركيا، طه الغازي، إن ورقة اللاجئين السوريين كانت انتخابية من جهة، كما كانت أداة في ميدان السياسة الداخلية والخارجية لتركيا.

وأشار إلى أنه بعد نهاية الجولة الأولى من الانتخابات وقبل الثانية، وصل خطاب الكراهية تجاه السوريين إلى مستويات غير مسبوقة، مثل تعليق لوحات وإعلانات تدعو لطرد اللاجئين السوريين من تركيا في الأماكن العامة والشوارع وحتى على جدران المدارس.

وبيّن الغازي أن اللاجئين باتوا يتخوفون في المرحلة القادمة من حالات ترحيل قد تطال الأسر والعائلات السورية، أو صدور قرارات تفرض بيئة تدفع اللاجئ السوري للتفكير في العودة إلى بلاده.