بعيدا عن المناوشات العسكرية بين أسطولي الصين والولايات المتحدة فوق مياه المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، تتحفز واشنطن لصد هجوم صيني في عقر دارها، قد يتسبب في حدوث "شلل عسكري" عبر الاختراق السيبراني.

هذا التحفز وشت به وثيقة جديدة من وثائق وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" المسربة، تحمل عبارة "سري للغاية"، وتوقيع مسؤول في الاستخبارات الأميركية، تؤكد أن الصين تطور استراتيجية لضرب الأمن السيبراني للبلاد خلال 5 سنوات.

يعلق خبير معلوماتي لموقع "سكاي نيوز عربية" على هذا التسريب برصد حجم الأمان الذي وفرته واشنطن لمنظومتها الأمنية السيبرانية، وفرص نجاتها من الهجوم الصيني المحتمل، وحجم الضرر الذي قد يلحق بالولايات المتحدة في حال حدوثه.

نظرة على الأمن السيبراني الأميركي

• تعتمد الولايات المتحدة على نموذج "الثقة الصفرية" في التعامل مع الأمن السيبراني، وهو من أعقد الأنظمة الأمنية في العالم.

• نشرت وزارة الدفاع استراتيجيتها الأولى لعدم الثقة في نوفمبر الماضي، بعدما عبث مخترقون من روسيا بالأمن السيبراني الأميركي، حسبما قالت الوزارة، وتكبدت 3.5 مليار دولار.

• أساس هذه الاستراتيجية هو انعدام الثقة والطلب المستمر للتحقق من هوية المستخدم، والحد من الوصول، والعمل على افتراض أن المهاجمين اخترقوا شبكات المؤسسة.

• كل خطوة داخل المنظومة تتطلب التحقق من الهوية بكلمة سر أو استخدام الصفات البيومترية التي تطلب الاطلاع على بصمة اليد أو مسح للوجه.

• هذه من أنجح الاستراتيجبات الأمنية وأعقدها، واختراقها أمر صعب، لكن في الوقت نفسه سخرت الصين كل إمكانياتها وخبرائها لكسر هذا الجدار الأمني.

ماذا تنوي الصين فعله؟

وفقًا للوثيقة المسربة التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية:

• يعمل الجيش الصيني على اختراق الدفاعات المستخدمة في البنتاغون وبعض المؤسسات المالية.

• هذا الاختراق قد يمكن الصين من الوصول إلى شبكات محمية خلال السنوات الخمسة المقبلة.

هذه الوثيقة ضمن وثائق مسربة من البنتاغون مؤخرا إلى الإنترنت، والمتهم بتسريبها هو جاك تيكسيرا، عضو الحرس الوطني الأميركي.

لا يوجد نظام مثالي

بتعبير خبير تكنولوجيا المعلومات عبدالرحمن داود، فإن الأمن السيبراني يعد الآن "بنفس أهمية أمن الحدود والمواقع العسكرية".

يضرب مثلا بأن الأمن السيبراني "يشبه الجمجمة، غطاء عظمي غليظ يحمي المخ الذي يحفظ المعلومات ويحرك الجسم بأكمله، فإذا عبث به أحد وأخرجه من الخدمة سيتوقف باقي الجسم عن الحركة".

على هذا، فإنه على المستوى العسكري، اختراق الشبكات الحكومية والدفاعية لبلد قد يشل القطاعات العسكرية بأكملها عن طريق السيطرة على الرادارات وأنظمة التوجيه وأبراج مراقبة الطيران؛ لأنها تعمل كلها بشكل رقمي، كما ينبه داود.

رغم أن استراتيجية "الثقة الصفرية" الأميركية نظام معقد للغاية، ويصعب اختراقه فإنها تواجه تحديات، كما يوضح الخبير المعلوماتي:

• الصين تملك أقوى خبراء التكنولوجيا والأمن السيبراني في العالم، والحكومة تسخر لهم كل ما يحتاجون إليه للتفوق، وهذا ظهر مؤخرا بشكل كبير.

• الاستراتيجية الأميركية ليست سهلة الاستخدام، ويعاني منها الموظفون والعملاء المترددون على الشبكات لكثرة الخطوات.

• في العموم، التطور الهائل في مجال الأمن المعلوماتي يؤكد أنه لا يوجد نظام سيبراني مثالي في الحماية.

البنتاغون: لا وجود لأمان تام

ردا على سؤال حول الخطر الصيني في هذا المجال، قال مسؤول أميركي كبير في البنتاغون لموقع The Cybersecurity 202 رفض البوح باسمه، إن الوزارة تدقق باستمرار في نوايا العدو وتختبر الدفاعات.

وأوضح أن الاختبارات أظهرت أن الدفاعات تصمد بشكل جيد، وأنه لديه ثقة كبيرة في قوة الحماية الأميركية، لكنه رفض الاستسلام لقوة الحماية هذه أمام التطور الذي يشهده العالم.

أخبار ذات صلة

لكسر حصار بحري محتمل.. واشنطن تسرّع مد تايوان بـ"قاهر السفن
تهديد صيني.. أي شخص يلعب بنار تايوان سيحترق