يتداول في العرف السياسي أنه "لا صديق دائم ولا عدو إلى الأبد".. وما كان لصداقة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد دقلو (حميدتي)، أن تصمد وسط تضارب الحسابات، أكثر من عقدين.

بعد نحوِ عشرين عاما من الصداقة والتعاون، وصلت الخلافاتُ بين البرهان ودقلو، إلى المواجهة العسكرية.

وقد فجّر الخلاف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مواجهات مُسلّحة في العاصمة الخرطوم ومدينة مروي شمالي البلاد وكردفان ودارفور، السبت، استخدمت فيها أسلحة وخفيفة وثقيلة وسلاح الجو، وأوقعت قتلى ومصابين.

وخلال الساعات الماضية، تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاتهامات بالمبادرة في القتال، في الوقت الذي دعت دول غربية وعربية إلى التهدئة ووقف الاقتتال.

أخبار ذات صلة

آخر تطورات الأحداث في السودان.. تغطية مستمرة
"فلول الإخوان".. ما دورهم في إشعال الفتنة في السودان؟
البرهان ودقلو.. صداقة نحو عقدين تنتهي إلى مواجهة بالرصاص

 وفيما يلي أبرز المحطات في العلاقة بين القائدين:

  • تعارف الرجلان، مع بداية النزاع في إقليم دارفور عام 2003 إبان حكم الرئيس السابق عمر البشير.
  • وقتذاك كون دقلو ضمن مجموعة صغيرة مسلحة تتصدى لحركات مسلحة أخرى في الإقليم.
  • فيما كان البرهان ينسق عمليات الجيش في دارفور..
  • تعززت علاقة بينهما في أبريل 2019، حين اتفقا على أن مصلحة السودان العليا تقتضي، إسقاط نظام البشير، وتشكيل مجلس عسكري لحكم البلاد، ترأسه البرهان وقتها.
  • عين دقلو في منصب نائب رئيس المجلس العسكري.
  • في تلك المرحلة، لم تخل العلاقة بين الجانبين من مناوشات، لكن سرعان ما كان يتم احتواؤها، لتظل الثقة بينهما في مكانها.
  • وفيما كان السودان ينتظر استحقاقه الانتخابي، رأى البرهان أن الانتقال الديمقرطي في البلاد زاح عن مساره الصحيح.
  • في أكتوبر 2021 قرر البرهان حل جميع مؤسسات الفترة الانتقالية.
  • دعم دقلوا البرهان حينها في التحرك، قبل أن يعرب لاحقا عن ندمه، ويُقر بأن الأمر كان خطأ.
  • عارض دقلو ما وصفه بعودة بعض رموز نظام البشير إلى سلطة.
  • ثم راح الخلاف بينه وبين البرهان في المواقف السياسية، يتطور تدريجياً، ليخرج إلى العلن عبر اتهامات مبطنة أحيانا، مباشرة أحيانا أخرى.
  • تعثرت بعد ذلك كل مساعي لململة فوضى السودان، وتراكمت أزمات البلاد.
  • دفع الأمر المكونين المدني والعسكري إلى توقيع اتفاق إطاري في ديسمبر الماضي، يقضي بنقل السلطة إلى المدنيين وعودة العسكريين إلى ثكناتهم.
  • ثم انفجر الخلاف الأقوى بين الجيش وقوات الدعم السريع، بشأن تنفيذ بنود الاتفاق المتعلقة بالإصلاح الأمني والعسكري وشروط الدمج.
  • فخابت على وقع خلافهما كل مواعيد التوقيع.
البرهان.. من ضابط في سلاح المشاة إلى رئيس مجلس السيادة

 البرهان.. من الظل إلى السلطة

  • ترجع جذوره إلى قرية قندتو شمال الخرطوم، والتي وُلد بها عام 1960، وفي سنوات لاحقة درس في الكلية الحربية ثم تلقى عدة تدريبات عسكرية في مصر والأردن.
  • عقبَ تخرجه من الكلية الحربية، عمل البرهان في العاصمة الخرطوم ضمنَ وحدات الجيش السوداني فضلًا عن مُشاركتهِ في جبهات القتال في حرب دارفور وكذلك في جنوب السودان ومناطق أخرى.
  • شغلَ عبد الفتاح البرهان عدة مناصب طيلة مسيرتهِ المهنيّة حيثُ بدأ رفقة قوات حرس الحدود ثمّ صار قائدًا لهذا الحرس فيما بعد قبل أن يصيرَ نائبًا لرئيس أركان عمليات القوات البرية ثم رئيس أركان القوات في الجيش السوداني/ وذلكَ في فبراير 2018 قبل أن يشغلَ منصبَ المفتش العام للجيش لفترةٍ من الزمن.
  • بحلول 26 فبراير من عام 2019 وإبان الاحتجاجات العارمة التي عمّت البلاد والتي طالبت بإسقاط نظام عمر البشير؛ رَقّى هذا الأخير عبد الفتاح برهان من رتبة الفريق الركن إلى رتبة الفريق أول.
  • أمضى البرهان فترة من حياته المهنية كملحق عسكري في بكين.
حسام زكي: مجلس الجامعة العربية يتابع تطورات السودان

 حميدتي.. قائد "الدعم السريع"

  • يتولى محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي قيادة قوات الدعم السريع، ويشغل في الوقت الحالي منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم.
  • في عام 2013، تم تشكيل قوات الدعم السريع لمساعدة القوات النظامية في محاربة الحركات المسلحة في دارفور. وبعد عام، اعترفت الحكومة بها باعتبارها "قوة نظامية" وسط انتقادات من ضباط، بعدما جرى تزويدهم بالأسلحة الخفيفة وسيارات الدفع الرباعي.
  • يُسيطر حميدتي على عدد من مناجم الذهب في دارفور.
  • حالياً يقدر محللون عدد قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي بنحو 100 ألف فرد لهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد.
  • في يوليو 2019، تم تعديل قانون قوات الدعم السريع بحذف مادة منه تلغي خضوعه لأحكام قانون القوات المسلحة.
  • ينحدر من قبيلة الرزيقات، ذات الأصول العربية التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان، في 1975، وعمل في شبابه في تجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد، وحماية القوافل التجارية من قطاع الطرق عبر قوات غير رسمية.