انخفضت حدة التوتر في إقليم كردستان، شمالي العراق، الساعات الأخيرة، بعد عقد الحزبين الرئيسيين في الإقليم، اجتماعا ثنائيا، لوضع حد للأزمة الحادة بينهما حول الانتخابات وتوزيع السلطة والثروة، وهددت باندلاع مواجهات.

أخبار ذات صلة

العراق أمام معادلة صعبة.. تدخل إيران وتركيا يحرج السوداني

وعدّد قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لموقع "سكاي نيوز عربية" مزايا الاجتماع، الذي رأى أنه خطوة مهمة جدا في الاتجاه الصحيح، وبداية اجتماعات أخرى للتوافق حول كافة النقاط الخلافية، وخاصة ملف الانتخابات وتمثيل المكونات.

وانعقد الاجتماع، السبت، على مستوى المكتب السياسي في مدينة السليمانية بالإقليم، استمر قرابة 6 ساعات، تمهيدا لحل الخلافات السياسية بين الجانبين، والتي تطلبت تدخل أطرافا عربية ومن أوروبا والولايات المتحدة لتحجيمها، بعد أو وصلت لحد مقاطعة جلسات حكومة الإقليم.

وتتنافس قيادات الحزبين منذ وقت طويل على الزعامة والسلطة وتوزيع المناصب السيادية وتوزيع الواردات في الإقليم المُدار بنظام الحكم الذاتي منذ عام 1970، والغني بالنفط، وفيما يسيطر الحزب الديمقراطي بشكل أكبر على أربيل عاصمة كردستان، يسيطر حزب الاتحاد الوطني على السليمانية.

والآن يتهم الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني، منافسه الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارازاني، باحتكار السلطة، وعدم التوزيع العادل لواردات الإقليم، فيما تتحدث قيادات بالحزب الديمقراطي عن وجود فساد يبتلع إيرادات السليمانية بعيدا عن الميزانية العامة.

اتفاق على تفعيل عمل حكومة كردستان العراق

 إنهاء القطيعة

القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، محمود خوشناو، يصف الاجتماع، بأنه "في المجمل إيجابي؛ فإنهاء القطيعة بحد ذاته تطور مهم، من الممكن البناء عليه نقاطا أخرى تنعكس على مسار الأزمة، وتطلق حوارا إيجابيا".

وعن أهم الملفات المأمول أن ينهي هذا الحوار الخلافات الشديدة الجارية حولها، يقول خوشناو:

نراهن على الحلول الإيجابية للعديد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية والإدارية التي تتعلق بملف إدارة الحكم في إقليم كردستان، أهمها  ملف الانتخابات البرلمانية في الإقليم.

ملف الانتخابات مهم جدا في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ الإقليم، وحزب الاتحاد يعمل على ظهور قانون انتخابات جديد بعد أن فقد قانون 1992 صلاحيته، وبات غير منسجم مع متطلبات المرحلة والتمثيل الحقيقي للأحزاب.

إذا تم ذلك، سيكون هناك تكافؤ في الفرص؛ وبالتالي تظهر مخرجات حقيقية وتمثيل حقيقي في برلمان الإقليم، آنذاك ستتضح الخريطة السياسية والنيابية لكل الأحزاب السياسية.

نسعى في القانون الجديد إلى تمثيل حقيقي للمكونات، لا أن تُمَثل المكونات بأحزاب غير أحزابها.

الاجتماع أكد على أن الواقع الأمني والسياسي والاقتصادي في إقليم كردستان يحتاج لعقد وطني جديد، نمضي؛ لان هناك معارضة شعبية للمسار الحكومي، إضافة إلى المعارضة السياسية.

الخطوة في مجملها تهدف إلى إجماع وطني سياسي جماهيري من أجل مرحلة جديدة تنعكس على الشارع.

إقليم كردستان.. الأقليات تطالب بحقوقها وعقبات أمام الانتخاب

اجتماعات مقبلة 

خشناو تحدث كذلك عن أن الطرفين أكدا مضيهما في عقد اجتماعات أخرى؛ بعد أن تمتع الاجتماع الأخير "بقدر كبير من الصراحة والشفافية"، وكشف الطرفان فيه عن نقاط استياء كل منهما.

وهناك جهود خارجية من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول عربية وحلفاء وأصدقاء لتحقيق السياسي في الإقليم، وسبق أن عبرت هذه الدول عن إستيائها من استمرار الوضع في الإقليم على ما هو عليه، بحسب المتحدث ذاته.

والتقى بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بزعيمي الحزبين الكرديين في إقليم كردستان، قبل أيام، لحلحلة الخلافات بحكم علاقته الوثيقة بالطرفين، وأملا في تكرار نجاح بلاده في التقريب بينهما كما حدث في "اتفاقية واشنطن" عام 1998 التي أرست تحالفا بين الحزبين بعد تصادمهما المسلح فيما تسمى بـ"الحرب الأهلية الكردية" التي نشبت نتيجة الصراع على السلطة والثروة.