عثرت السلطات الليبية على مقبرة جماعية في مدينة درنة شمال شرق البلاد، لأشخاص قتلوا على يد تنظيم داعش الإرهابي، إبان فترة سيطرته على المدينة قبل نحو 8 أعوام.

واستخرج أفراد جمعية الهلال الأحمر الليبي حتى الآن جثتين من الموقع في منطقة "تمسكت"، وذلك بحضور أفراد النيابة العسكرية والطب الشرعي.

وجرى التعرّف على أول جثة مكتشفة، وهو أحد عناصر جهاز الشرطة الزراعية في المدينة، وليد دومة بالسوس، الذي خُطف على يد العناصر الإرهابية في العام 2014، وفق المسؤول بإدارة الشؤون القانونية في المجلس البلدي درنة، سفيان بالسوس.

كما أعلن فرع الإدارة العامة للدعم المركزي في درنة، في بيان، أن الجثة الأخرى لعنصره إبراهيم الشارف اليعقوبي، الذي خطف في 22 ديسمبر العام 2014، قبل أن يعثر على رفاته ويتقرّر دفنها الخميس، في تاريخ مماثل، لكن بعد مرور 8 أعوام على الواقعة.

مقابر جماعية

في 16 نوفمبر 2018، عثر الهلال الأحمر في ليبيا على مقبرة جماعية في المدينة، تضم 22 جثة، تعود لجنود، أغلبهم من مدينة ترهونة، قام إرهابيون بتصفيتهم رميا بالرصاص، وذلك في واقعة تعود إلى عام 2011.

بعدها بنحو عامين، انتشل أفراد الجمعية 34 جثة من مقبرة جماعية بمنطقة الفتائح في درنة يعتقد بأنها خاصة بمقاتلين لـ"داعش" قتلوا خلال المواجهات التي دارت في المدينة خلال الفترة بين العامين 2015 و2016.

أخبار ذات صلة

تدوير الأزمة.. دعم دولي لتشكيل حكومة جديدة في ليبيا
رحلة بريطانية لليبيا يقودها صديق هاري.. ما علاقة "لوكربي"؟

حقبة الإرهابيين

في أواخر 2014، سيطر التنظيم على مساحة واسعة من مدينة درنة ومحيطها، عبر ما يُسمَّى بـ"مجلس شورى شباب الإسلام" المبايع له، بينما أخذ في التراجع تدريجيا أمام ضربات "مجلس شورى مجاهدي درنة" التابع لتنظيم القاعدة، وصدر حينها تقرير من منظمة "هيومن رايتس ووتش" كشف وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الإرهابيون في المدينة، شملت "ثلاثة إعدامات واضحة" وترهيب السكان في غياب سلطة الدولة والقانون.

في السابع من مايو العام 2018، أطلق الجيش الوطني الليبي عملية للقضاء على الإرهابيين في المدينة الساحلية، التي يقطنها 150 ألف نسمة، ثم أعلن قائد الجيش المشير خليفة حفتر في 29 يونيو من العام نفسه تحرير المدينة.

غطاء "الإخوان"

ظلت درنة طوال سنوات تعاني تحت سيطرة الإرهابيين، فكان الأهالي كالرهائن في أيديهم، كما يقول الكاتب الصحفي الحسين الميسوري، الذي ينحدر من المدينة، وكان شاهدا على ما واجهته من أهوال على يد الجماعات المتطرفة التي جرى استغلالها من البعض سياسيا.

وفّر تنظيم "الإخوان" الغطاء السياسي الذي أدّى إلى طيل أمد بقاء المتطرفين في المشهد، بعدما كان ينعتهم بـ"الثوار" والمحاربين لأجل بناء الدولة، وهم في الأصل لا يؤمنون بالدولة المدنية ولا بالديمقراطية، بحسب متابعين، لكن "الإخوان" استغلوهم في مسعاهم للتمكين، ومن أجل مخططهم حينها للبقاء في السلطة، مستغلّين حالة الفوضى التي تتسبب فيها التنظيمات الإرهابية.