كشف هجوم تنظيم داعش الإرهابي على ثكنة للجيش العراقي في محافظة كركوك مساعيه الحثيثة لاستثمار التوتر الإقليمي لإثبات وجوده ورفع الروح المعنوية لعناصره، رغم اعترافه بتراجع عملياته، وفق خبراء.

وقتل 4 جنود عراقيين، السبت، في هجوم لداعش استهدف ثكنة للجيش في كركوك، شمال العاصمة بغداد.

وقال خبراء عراقيون لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن التنظيم يلجأ لاستراتيجية "المجموعات الصغيرة المتنقلة"؛ لتعويض النقص الحاد في عدده وتسليحه، بعد العمليات الناجحة لقوات الجيش والأمن ضده.

القوات العراقية وداعش

  • قبل أيام من هجوم كركوك، وفي 11 نوفمبر، اشتبكت عناصر داعش مع مقاتلي وحدة مكافحة الإرهاب في طوز خورماتو جنوبي كركوك.
  • في نفس التوقيت، نصبت قوات الأمن، بناء على معلومات استخبارتية، كمائن على مداخل الرمادي بمحافظة الأنبار واعتقلت 3 مطلوبين من التنظيم.
  • والخميس، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب القضاء على "أبو عيسى" القيادي بـ"داعش"، ومسؤول التفخيخ لقاطع الرمادي.
  • وفي 12 نوفمبر شنت طائرات F-16 التابعة لسلاح الجو غارة استهدفت بؤرة لداعش على أطراف قرية بير أحمد جنوب كركوك، وعثر في الموقع على 5 جثث لداعش وأسلحة.

ما وراء هجوم كركوك؟

"الهجوم جزء من رد داعش على عمليات الجيش والشرطة"، بحسب رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية، هادي جلو مرعي.

ويوضح هادي أن داعش يبحث عن ثغرات لاستهدافها، في ظل الانتشار الكثيف لنقاط الجيش.

ولهذا، يستغل التلال الممتدة قرب كركوك وإقليم كردستان، وهي مناطق وعرة تتيح لعناصره التنقل والاختباء والترصد بأسلوب حرب العصابات وضرب نقاط الجيش، كما يقول المتحدث ذاته.

أخبار ذات صلة

قتلى بهجوم على ثكنة للجيش العراقي في كركوك
العراق.. السوداني يعفي مسؤولين بعد حريقين في مطار بغداد

حجم داعش في العراق

يستعرض الخبير العراقي رائد الحامد، القوة الحقيقية لداعش في العراق الآن، وخريطة انتشاره:

  • ينتظم داعش على شكل مجموعات ضمن استراتيجية الهجمات بأعداد صغيرة متنقلة دون 15 مقاتل؛ لتفادي الخسائر البشرية بعد ضعف الإقبال على الانضمام إليه.
  • يوجد أقل من 500 داعشي، يتوزعون بأعداد قليلة في المناطق الجبلية والصحراوية النائية، وفي مناطق وادي حوران والحسينيات بالأنبار، وفي شمال غرب الأنبار في الصحراء الممتدة شمالا إلى صحراء نينوى المتاخمة للحدود مع سوريا.
  • كما توجد عناصر بأعداد غير معروفة في الطارمية شمال بغداد، وفي ديالى وكركوك ومحيط سامراء بمحافظة صلاح الدين، لكن الوجود الأهم في سلسلة جبال مخمور بنينو، وفي سلسلتي مكحول وحمرين في محافظتي صلاح الدين وديالى.
  • الخلايا النائمة لا تشكل خطرا على الأمن؛ فهي غير موجودة بمفهوم الخلية الذي هو عبارة عن مجموعة تعيش بشكل طبيعي وسط السكان، ولكن تتلقى أوامر التنظيم لتنفيذ مهام جمع المعلومات والاغتيالات والهجمات.

ويضيف جلو مرعي على ما سبق أن داعش يستخدم نفوذه في البادية السورية كقاعدة خلفية لعملياته في العراق، وتدريب أتباعه، وشن هجمات على الأمن ووجهاء القبائل لإضعاف ثقة الناس في الحكومة.

التوتر الإقليمي

ورغم قلة أتباعه، إلا أن التنظيم الإرهابي يستقوى بانشغال السلطات أحيانا بالصراعات الداخلية والتوترات الإقليمية، ومنها الهجمات التركية والإيرانية على أحزاب كردية شمال العراق، كما يقول رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية.

وقتل شخص وأصيب 8 آخرين في قصف صاروخي إيراني استهدف مقرا للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في أربيل، بإقليم كردستان شمالي العراق، 14 نوفمبر.

عودة صعبة

وفي تقدير مرعي وحامد، فإن عودة داعش لقوته السابقة صعبة، لعدة أمور:

  • الجهد الأمني والاستخباراتي للحكومة، وقدرتها على الوصول لقيادات مهمة في التنظيم؛ مما أدى لتقلصه عددا وتسليحا.
  • تعاون السكان مع الأجهزة الأمنية.