يرأس أحمد معاذ الخطيب، الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وفد سوريا إلى القمة العربية الرابعة والعشرين التي تبدأ أعمالها في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، وتستمر يومين.

وحصلت المعارضة السورية على مقعد دمشق للمشاركة في القمة، وقد وصل الخطيب بالفعل مساء الاثنين إلى الدوحة لترؤس وفد المعارضة السورية إلى القمة.

وقال ممثل المعارضة السورية لدى قطر نزار الحراكي، إن رئيس الائتلاف المعارض الذي قدم استقالته الأحد "سيمثل سوريا" في القمة العربية في الدوحة على رأس وفد من ثمانية أشخاص، وذلك في سابقة منذ تعليق عضوية دمشق في نوفمبر 2011.

وأضاف الحراكي أن "الشيخ معاذ سيجلس على المقعد المخصص لسوريا في قمة الدوحة، حيث سيرأس الوفد الذي يضم ثمانية أشخاص بينهم السيد غسان هيتو"، رئيس الحكومة المؤقتة للائتلاف، بالإضافة رئيس المجلس الوطني جورج صبرة، ونائبة رئيس الائتلاف سهير الأتاسي.

وكان الخطيب كتب على صفحته في فيسبوك قبل يومين: "بعد التوكل على الله والاستخارة الشرعية والاستشارة للعديد من الثقات، قررت إلقاء كلمة باسم الشعب السوري في مؤتمر الدوحة".

دمشق تنتقد

"نشطاء سوريون يطالبون الخطيب بالعدول عن الاستقالة والعودة إلى رئاسة الائتلاف الوطني السوري بعد يومين من تقديم استقالته."

في غضون ذلك، انتقد الإعلام السوري بشدة، الاثنين، منح مقعد سوريا في جامعة الدول العربية إلى المعارضة، معتبرا أنه "مخالف لميثاق الجامعة واستنساخ للحدث الليبي لشرعنة التدخل الخارجي في البلاد".

وقالت قناة "الإخبارية السورية" المؤيدة للحكومة، في تقرير إخباري، إن منح المقعد جرى "بغية استنساخ الحدث الليبي ومنح التدخل الخارجي غطاء وشرعية ما يسمى الجامعة العربية"، واصفة المعارضة بأنها "مجلس الدمى المستولد في الدوحة للسطو على مقعد سوريا في الجامعة".

ولم يتخذ وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في الدوحة الأحد قرارا حول المشاركة السورية في القمة العربية، فيما أبدت العراق والجزائر تحفظات حيال منح مقعد سوريا للمعارضة، كما نأى لبنان بنفسه عن القرار.

في هذه الأثناء، دعا نشطاء سوريون الخطيب، إلى العودة إلى رئاسة الائتلاف الوطني السوري بعد يوم من تقديمه استقالته. وقالت فصائل مدنية وعسكرية في دمشق، مسقط رأس الخطيب، في بيان: "إننا وبحق دماء شعبنا وبكرامة نسائه ورجاله لديك نطالبك بما يلي: أولا الرجوع عن هذه الاستقالة فورا فالوقت أضيق وأعجل من البحث عن قيادة جديدة".

ومن بين الموقعين على البيان اتحاد شباب دمشق للتغيير الذي كان ضمن أول الجماعات التي نظمت مظاهرات سلمية في دمشق وضواحيها في بداية الانتفاضة، والمجلس العسكري الثوري بدمشق.

إغلاق مكتب الإبراهيمي

"الأمم المتحدة ستنقل نحو نصف موظفيها الأجانب إلى خارج سوريا، وطلبت من800 موظف محلي العمل من منازلهم."

وفي نيويورك، قال دبلوماسيون قبيل إعلان رسمي للأمم المتحدة، إن مكتب الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي في دمشق سيقفل في إطار الإجراءات الجديدة. وسينقل موظفو مكتب الإبراهيمي إلى القاهرة أو لبنان.

وقالت الأمم المتحدة، الاثنين، إنها ستنقل نحو نصف موظفيها الأجانب البالغ عددهم 100 إلى خارج سوريا، بعد سقوط عدة قذائف صاروخية قرب الفندق الذي يقيمون فيه بدمشق، الأمر الذي ألحق أضرارا بالمبنى ومركبة تابعة للمنظمة الدولية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي إن المنظمة الدولية طلبت كذلك من 800 موظف محلي العمل من منازلهم حتى إشعار آخر. وأضاف: "قيم فريق إدارة الأمن التابع للأمم المتحدة الوضع، وقرر تقليص وجود الموظفين الدوليين في دمشق مؤقتا بسبب الظروف الأمنية". واستطرد نسيركي قائلا: "إن قذائف مورتر سقطت على مجمع الفندق الذي يقيم به موظفو الأمم المتحدة في دمشق يومي الأحد والاثنين".

أكثر من 100 قتيل

"مقتل مدني وإصابة آخر بجروح في سقوط قذائف على ساحة الأمويين وسط دمشق، والقوات الحكومية تستعيد أجزاء من بابا عمرو."

وعلى الصعيد الميداني، أفادت لجان التنسيق المحلية عن مقتل أكثر من 100 شخص في مدن سورية عدة من انتصاف ليل الثلاثاء، بينهم أربع سيدات وسبعة أطفال.

 وقتل مدني وأصيب آخرون بجروح في سقوط قذائف على ساحة الأمويين وسط دمشق الاثنين، بحسب ما ذكر تلفزيون "الإخبارية السورية". واشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها إلى "إصابة ستة مواطنين بجروح جراء سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيون على محيط دار الأوبرا" الواقعة في ساحة الأمويين.

وفي شمال غرب سوريا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرة مدنية أصيبت بإطلاق نار الاثنين مصدره مضادات أرضية بيما كانت تحلق في ريف منطقة إدلب.

من جهة أخرى، استعادت القوات الحكومية الاثنين أجزاء واسعة من حي بابا عمرو في مدينة حمص وسط البلاد، وذلك بعد أسبوعين من هجوم بدأته على المقاتلين المعارضين في هذا الحي الذي شهد معارك عنيفة العام الماضي.

وشنت المقاتلات السورية الاثنين غارات جوية على مناطق سورية عدة، خصوصا في محافظة إدلب، حيث أصيب عشرات الأشخاص في قصف على بلدة كفر تخاريم، وفق المرصد.

من جهته، أفاد مصدر عسكري أردني الاثنين أن مسلحي المعارضة السورية أغلقوا المعبرين الحدوديين الرسميين الوحيدين مع الأردن. في المقابل، أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق والناطق باسم الحكومة سميح المعايطة أنه "لم يتم اتخاذ أي قرار بإغلاق الحدود مع سوريا، ولم يطرأ أي جديد على الجانب الأردني من الحدود".