أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، الجمعة، عن سعي بلاده إلى "مضاعفة" العلاقات التجارية مع تركيا، لافتا إلى أنها زادت بنسبة 82 بالمئة خلال عامين، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو في إسطنبول.

وقال الشيخ عبد الله بن زايد، إن العلاقات بين الإمارات وتركيا "تستطيع أن تحقق الكثير من آمال وطموحات الشعبين، وأن تعزز مكانة البلدين الإقليمية".

وأضاف: "نستطيع أن نضاعف العلاقات التجارية بين البلدين، وأن نعمل أكثر لتعزيز شراكتنا حول العالم، وتعد إفريقيا نموذجا ممتازا لذلك، سواء في مجالات التنمية والشراكة التجارية وتهيئة الظروف الأفضل للصناعات والشركات الإماراتية والتركية".

عبدالله بن زايد: نبحث التعاون في مجال الطاقة المتجددة

وأوضح أن أحد القطاعات التي تهتم بلاده بها، والتي تعمل على تعزيز العلاقة مع تركيا، هي الطاقة المتجددة، قائلا: "ليس فقط لأنها ناجحة من الناحية التجارية، بل لأنها تشكل أهمية كبيرة لدولنا التي تريد أن تخفض الانبعاثات الكربونية".

وتابع وزير الخارجية الإماراتي: "لا بد أن أشيد بارتفاع حجم التجارة بين البلدين، التي وصلت إلى 50 مليار درهم، وحققت زيادة بنسبة 82 بالمئة في سنتين، وهذه زيادة مشجعة جاءت بسبب الإرادة والعمل الدؤوب الذي تقوم به الحكومتان".

وأضاف: "سعيد بهذا الزخم الأخير في العلاقات، ليس فقط التجاري والاقتصادي والسياسي، لكن أيضا الثقافي، الذي كان واضحا من خلال مشاركتكم في معرض إكسبو دبي 2020".

أخبار ذات صلة

علاقات التعاون والأزمة الأوكرانية بمحادثات إماراتية بولندية
الإمارات تؤكد دعمها لجهود تعزيز الأمن الغذائي العالمي

ولدى سؤاله عن مجالات الاستثمار التي تعمل الإمارات وتركيا على تعزيزها، قال الشيخ عبد الله بن زايد: "هناك اهتمام كبير من الإمارات بمجال الطاقة بشكل عام. تحدثنا عن بعض الأفكار، خاصة بمجال الطاقة المتجددة.. وشركة (مصدر) الإماراتية لديها اهتمام بالبحث عن فرص في تركيا، سواء على مستوى الشركات والقطاع الخاص، أو مع الحكومة التركية".

واستطرد موضحا أن "مصدر رائدة اليوم بتوفير أرخص إنتاج من الطاقة الشمسية على مستوى العالم"، منوها إلى وجود "اهتماما كبير من الشركات الإماراتية في تركيا كذلك بمجال الموانئ والسكك الحديد".

وتابع: "طبعا تركيا بلد مهم للغاية ولديه قدرات عظيمة بمجال السياحة. إنه قطاع حيوي، ونأمل بأن نبحث عن فرص لتعزيز هذه العلاقة".

كما تطرق إلى التعاون في مجال الصحة، قائلا: "كوفيد-19 كان فرصة لنا جميعا لندرك أن هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به في مجال الصحة، لذا قطاع إنتاج الأدوية سيشهد اهتماما من جانبنا، وسيتم البحث عن فرص للاستثمار في تركيا".

ونوه وزير الخارجية الإماراتي إلى أن "الاهتمام لا ينصب في العمل بتركيا فقط، ولكن العمل مع تركيا في دول أخرى، مثل إفريقيا وأميركا اللاتينية، ووسط وجنوب آسيا".

تحديات عالمية

وتطرق وزير الخارجية الإماراتي إلى "التحديات" التي يخوضها العالم اليوم، قائلا: "تحدثنا عن التحديات الدولية، وأبرزها قضايا الأمن الغذائي، ليس فقط من ناحية التحديات، لكن أيضا الفرص التي تستطيع البلدان العمل من خلالها لتعزيز الأمن الغذائي، وسنستمر في هذا الحوار".

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، حرص بلاده على عودة العلاقات مع السعودية ومصر، وغيرها من دول المنطقة.

تشاووش أوغلو: نسعى لتحسين العلاقات مع السعودية ومصر

وقال: "تطرقنا لموضوع فلسطين وإسرائيل، كما أعلمت نظيري بأن هناك مسارا نستمر فيه لإعادة علاقتنا مع السعودية ومصر. كانت لدينا خلافات وبعض النزاعات في الماضي، لكنها لم تخدم أيا منا، لذا كان علينا أن نصحح مقاربتنا وعلاقاتنا أولا، حتى يمكن أن نشارك ونحسن علاقاتنا بجغرافيتنا".

وأضاف: "حرب أوكرانيا أظهرت لنا أننا بحاجة للتضامن أكثر من أي وقت مضى، خاصة في مجال الأمن الغذائي والدفاع.. نريد أن نعيد علاقاتنا مع الدول التي كان لدينا خلافات معها".

كما أكد تشاووش أوغلو أنه "من الضروري أن يكون هناك حوار مثمر" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفا: "رأينا أنه يمكن أن تكون هناك خلافات، لكن قطع العلاقات في أي حالة من الخلاف ليس جيدا، وفيما يخص قضية فلسطين فإننا نقلنا أيضا الرسالة لإخواننا الفلسطينيين والإسرائيليين، واقترحنا ان يكون هناك حوارا بينهم، ومع مصر سنتخذ خطوات إضافية".

وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، قال: "تحدثنا عن ليبيا، حيث كانت لدينا خلافات، أما الآن فإننا نبذل جهودا من أجل استقرارها، وفي اليمن كانت هناك هجمات إرهابية، وأبدينا تضامننا مع السعودية والإمارات بعدها، لأننا نحارب الإرهاب معا بالتضامن، ونحن منفتحون على العمل معا من أجل السلام ومصلحة شعوبنا".

وفي هذا الإطار، علق الشيخ عبد الله بن زايد بالقول: "لا شك في أن تشجيع العودة للسلام والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين مهم. منطقتنا مليئة بالأحزان والمنغصات وشعوبنا تستحق الأفضل".

واختتم حديثه بالقول: "في نهاية الأمر، هذا في خدمة الشعوب وليس الأيديولوجيا، وعندما يتصعد الخطاب الأيديولوجي تصبح القدرة على العمل بين الطرفين في غاية الصعوبة. أهنئ الدبلوماسية التركية على ما قمتم بتحقيقه، ومتأكد أنه بالمساعي الحميدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين الروس والأوكرانيين، سيكون لدوركم الخير".