اعتبر مسؤولون وخبراء في الشأن اليمني، أن المشاورات التي تستضيفها الرياض بدعوة من مجلس التعاون الخليجي، فرصة لإنهاء حالة الحرب في اليمن وإحلال السلام، يتعيّن على ميليشيات الحوثي اغتنامها.

وبدأت في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، مشاورات يمنية-يمنية، تستمر حتى 7 أبريل المقبل، برعاية مجلس التعاون الخليجي، في وقت رحّبت فيه الأمم المتحدة بإعلان التحالف العربي وقف العمليات في اليمن. 

دعوة جميع الأطراف اليمنية

وحسب مجلس التعاون الخليجي فتم دعوة كل الأطراف اليمنية دون استثناء، لكن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، لم تحضر.

وتستهدف اجتماعات الرياض وقفا شاملا لإطلاق النار ومعالجة التحديات الإنسانية وفتح ممرات آمنة وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن، كما تعد فرصة لتأسيس آليات المستقبل السياسي، حسب مجلس التعاون الخليجي.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، في كلمة افتتاحية، إن المشاورات اليمنية "تمثل منصة لأبناء اليمن لتشخيص الواقع وفَهم صعوباته واستقراء المستقبل وبلورة تحدياته واتّخاذ خطوات عملية تنقل اليمن مِن الحرب وأهوالها إلى حالة السلم".

وشدّد على أن "لا حل إلا ما يقرّره أبناء اليمن، ولا مستقبل إلا ما يقرره أبناء اليمن"، وأكد أن "الحل يمني ولأجل اليمن".

مشاورات الرياض تبحث ستة محاور للأزمة اليمنية

 جدول يزخر بمحاور السلام

وترتكز المشاورات، التي تستمر 10 أيام، على 6 محاور هي: "العسكري والسياسي والإنساني والاقتصادي والإصلاح الإداري والتعافي الاجتماعي".

وتبحث مكافحة الإرهاب في اليمن وتقييم الوضع الإغاثي والإنساني والاجتماعي، علاوة على بحث التحديات الراهنة التي تواجه الوضع السياسي، الأمني، الإعلامي، الإنساني، وغيرها.

ويشارك في المشاورات نخبة من المتخصصين، حيث تمت دعوة 500 سياسي من كل الأطياف والجنسيات، بالإضافة إلى المبعوث الأميركي لليمن تيم لندركنغ، وأفراح عبد العزيز الزوبة، رئيس الجهاز التنفيذي لتسريع استيعاب تعهدات المانحين ودعم سياسات الإصلاح.

كما يحضر المشاورات المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غرندبرغ، والمبعوث السويدي بيتر سيمنبي، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.

وحثّ المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان، جميع الأطراف على "البناء على هذه التطورات الإيجابية، والتي تتزامن مع بدء شهر رمضان المبارك".

أخبار ذات صلة

انطلاق المشاورات اليمنية في الرياض
بدء سريان وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني

 أما الرئاسة اليمنية، فرحبت وأشادت بالجهود الخليجية، وأكدت في بيان، مساندتها أي جهد يستعيد الأمن ويحقق السلام في اليمن.

كما دعا البيان كل المكونات اليمنية للمشاركة بفاعلية وإيجابية، وشدّد على ضرورة تضافر كل الجهود لإخراج اليمن من أزمته وإنهاء معاناة أبنائه.

وعن رفض الحوثيين، يقول وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن الميليشيات الحوثية لم تقدم أي موقف يثبت جديتها في الحوار وسعيها إلى السلام وإنهاء الحرب.

وأضاف: "هي تحاول كعادتها تقديم المبررات لرفضها جهود السلام سواء الخليجية والأممية، لأنها لا تملك قرارها الذي تتحكم فيه إيران".

التحالف العربي يوقف عملياته

وعلى إثر دعوة مجلس التعاون الخليجي، بضرورة وقف العمليات العسكرية في اليمن لإنجاح مشاورات السلام، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، يوم الثلاثاء، استجابة التحالف لذلك بهدف خلق بيئة إيجابية لصنع السلام.

وذكر العميد المالكي أن هذا القرار يأتي دعما للجهود والمساعي الداعمة للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية.

وحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، يسري وقف العمليات العسكرية اعتبارا من الساعة السادسة من صباح الأربعاء 30 مارس الجاري.

ومعلّقا يقول فهد الشرفي، رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين، إن "جهود دول الخليج لا سيما ‫السعودية والإمارات، هي التي انتزعت قرار مجلس الأمن الدولي 2624 وأقنعت دولا وهيئات لوضع الحوثي على قوائم الإرهاب".

ويضيف: "كشف أشقاؤنا في الخليج على أنهم وسطاء ومساندون لأبناء الشعب اليمني وليسوا طرفا في أي صراع، أما الحوثي فيزرع العداوة لإرضاء إيران وأجنداتها الشيطانية".

هدنة وهمية وجرائم حوثية

وتقول تقارير صحفية إن "مبادرة من طرف واحد" بما فيها تهدئة مؤقتة لمدة 3 أيام، أعلنتها مليشيات الحوثي، الاثنين، خشية الغضب الدولي بعد مهاجمة منشآت نفطية سعودية.

وأثار ذلك غضب اليمنيين، واصفين ذلك بـ"الهدنة الوهمية"، وهاجموا تعنت ومراوغة الحوثيين لإجهاض فرص السلام.

وأمام إصرارها على رفض السلام والاستمرار في ارتكاب الجرائم بحق اليمنيين، اعتقلت الميليشيات 3 سياسيين بارزين من محافظة إب بوسط اليمن، كانوا في طريقهم إلى الرياض لحضور المشاورات اليمنية.

ويقول المحلل السياسي اليمني عبد الستار الشميري، إن مشاورات الرياض تأتي لحرص الأشقاء الخليجيين على إخراج اليمنيين من محنة الحرب التي يشنها الحوثي منذ 8 سنوات.

ويضيف لـسكاي نيوز عربية، أن هذه المشاورات قد تحدث نقلة للجهود الدبلوماسية المتعثرة بسبب التعنت الحوثي، وقد تكون مخرجاتها حلًّا يرضي جميع الأطراف اليمنية.