يعيش الطلبة المغاربة في أوكرانيا حالة من الذعر، في ظل الغزو الروسي، وإغلاق المجال الجوي للبلاد بفعل العمليات العسكرية، فيما حاولت السفارة المغربية إيجاد مخرج لهؤلاء عبر التوجه إلى المنافذ البرية في الدول المجاورة.

ويقول أيمن طويهر، الطالب المغربي القاطن بمدينة خاركوف شرقي أوكرانيا، إنه وغيره من الطلبة المغاربة عاشوا خلال اليوميين الماضيين مأساة حقيقية وسط حالة من الذعر وسماع دوي صافرات الإنذار وأصوات القصف قرب منازلهم.

ويستطرد أيمن وهو في طريقه نحو الحدود السلوفاكية لموقع  "سكاي نيوز عربية"، أن الطلبة تواصلوا مع السفارة المغربية في كييف التي دعتهم إلى الانتقال صوب المنافذ الحدودية، حيث تم إحداث نقاط عبور في ثلاث معابر حدودية لاستقبال المغاربة.

أيمن واحد من بين آلاف الطلبة المغاربة العالقين في أوكرنيا، والذين أطلقوا نداءات استغاثة لإجلائهم من أوكرانيا وإعادتهم إلى أرض الوطن.

التوجه للمنافذ الحدودية

وكانت سفارة المغرب في كييف، التي تتابع تطورات الأحداث عبر خلية أزمة، المغاربة في أوكرانيا إلى عدم مغادرة أماكن الإقامة إلا في حالات الضرورة القصوى، والاحتفاظ الدائم بأوراق إثبات الهوية، والتواصل المستمر مع السفارة عبر الأرقام التي وضعت لاستقبال مكالماتهم والإجابة عن جميع استفساراتهم.

كما دعت السفارة في بيان، الراغبين في مغادرة أوكرانيا إلى التوجه إلى المنافذ الحدودية للولوج إلى رومانيا وهنغاريا وسلوفيكيا، حيث توجد نقط عبور حدودية مفتوحة في وجه المواطنين المغاربة.

أخبار ذات صلة

عودة أول فوج من "مغاربة أوكرانيا".. وشبح الطرد يلاحق الطلبة
العرب في أوكرانيا يشكلون خلية أزمة.. وهذه أبرز أهدافها

وأكدت السفارة، أنه بتعاون مع السفارات المغربية بالدول المجاورة، أنها واصلت مساعيها لدى سلطات رومانيا وهنغاريا وسلوفيكيا وبولونيا، ووافقت السلطات في تلك الدول على تخصيص نقاط عبور حدودية مفتوحة في وجه المواطنين المغاربة الوافدين من أوكرانيا.

يقول أيمن هراندو، طالب الهندسة في مدينة دنيبرو الأوكرانية: "نحاول التوجه إلى المعابر الحدودية غير أننا نصطدم بصعوبات في الطريق من قبيل الازدحام المروري والحواجز الأمنية التي يقيمها الجيش الأوكراني، أمام انتشار أخبار عن سقوط عدد من المدن في يد القوات الروسية".

ويضيف أيمن، الذي قرر التوجه إلى الحدود الرومانية رفقة عدد من أصدقائه المغاربة، لموقع "سكاي نيوز عربية": "انطلقنا من دنيبرو في موكب مكون من خمس سيارات، غير أننا لم نتمكن من الوصول إلى وجهتنا بسبب إغلاق جميع الطرق، تحسبا لشن هجوم روسي خلال الساعات المقبلة".

أما عبير، الطالبة المغربية في مدينة خاركوف فتقول: "نعيش أوضاعا صعبة للغاية ونواجه مصيرا مجهولا في ظل عدم القدرة على مغادرة المدينة المحاصرة تحت النيران الروسية".

وبصوت مرتجف تضيف عبير لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلة:" أمام القصف المتواصل لا يمكننا أن نغادر الملاجئ للحصول على الأكل والشرب، فكيف سنصل إلى المعابر الحدودية؟ أملنا الوحيد هو أن تتدخل السلطات المعنية لإجلائنا في أقرب وقت".

توفير معابر آمنة

ويتابع أهالي الطلبة المغاربة العالقين في أوكرانيا، آخر تطورات الوضع الميداني لحظة بلحظة، في انتظار عودة أبنائهم سالمين إلى أرض الوطن.

وطالبت أسر الطلبة في وقفة اجتجاجية، أمام مقر وزارة الخارجية بالعاصمة الرباط، بالعمل بشكل عاجل على إجلاء أبنائهم من أوكرانيا ونقلهم إلى آماكن آمنة قبل توفير رحلات استثنائية لإعادتهم إلى البلاد.

وقالت والدة إحدى الطالبات في كلية الطب بكييف، إن ابنتها تعيش وضعا صعبا للغاية رفقة باقي الطلبة المغاربة العالقين في أوكرانيا بعد توقف الملاحة الجوية، نتيجة القصف الروسي.

وتؤكد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن حالة من الخوف تسود وسط عائلات الطلبة حول مصير أبنائها المجهول، وتدعو إلى ضرورة التدخل بشكل عاجل من أجل توفير معابر آمنة ونقل الطلبة إلى الدول المجاورة.

وكانت سفارة المملكة في كييف، قد أوصت قبل حوالى أسبوعين، كافة المواطنين المغاربة بمغادرة أوكرانيا حرصا على سلامتهم، في ظل التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانبا.

وقد استقبلت مطارات المملكة مئات الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، فيما عطلت الإجراءات الإدارية وصول آخرين ليجدوا أنفسهم عالقين وسط نيران الحرب الروسية الأوكرانية.