أكدت مصادر أهلية متطابقة اندلاع اشتباكات عنيفة في مدينة غريان، التي تبعد 75 كيلومترا جنوب العاصمة الليبية طرابلس.

وقالت المصادر، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن انفجارات وقعت في مصرف الجمهورية فرع القواسم بالمدينة، إضافة إلى مقهى بجواره، من جراء الاشتباكات بين مسلحين، استهدفوا أيضا محطة وقود قريبة بقذائف "آر بي جي".

ولم تتضح على الفور أسباب الاشتباكات، ولكنه أمر معتاد في المدينة خلال الفترة الأخيرة، حيث تغيب مظاهر الأمن تماما.

أخبار ذات صلة

دفعة من المرتزقة تغادر ليبيا.. والرهان على اللجنة العسكرية
مواقف متباينة للساسة بشأن مستقبل ليبيا السياسي

 

وقالت المصادر إن المجموعات المسلحة تتصارع على النفوذ والتجارة غير المشروعة، في ظل فوضى السلاح الموجود بكثرة في أيادي المجرمين، حيث شهدت غريان، يوم الخميس، واقعة إطلاق نار من مجهولين على تجمع للأهالي، ليصاب أحد الشباب بجروح بليغة، نقل على إثرها إلى مستشفى بالعاصمة.

تحركات "مريبة"

وقال الخبير الاستراتيجي الليبي العميد محمد الرجباني، إن المواجهات اندلعت على مدار عدة ساعات، حيث هوجمت محطة الوقود مرتين، وسط غياب تام للأمن، أو محاولة السيطرة على تلك المواجهات.

ولفت الرجباني، إلى أن هذه الاشتباكات جاءت بالتزامن مع اجتماع موسع عقده قادة الميليشيات في أحد الفنادق المشهورة بطرابلس، إطار تنسيق المواقف بين تلك المجموعات، حيث سبق أن صدرت تحذيرات محلية ودولية من اندلاع صراع وشيك بين المجموعات المسلحة المتصارعة بالعاصمة الليبية.

وتأتي تلك الاضطرابات في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الداخلية الليبية من احتمال وقوع عمليات إرهابية تستهدف التجمعات والمنشآت العامة والمقار الأمنية.

وبحسب البيان، أرسلت الوزارة تعميمًا لجميع النقاط الأمنية، وطالبت بتشديد الحراسة وضرورة أخذ الحيطة والحذر، فضلًا عن متابعة المرافق الحيوية والمرور عليها، والتأكد من وجود القائمين على حراستها وتأمينها.

تحركات لعناصر خطيرة

أفاد مصدر أمني، لـ"سكاي نيوز عربية"، بأن الوزارة استقبلت معلومات "خطيرة" تؤكد وجود تحركات لعناصر متطرفة متمركزة في وسط الصحراء، جنوب البلاد، تستعد لتنفيذ هجمات على نقاطًا وتمركزات أمنية مختلفة.

ليبيا.. خارطة طريق المرحلة

أخبار ذات صلة

ليبيا.. تقرير دولي يفضح فظائع وانتهاكات بسجون ميليشيات الغرب

 

وأوضح المصدر أنه جرى تعزيز التمركزات الأمنية، ودعم القوات الشرطية في المناطق التي تشهد معدلا مرتفعا في الجرائم، كما نبهت الوزارة بالخصوص على القوات في الجنوب.

ولم يستبعد المحلل العسكري الليبي طه البشير وقوع عمليات إرهابية، قائلًا إن الأوضاع الأمنية بالتأكيد تجعل نشاط الإرهابيين "أمرًا سهلًا"؛ لأن الإرهابيين "قادرون على التحرك بحرية داخل البلاد، وعلى الحصول على الدعم اللوجسيتي، ومراقبة النقاط الأمنية، وامتلاك أسلحة خفيفة وثقيلة".

وأضاف البشير، في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية"، أن الجنوب أكثر المناطق التي شهدت عمليات إرهابية، وكذلك شهدت عمليات عسكرية من الجيش لمحاصرة الإرهاب، إلا أن قلة الإمكانيات تصّعب مهمة الجيش.

ويشهد الجنوب الليبي منذ العام 2011 أوضاعًا متردية، ونشطت هناك عصابات الهجرة والمخدرات وميليشيات المرتزقة وخلايا تنظيم "داعش" النائمة، التي اتخذته ملاذًا آمنًا لمساحته الشاسعة وبُعده عن أعين السلطات، كما تُهرّب العصابات السلاح منه إلى ميليشيات داخل ليبيا.

ورغم تعرض التنظيمات الإرهابية والمرتزقة هناك إلى ضربات قوية ومتتالية من طرف الجيش الليبي، فإنها تصر على إيجاد موطئ قدم هناك، مستغلةً الدعم المقدم لها من تنظيم الإخوان الإرهابي.

ويواصل الجيش الليبي عملياته من أجل تطهير بؤر التطرف والجريمة هناك، وكان آخرها الحملة التي أطلقها مطلع شهر يناير الجاري، والتي أسفرت أخيرا عن شبكة لتهريب الأسلحة تعمل عبر الحدود مع النيجر، وحتى مالي، وتورطت في نقل أسلحة وذخائر إلى متطرفين.