يتواصل هطول الثلوج والأمطار المتجمدة في العديد من المحافظات العراقية، خاصة في المناطق الشمالية كمحافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل، وإقليم كردستان العراق، حيث فاق معدل انهمار الثلوج بمنطقة حاجي عمران في أربيل 100 سم.

ونظرا لسوء الأحوال الجوية وكثافة الثلوج، اُعلن عن تعطيل الدوام الرسمي والدراسي على مدى أيام في محافظتي السليمانية وحلبجة، وفي بعض مناطق محافظتي أربيل ودهوك.

وفي هذا السياق، قررت مديرية تربية السليمانية تأجيل الامتحانات النصفية لمختلف المراحل الدراسية، إلى الأسبوع المقبل.

ورغم تحذيرات الجهات المعنية في القوى الأمنية والمرور والدفاع المدني، من خطر الخروج من المنازل وارتياد الأماكن العامة والطرق الجبلية، فإن الكثير من سكان المدن في كردستان، كالسليمانية ودهوك، ومن الزوار القادمين من مناطق وسط العراق وجنوبه، يتدفقون على تلك المناطق للاستمتاع بالثلوج وجمال المشهد وعقد حلقات الدبكة، حيث أن غالبية مناطق إقليم كردستان تكتسي حلة الثلج البيضاء.

في الشتاء.. لا تَقُدها كما تشاء

 

أخبار ذات صلة

موجة برد قاسية في العراق.. ستعالج مشكلة كبيرة
كورونا وموجة وبائية جديدة في العراق.. ما هي خطط المواجهة؟

ولكون الإقليم الكردي العراقي معروف بطبيعته الجبلية، فإن لموسم هطول الأمطار والثلوج عادات وطقوس اجتماعية عريقة ترافقه، لدرجة أن حرارة الفرح بهطول الثلج تذيب برودة الطقس، بل وتحوله لطقس احتفالي يكسر الروتين وينشر اللهو والمرح.

وفي هذا الإطار، قال الشاب العراقي ريبين محمود، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "رغم رعشة البرد القارس في هذه الأجواء، فإننا اعتدنا على الخروج للتمتع بمناظر تساقط الثلوج في سفوح الجبال ووسط المدن، وصنع رجال الثلج وتقاذف كراته في أجواء تكسوها البهجة".

وتابع: "يساعدنا ذلك على التخلص من ضغوط العمل والحياة.. ولا بد من تخليد هذه اللحظات في صور ومقاطع فيديو".

وأضاف: "حتى الأطفال فرحتهم لا توصف باللهو وسط الثلج، حيث يجتمعون مع أقرانهم الصغار أمام منازلهم، ويتبادلون ضربات كرات الثلج، بل ويتفننون في صنع مجسمات ثلجية، وهكذا فالكل يتفاعل بحرارة مع موسم الثلوج، فضلا عن الاستمتاع بوصفات الطعام الشعبية التي تقدم في الشتاء".

أخبار ذات صلة

العراق.. "القرية الغارقة" تطفو بعد 36 عاما من اختفائها
ما الآثار النفسية للتغير المناخي؟ خبير عراقي يجيب

وتكتظ جنبات الطرق العامة والجبلية ومداخلها بعربات وبسطات الباعة المتجولين، التي يقبل مرتادو تلك الأماكن عليها بكثافة، لابتياع حاجياتهم للرحلات الثلجية، من طعام وشراب وغير ذلك.

ويقبل الكثيرون بشكل كبير على مشروبات وأكلات بعينها دارجة في الطقس البارد المثلج، مثل "الشلغم"، وهو الشمندر المغلي المغمس بالدبس، والفول والحمص المسلوقين، فضلا عن المشروبات التقليدية الساخنة، التي يتربع على عرشها الشاي العراقي، الذي يتميز بنكهته القوية عبر تخميره.

يذكر أن موجة الثلوج الكثيفة تسببت في قطع غالبية الطرق الخارجية التي تربط عاصمة إقليم كردستان، أربيل، بأقضية ونواحي تابعة لها، مثل سوران وخليفان ورواندز. كما انقطعت طرق المواصلات مع عدد كبير من القرى الحدودية الجبلية والنائية .

فيما تشهد محافظتا دهوك والسليمانية منذ الأحد، عواصف ثلجية قوية في مركزهما، مدينتي دهوك والسليمانية، وفي مختلف الأقضية والوحدات الإدارية التابعة لهما، حيث خرجت الطرق الخارجية عن الخدمة لحد كبير، رغم انهماك الفرق المختصة بفتحها وتخليصها من تكدس الثلوج.