يقترب رئيس الوزراء العراقي الحالي، مصطفى الكاظمي، من الفوز بولاية ثانية، في ظل الاصطفافات الحالية، قبيل جلسة البرلمان المقررة يوم الأحد.

ويتجه مسار التحالفات داخل الكتل السياسية العراقية، نحو معسكرين، الأول يضم التيار الصدري، وتحالف تقدم، والحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث اجتمعت هذه الأطراف خلال الأيام الماضية، وتبادلت الزيارات، لينتهي المطاف بإعلان الصدر، بنشوء هذا التحالف.

وقال الصدر في تدوينة عبر "تويتر" الجمعة: إن "إرادة الشعب الحر فوق كل الضغوطات الخارجية، وإرادة الشعب هي حكومة أغلبية وطنية، وأن أي ضغوطات خارجية لن تثنينا عن ذلك، وأي تهديدات ستزيدنا تصميما وتقدما وعزما، نحو ديمقراطية عراقية أصيلة حرة ونزيهة".

وبذكر الصدر، لتلك الكتل، (العزم وتقدم، وتصميم، والديمقراطي الكردستاني)، فإن هذا التحالف يضم أكثر من 163 نائبا، ما يعني إمكانية تمرير الحكومة، دون الحاجة إلى الكتل الأخرى.

العراق.. تحالفا العزم وتقدم السنيان يعلنان اندماجهما

 

الكاظمي يعبر عن أسفه إزاء الهجمات على قواعد عراقية

ارتفاع مؤشر الولاية الثانية

ويرغب الصدر، بترشيح شخصية من أتباعه لرئاسة الحكومة المقبلة، لكنه قد لا يتمكن من ذلك، بسبب رفض الكتل المقرّبة من إيران، وهو ما يدفعه إلى تقديم مرشح مقبول من جميع الأطراف، على أن يكون متوافقا معه في الرؤية.

والتقى الكاظمي بالصدر، مساء الخميس، في محل إقامته بمنطقة الحنّانة بمحافظة النجف، حيث مُنع الصحفيون من تغطية لقاء الطرفين، الذي دام أكثر من ساعة، وأثار التكهنات، بشأن الاتفاق على ولاية ثانية للكاظمي، خاصة وأن مشرق عباس المستشار السياسي لرئيس الوزراء، كان حاضرا في اللقاء.

ولدى الكاظمي تقارب واضح مع التيار الصدري، توّجه بهذا اللقاء، الأمر الذي طرح تساؤلات عن "ضوء أخضر" لتكليفه مرة أخرى بتشكيل الحكومة.

وحفّز وصول الكاظمي إلى أعلى منصب في الدولة، لإعادة تموضعه سياسيا، والتوغل داخل العملية السياسية، مدفوعا بجملة عوامل ساهمت في تعزيز مكانته، خلال الأشهر الماضية، وأظهرت قدرته على إدارة زمام الأمور في بلد يعاني اضطرابات سياسية عاتية.

والكاظمي، مستقل لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، تسلّم منصب رئيس المخابرات في يونيو 2016، خلال فترة تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة بين عامي 2014 و 2018.

وأكد الكاظمي بعد تسلمه رئاسة الحكومة، أنه "لم يأت ليكون صاحب مشروع سياسي، ولا يريد أن يكون صاحب مشروع سياسي".

أخبار ذات صلة

العراق.. "عرف 2003" يهدد مصير الجلسة الأولى للبرلمان

 

أخبار ذات صلة

مع اقتراب الجلسة الحاسمة.. أكراد العراق متمكسون بالرئاسة

مرشح توافقي

وعن إمكانية اختيار الكاظمي بوصفه مرشحا توافقيا، قال المحلل السياسي، وائل الشمري، إن "الأمور تتجه نحو اختيار مرشح توافق بين الكتل، بسبب الخلافات الحادة بين الأطراف، التي سترفض تقديم مرشح حزبي، ما سيضطرها إلى تقديم مرشح توافق، مقبول من الجميع"، مشيرا إلى أن "الكاظمي هو الأنسب لقيادة المرحلة المقبلة، في ظل التعقيدات التي تحيط بالوضع العراقي عموما".

وأضاف الشمري في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "التقارب الحاصل بين الصدر، والكاظمي، ربما يضفي على المشهد العراقي، مسحة أمل جديدة، نحو تشكيل حكومة قوية، دون تدخل أجنبي، مع سور برلماني يساندها من التحالف الذي سينشأ بين تلك الأطراف".

ولفت إلى أن "الكتل السياسية الأخرى، لن تعارض تولي الكاظمي، فهو تمكن من بناء قبول لدى الجميع، فضلا عن رضا المحيط الدولي والعربي به".

وأفرزت الانتخابات التي أجراها العراق، في العاشر من أكتوبر الماضي، فوز التيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر، بحصوله على 73 مقعدا وهو عدد أكبر مما حصل عليه أي فصيل آخر في المجلس الذي يضم 329 مقعدا.

وفاز التكتل الموالي لإيران بما يصل إجمالا إلى 17 مقعدا نزولا من 48 في 2018.

وسيعقد البرلمان العراقي أولى جلساته، يوم الأحد، برئاسة أكبر الأعضاء سنا محمود المشهداني.