أعلنت الحكومة العراقية، الثلاثاء، انتهاء انسحاب القوات القتالية للتحالف الدولي، من جميع القواعد التي كانت تشغلها، وذلك عقب 4 جولات حوار على مدار الأشهر الماضية، تمخضت عن اتفاق يقضي بإبقاء المستشارين العسكريين فقط لمساندة القوات العراقية.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح لقناة "العراقية" إن "وفدًا من اللجنة الأمنية العليا زار اليوم قاعدة حرير في أربيل؛ للاطلاع على انسحاب القوات القتالية من القاعدة، وتم التأكد وبحضور وسائل الإعلام أنه لم تتبقَّ قوات قتالية في القاعدة".

وأضاف أنه "قبل يومين تم تطبيق الاتفاق في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، وكذلك هي الأخرى لم يبقَ فيها قوات قتالية"، مشيرًا إلى أن "المستشارين المتبقين في قاعدة عين الأسد لا يتجاوز عددهم (9) مستشارين، وكانوا حاضرين أمام وسائل الإعلام".

ولفت المسؤول العراقي إلى أن "المهمة الأساسية للمستشارين هي تقديم استشارة للقوات العراقية في مكافحة الإرهاب، والدعم الجوي، إذا طلبنا ذلك".

وأكد أن "العراق وصل إلى نقطة الدعم اللوجستي وكيفية تسليم وتجهيز القوات العراقية".

وتأزمت العلاقات بين البلدين واتسمت بالتوتر، خاصة بعد غارة جوية أميركية في يناير الماضي، قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني والقيادي في ميليشيا الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس خارج مطار بغداد.

وفي يوليو الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستنهي بحلول نهاية العام "مهمتها القتالية"؛ لتباشر مرحلة جديدة من التعاون العسكري مع بغداد.

وعادت القوات الأميركية إلى العراق بعد خروجها منه، عام 2011، استنادًا إلى "اتفاقية الإطار الاستراتيجي"، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية في 2014.

أخبار ذات صلة

هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء وسط بغداد
جرس إنذار بعودة داعش في العراق.. مخاوف من المناطق الرخوة
بعد "سنوات العراق".. التحالف الدولي يوجه بوصلته نحو إفريقيا
التحالف الدولي يغادر العراق.. هل من تبعات أمنية وسياسية؟

وتمكنت القوات الأميركية والعراقية من طرد التنظيم من كل مناطق سيطرته في البلاد، بعد شنها آلاف الغارات الجوية، وتقديمها التدريب والمعدات العسكرية للجيش والقوات المسلحة العراقية الأخرى.

والشهر الماضي، قال قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكنزي إن "تخفيض مستوى الوجود العسكري الأميركي لن يضعف من التزام الولايات المتحدة بالعلاقة الاستراتيجية الأوسع مع العراق"، مشيرًا إلى "استمرار عمليات مكافحة الإرهاب".

مرحلة جديدة

بدوره، قال الخبير في الشأن الأمني العراقي، حميد العبيدي: إن "العراق بإعلان انتهاء الانسحاب الأميركي من البلاد، سيدخل مرحلة جديدة، فيها الكثير من التحديات؛ أبرزها الحفاظ على أمنه الداخلي، ومواجهة تغوّل المجموعات المسلحة، فضلًا عن وضع إطار واضح لطبيعة العلاقة مع واشنطن، وفق المتغيرات".

وأضاف العبيدي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن "على الحكومة العراقية استثمار العلاقة مع واشنطن، حيث سيبقى عدد من المستشارين، لمساندة القوات المحلية، وهو ما يتطلب تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، والانطلاق نحو آفاق جديدة من التعاون، تجتاز الدعم العسكري، وصولاً إلى الدعم السياسي، وكذلك الاقتصادي، والمجالات الفكرية الأخرى".

وتشكك الفصائل المسلحة والأحزاب الموالية لإيران بالانسحاب الأميركي من البلاد، وتروج على الدوام بأنه انسحاب شكلي، وذلك بهدف تأجيج الرأي العام ومحاولة إيجاد ذرائع للبقاء في ظل المطالبات المتصاعدة حول ضرورة إنهاء وجود تلك الفصائل.

وتعرضت المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد فجر الأحد الماضي إلى هجوم بالصواريخ، وهو ما اعتبرته أوساط إعلامية رسائل من الفصائل المسلحة تجاه ملف الانسحاب الأميركي.

وتتهم الولايات المتحدة الميليشيات المدعومة من إيران بشن هجمات عدة استهدفت أفرادًا ومصالح أميركية في العراق.