لجا العديد من المصريين إلى بناء مقابر متعددة الطوابق لدفن موتاهم، خاصة في ظل وباء كورونا الذي قد ينتج عنه عددا من الموتى في أسرة واحدة بشكل متزامن، ما أثار حالة من الجدل.

وخلال خدمة البث الحي التي تقدمها الدار يوميا للإجابة عن أسئلة الجمهور سأل أحد طالبي الفتوى عن مدى جواز إقامة قبر متعدد الطوابق أو طابق ثان فوق القبر المدفون فيه موتى بالفعل فكانت إجابة مسؤول دار الإفتاء المصرية بجواز ذلك إذا لم يكن هناك حل غيره وفي حال أن الجثث في القبر الأصلي لا تزال موجودة ومن غير الممكن جمع عظامها.

من جانبه، كشف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية علي فخر لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الدار تتلقى بشكل مستمر أسئلة تطلب الفتوى عن مدى جواز بناء مقابر متعددة الطوابق خاصة في الفترة الأخيرة.

وقال فخر إنه "يجوز بناء مقبرة ثانية فوق المقبرة الأولى في حال الضيق بشرط وضع الكثير من التراب، لامتصاص الرطوبة، ولكن هذا الأمر لا يجوز في حالة السعة والاختيار ووجود الكثير من الأراضي مما ينتفي معه صفة الضرورة والاضطرار".

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه "من الأفضل في هذه المسألة قول يجوز ولا يجوز، فكلاهما صحيح بين حالتي السعة والضيق، بمعنى أنه إذا كانت الحالة فيها سعة واختيار، فلا ينبغي بناء دور ثاني للمقبرة".

وفي الوقت ذاته قال إنه "في حال امتلاء القبور بالجثث يجب الدفن في قبور أخرى، لأنه لا يجوز الجمع بين أكثر من ميت في القبر الواحد إلا للضرورة، ويجب الفصل بين الأموات بحاجز حتى ولو كانوا مِن جنْس واحد".

وشدد على أنه "إذا كانت هناك ضرورة فيمكن عمل أدوار داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم بقبو مِن طوب أو حجارة لا تلمس جسمه ثم يوضع على القبو التراب ويدفن فوقه الميت الجديد، وكذلك العظامات (جمع عظام الموتى) لا يتم اللجوء إليها إلا عند الضرورة التي لا بديل لها، بشرط التعامل بإكرام واحترام مع الموتى أو ما تبقّى منهم؛ لأن حرمة الميت كحرمته حيا".

أخبار ذات صلة

"القاهرة التاريخية"..  كيف ستكون خطّة تطوير أقدم ميادين مصر؟
بالصور.. الأمطار تجرف جثث المقابر في مرسى مطروح المصرية
مصر.. سيول تدمر مقابر وتجرف جثثا في أسوان
في مشهد مؤثر.. جنازة مهيبة لرجل الصناعة المصري محمود العربي

تجدر الإشارة إلى أنه في الفترة الأخيرة لجا العديد من المصريين إلى بناء مقابر متعددة الطوابق لدفن موتاهم، خاصة في ظل وباء كورونا الذي قد ينتج عنه عددا من الموتى في أسرة واحدة بشكل متزامن، فضلا عن السبب الدائم وهو ضيق المساحة المأهولة بالسكان، وزيادة أعداد السكان.

وكشف أحد المسؤولين بشركة الحمد العقارية المتخصصة في بناء وبيع مقابر بالقاهرة الكبرى والإسكندرية أحمد رمضان عن ارتفاع أسعار وتكلفة بناء المقابر، ومعاناة معظم المناطق بالجمهورية من عدم وجود مساحات مخصصة لبناء مقابر.

وقال رمضان لموقع "سكاي نيوز عربية" إن سعر المقبرة مساحة 20 متر مثلا في مدينة 15 مايو على أطراف القاهرة وصل إلى 100 ألف جنيه وهي مقبرة تتحمل دفن رجل وامرأة في وقت متزامن ولا يمكن فتحها إلا بعد تحلل الجثة.

وتابع أن سعر المقبرة الـ40 مترا، التي تتحمل دفن 4 جثث وصل في أطراف القاهرة إلى أكثر من 200 ألف جنيه وهو الأمر الذي دفع كل من لديه مقبرة إلى التفكير في بناء طابق ثان بها في ظل الظروف الحالية.