مع مواصلة الشخصيات المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي تهديداتها بنسف الانتخابات الليبية، إما باعتقال رئيس مفوضية الانتخابات، أو بإشعال معارك دامية، يتحرك التنظيم على مسار مواز بدفع شخصيات أخرى للترشح للانتخابات.

ووفق ما ذكرته مصادر ليبية لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن تنظيم الإخوان قرر الزج بقيادات من الصفين الثاني والثالث لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في يناير، في حين أن الانتخابات الرئاسية المنتظرة يوم 24 ديسمبر تقدم لها أحد الشخصيات الإخوانية وهو وزير الداخلية السابق فتحي باشآغا.

وأعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، الاثنين، فتح باب الترشح للانتخابات، وقال: "لن نتهاون مع من يحاول العبث بإجراءاتنا أو التأثير على مخرجاتها".

استقطاب العمال

وفي ذات اليوم، التقى المجلس الأعلى للدولة، الذي يرأسه الإخواني خالد المشري مع الاتحاد الوطني لعمال ليبيا بحضور 59 ممثلا عن الاتحادات المهنية في طرابلس.

ومن المتوقع أن يكون هدف الجلسة التأثير على الاتحاد ليميل لدعوات المشري برفض الانتخابات إذا تمت بالقوانين التي أصدرها مجلس النواب ورفض مجلس الدولة قبولها.

ووفق ما نشره المكتب الإعلامي لمجلس الدولة على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" فإنه أوضح للعمال وجهة نظره حول الانتخابات.

وفي تهديد صريح بإغراق ليبيا في بحار الدم، قال المشري: "حفتر لن يحكم ليبيا أبدا، ولو على جثث الآلاف وعشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف".

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة تنشر عناصرها في ليبيا لمراقبة وقف إطلاق النار
تضميد جراح ليبيا يبدأ من الجوار.. ماذا بعد مؤتمر الجزائر؟

تهديد السايح

وبالتزامن، هدد الكاتب أحمد السويحلي المحسوب على الإخوان، المقيم في بريطانيا، عبر تطبيق "كلوب هاوس" بالقبض على رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح إن تم قبول ترشح قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر للرئاسة.

ووفق مقطع صوتي منشور للسويحلي، قال: "لو ترشح حفتر حتى لو نائب برلمان فيجب حل المفوضية والقبض على أعضائها بتهمة الخيانة العظمى"، وموجها حديث للسايح قال: "نهارك إسود أغبر والله نقبضوا عليك".

وسبق أن اعتقلت ميليشيات "فجر ليبيا" السايح في أبريل 2014؛ بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية حينها سقوطا مدويا لمرشحي الإخوان.

سلاح "التقية" البارد

وتعليقا على ما تردد عن تجهيز الإخوان شخصيات غير معلومة للبرلمان، قال عبد المنعم الحر، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن التنظيم فقد الكثير من رصيده عند الليبيين؛ ولذا يفكر أكثر من مرة في الوجوه التي ستشارك في الانتخابات كي لا يتعرض لخسارة فادحة.

وعن أهمية البرلمان للإخوان، قال الحر إنهم دعوا لمظاهرات الجمعة القادمة للمطالبة بإجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية لاستخدام البرلمان في عرقلة عمل أي رئيس ليس تابعا لهم.

من جانبه، أكد المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن لجوء التنظيم للدفع بوجوه غير معروفة أمر متوارث لدى التنظيم، ولطالما ضبطوا متلبسين وهم يفعلون هذا بعد أن تنبه الشعب لألاعيبهم المستندة لمبدأ "التقية" الذي يظهرون فيه عكس ما يبطنون.

وتابع: "بل ستحاول الجماعة عقد تحالفات مع شخصيات في تحالفات أخرى حتى لو مختلفة معها؛ للاستحواذ على مقاعد البرلمان".