تستضيف باريس في 12 نوفمبر الجاري مؤتمرا دوليا حول ليبيا، استعدادا للانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل، التي يعول عليها المجتمع الدولي.

ويعقد المؤتمر في وقت يصفه المراقبون بأنه غاية في الحساسية، خاصة أن موعد الانتخابات المقبلة يحين بعد أقل من شهرين، وهو ما يمثل تحديا أمام القوى الإقليمية والدولية التي تسعى إلى التوصل لاتفاق بين الفرقاء السياسين في البلاد، لضمان تنفيذ خارطة الطريق السياسية وفق الخطة الأممية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن المؤتمر الذي ستشارك ألمانيا وإيطاليا في الإعداد له سيعقد في 12 نوفمبر، بهدف ضمان تنفيذ جدول الانتخابات الليبية وبحث رحيل المقاتلين الأجانب والمرتزقة عن البلاد.

ويحدد مراقبون ملفي الانتخابات وإخراج المرتزقة، باعتبارهما أولوية أمام مؤتمر باريس، حسبما أعلن لو دريان مرارا.

ويقول مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي رمزي الرميح، إن المؤتمر "سيناقش بشكل أساسي آليات إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها، مع حشد الدعم الدولي للبدء في تنفيذ خارطة الطريق في ليبيا، وبدايتها عقد الانتخابات في موعدها".

ليبيا.. باب الترشح للانتخابات يفتح غدا

وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، يقول الرميح إن "الملف الثاني الذي يمثل أهمية قصوى في مناقشات باريس، هو إخراج المرتزقة وكافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها، بهدف تأهيل البلاد للعملية السياسية".

ويؤكد الرميح على ضرورة التركيز من جانب القوى الفاعلة في المجتمع الدولي والمعنية بالملف الليبي، على دعم إجراء الانتخابات في موعدها باعتبارها استحقاقا وطنيا تأخر كثيرا، و"من حق الشعب الليبي ممارسته لبدء حياة بقدر من الاستقرار، تتولى فيها مؤسسات الدولة مهامها التشريعية والتنفيذية".

ويحذر الرميح من مغبة "الاستجابة لتهديدات الإخوان ومحاولتهم لعرقلة العملية الانتخابية"، مشيرا في السياق إلى تصريحات رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، التي قال فيها إن "التنظيم سيتصدى لعقد الانتخابات".

ويوضح الرميح أن "تأجيل الانتخابات الليبية يعرض البلاد إلى كوارث كبرى، مثل التقسيم أو الحرب الأهلية"، مشيرا إلى تصريحات وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي ماير بهذا الصدد.

أخبار ذات صلة

انتخابات ليبيا.. المرأة في مواجهة شرسة مع الإخوان
مقتل وإصابة 6 تونسيين في حادث بميناء الزاوية الليبي

وفي السياق ذاته، يؤكد الرميح على ضرورة دعم المفوضية الوطنية للانتخابات في البلاد باعتبارها المؤسسة الشرعية المنوط بها تجهيز كافة الإجراءات الخاصة بالعملية الانتخابية، مشيرا إلى أن "رئيس المفوضية عماد السايح سوف يعقد مؤتمرا صحفيا الأحد للإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات والإجراءات المتبعة، وسيوضح خلاله الكثير من الأمور المهمة. لا بد من تقديم دعم إقليمي ودولي لهذه التحركات الشرعية في وجه الميليشيات والمرتزقة ومن يدعمهم".

وحول المتوقع من المؤتمر، يقول الرميح إن "الهدف المهم في الوقت الحالي هو التركيز على دعم إجراء الانتخابات، بالتزامن مع اتخاذ خطوات جادة وحاسمة في ملف إخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها. من دون ذلك ستكون البلاد على شفا سيناريوهات كارثية".

وكان مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولاس دو ريفيير، قال إن مؤتمر باريس يهدف إلى "إظهار دعمنا المستمر للعملية السياسية، لا سيما تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية، وكذلك من أجل التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، وعلى نطاق أوسع، لتحقيق الاستقرار في ليبيا، مع الأخذ في الاعتبار التداعيات الإقليمية للأزمة الليبية".