بعد قرار مجلس النواب الليبي سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية، خرجت أصوات داعية إلى التظاهر، الجمعة، من بينهم أشخاص يعرف بانتمائهم إلى تنظيم الإخوان، ما زاد من حالة "الارتياب" حول أهداف هذه التظاهرات، خصوصا وإن الحكومة مستمرة لتصريف الأعمال.

وحذر المحلل العسكري محمد الترهوني من سعي التنظيم إلى افتعال "أحداث دامية" تسفر عن ضحايا بين المتظاهرين، لتفلت زمام الأمور حتى من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة نفسه، ومن ثم يحققون هدفهم في إرباك المشهد، "وربما سيعمدون إلى خطة اغتيال الدبيبة، كما فعلوا مع عدد من الشخصيات السياسية في بلدان وإلصاقها في جهات أخرى".

مخاوف من "مخطط اغتيال"

ويرى الترهوني أن "الإخوان" قد يستهدفون من ذلك تحقيق أمرين، أولهما "التخلص من الدبيبة والسيطرة على طرابلس"، والثاني هو "إلصاق التهمة بأية جهة أخرى معادية لهم"، داعيا الشباب في طرابلس إلى عدم الخروج غدا، وطالب الدبيبة أن ينتبه جيدا و"يبتعد عن حبال الإخوان الخطيرة جدا".

أخبار ذات صلة

المنفي يعلن عن مؤتمر دولي لحشد الدعم لاستقرار ليبيا
تحرك دولي لدعم خارطة الطريق للتسوية السياسية في ليبيا

وهنا يشير المحلل العسكري إلى أن الإخوان "لا يثقون في الدبيبة حتى لو اختلف مع البرلمان، لأنه موقع وملتزم أمام المجتمع الدولي باتفاق جنيف، الذي ينص على إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر المقبل"، وهو ما لا يريده التنظيم.

ونبه إلى أن الإخوان يحاولون تكرار العملية المسماة "فجر ليبيا"، والسيطرة على مقاليد الحكم في العاصمة طرابلس مثل ما حصل العام 2014 بالتمام، حتى يمنعون الانتخابات ويقايضون البرلمان مقابل مرحلة انتقالية جديدة وتقام السلطة كما حدث في اتفاق الصخيرات العام 2015.

الحشد لإعادة الصراع

وفي نفس السياق، يوضح المحلل الاستراتيجي العميد محمد الرجباني أن الهدف من الحشد هو إعادة البلاد إلى الاقتتال والصراع، مشيرا إلى التجمع الذي حدث في ميدان الشهداء يوم سحب الثقة، حين خرج عدد من قيادات وأنصار التنظيم مرددين شعارات حول الاحتكام للسلاح.

ولفت إلى ترديدهم شعارات مؤيدة لجهات خارجية، مما أعاد الذاكرة إلى الواقع الذي عانت منه المنطقة الغربية خلال الفترة الماضية، وقبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف، أكتوبر الماضي.

وشدد الرجباني على أن الحشد سيكون مستهدفا للقوات المسلحة الليبية، وليس ما ادعوه هؤلاء بأنهم "يريدون إسقاط البرلمان"، مردفا أن الإخوان غايتهم ذرع بذور الفتنة بين الليبيين لإفشال عملية الانتخابات، عبر كل الوسائل المتاحة لهم.

استهداف "الانتخابات"

ويؤكد الباحث السياسي الليبي محمد قشوط أن قادة التنظيم، في الداخل والخارج، اجتمعوا على رفض سحب الثقة من الحكومة، والدعوة إلى التظاهر، ضد مجلس النواب، متجنبين الإشارة إلى مصير الانتخابات.

وتابع قشوط: "من يريد التظاهر غدا عليه إدراك أنه سيقدم أكبر وأفضل هديه لهذا التنظيم"، مشددا إلى تعرض "الإخوان" إلى هزة بعدما اتخذ المشير خليفة حفتر أولى الخطوات نحو الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، "الأمر الذي دفعهم إلى توحيد صفهم لمواجهته بكافة الطرق، تخوفا من قيادته التيار الوطني".

ورغم تلك التهديدات، إلا أن الأمل باق في عقد الانتخابات بموعدها، 24 ديسمبر، والحديث للباحث السياسي الذي تابع: "لن يكون موعدا لمعركة انتخابية بين المشير والتنظيم، بل بين الشعب والإخوان تحديدا".