فيما تنهمك مختلف القوى السياسية العراقية بالإعداد للانتخابات التي تفصلنا عنها 3 أسابيع فقط، ومن ضمنها التحضيرات اللوجستية وتأمين مستلزمات وأغراض الدعاية، قام رئيس إحدى بلديات محافظة طرابزون التركية، المنتمي لحزب الحركة القومي الذي يرأسه دولت بهجلي، باقتحام أحد المصانع بالمدينة، والتي كانت تصنع قبعات عليها شعار "تحالف كردستان" الذي يضم الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير.

وأصدر رئيس البلدية أوامره للقوى الأمنية المرافقة له، بإحراق كميات كبيرة من القبعات وغيرها من ملصقات دعائية لقائمة "تحالف كردستان".

وحسب وسائل الإعلام التركية والعراقية، فإن الحادثة وقعت في منطقة شالباراز التابعة لمحافظة طرابزون شمال تركيا.

وأظهرت مقاطع فيديو عملية اقتحام المصنع، وإحراق المواد والمستلزمات لاحتوائها على اسم كردستان.

وصّرح رفعت كروكز رئيس بلدية شالباراز عقب إحراق المواد الدعائية، التي يصنعها المصنع التركي لصالح قائمة تحالف كردستان العراقية، قائلا: "هنا موطن الأتراك الحقيقي، ونحن وأهل المنطقة هنا جميعنا، مستاؤون جدا مما حدث في هذا المصنع، لكننا تدخلنا فورا وأحرقنا وأتلفنا ما تم طبعه وصنعه من رموز مسيئة ومهددة".

ومن جانبه، قال مالك المصنع لوسائل الإعلام: "نحن وفي إطار قانوني قمنا بطبع وصنع مستلزمات الدعاية الانتخابية بالعراق بطلب من أحزاب عراقية، وهذا يمثل بالطبع فرصة لزيادة فرص العمل وخدمة الاقتصاد هنا في تركيا".

أكراد العراق.. رئاسة البلاد وخلافات الإقليم

 

أخبار ذات صلة

بدء التصويت في انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق

 

ملايين انتخابات كردستان.. إعلان وجدل

وأضاف: "زارنا رئيس البلدية ودون أن يسألنا أو يناقش معنا قانونية ما قمنا به من عدمه، قام وبشكل تعسفي وغير لائق وفي وسط الشارع أمام أعين المارة بحرق ما قمنا بصنعه، من مستلزمات لصالح إحدى القوائم الانتخابية العراقية".

وبدوره عبّر مصدر سياسي من "تحالف كردستان"، عن امتعاضه الشديد مما حدث، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية"، حيث قال: "هذا التصرف العنصري البحت محط استهجان واستغراب، فنحن في عشرينيات القرن الجديد وهي ليست عشرينات القرن الماضي، عندما كان يصرّح عتاة العنصريين في تركيا، بأنهم يرفضون وجود كردستان حتى ولو كانت في أقاصي القارة الإفريقية، لكنها الآن موجودة على حدودهم، وهي تتمتع بكيان فيدرالي قانوني ومعترف به دستوريا في العراق".

أخبار ذات صلة

اعتقال ضباط عراقيين شاركوا في الحملات الانتخابية

 

أخبار ذات صلة

تأكيد عراقي جديد على إجراء الانتخابات.. والخشية قائمة

وتابع متسائلا: "بمثل هذه العقلية الرافضة للتعدد والتنوع، والتي تخاف من مجرد اسم كردستان ومن علمها، ستبقى تركيا تراوح مكانها في دائرة أزماتها الداخلية والخارجية المفرغة، فلماذا يمكن للكرد في العراق المشاركة في الانتخابات، وهم يحملون اسم كردستان بل ويصلون لسدة رئاسة الدولة العراقية، بينما تحرق في تركيا قبعات مصنوعة لأغراض الدعاية الانتخابية، فقط لكونها تحمل اسم كردستان وعلمها؟".

جدير بالذكر أن الشعار الذي أقدمت بسببه السلطات المحلية في محافظة طرابزون التركية، على إحراق القبعات المطبوع عليها، يتكون من يدين خضراء ترمز للاتحاد الوطني، وكحلية ترمز لحركة التغيير، وتحمل اليدان وردة بيضاء، فيما يظهر علم كردستان أعلى الشعار، إلى جانب اسم القائمة "تحالف كردستان" مكتوبا باللغات الكردية والعربية والإنجليزية.

وقد أثارت حادثة حرق القبعات الحاملة علم كردستان هذه، موجة استنكار واسعة في منصات التواصل الاجتماعي العراقية، حيث اعتبر المعلقون ما حدث إهانة لمختلف القوائم والقوى السياسية العراقية، فعلم كردستان هو علم معترف به عراقيا كونه يمثل إقليم كردستان العراق، وأن حرقه هو عمل مدان يستوجب الاعتذار من جانب أنقرة.