شن تنظيم داعش الإرهابي، هجوما كبيرا على قوات الشرطة العراقية في محافظة كركوك شمالي البلاد، مما أدى إلى مقتل وإصابة نحو 20 شخصاً في الشرطة المحلية.

وفي التفاصيل، أفاد ضابط في الشرطة، لـ"سكاي نيوز عربية" بأن "التنظيم المتطرف شن هجوماً على حاجز للشرطة العراقية، جنوبي مدينة كركوك، مما أوقع نحو 14 قتيلاً، و6 جرحى".

وأضاف الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "الهجوم كان كبيراً، واستخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، مثل العبوات الناسفة، والأسلحة المتوسطة والخفيفة، حيث باغتت تلك المفرزة التابعة لداعش، حاجزاً أمنياً، في جنح الظلام، فيما بدأت مفرزة أخرى، بنصب عبوات ناسفة، بشكل سريع، على الطريق، استعداداً لاستهداف التعزيزات، وهو ما تسبب بسقوط ضحايا".

وبدأ الهجوم قبيل منتصف الليل واستمر لعدة ساعات، وفق المسؤول الأمني.

ووصلت قوة أمنية، إلى موقع الحادث، ونقلت الضحايا إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، وجثث القتلى إلى الطب العدلي، لاستكمال الإجراءات.

ويُعدّ الهجوم، من أكثر الهجمات دموية التي تعرّضت لها القوات الأمنية منذ بداية العام الحالي في مناطق جنوب كركوك، حيث توجد خلايا نائمة للتنظيم الذي هُزم رسمياً في العام 2017، وتستهدف بشكل متكرر القوات الأمنية العراقية.

بدوره، أكّدت خلية الإعلام الأمني، سقوط مقاتلين في الشرطة الاتحادية خلال الاشتباكات مع عناصر من تنظيم "داعش".

وذكرت الخلية في بيان أولي: إن "قوات الشرطة الاتحادية تشتبك مع عناصر عصابات داعش الإرهابية في قاطع ناحية الرشاد بمحافظة كركوك، وقد أدى الحادث إلى استشهاد وإصابة عدد من عناصر الشرطة".

ورغم هزيمة داعش في العراق أواخر عام 2017، إلا أن التنظيم ظل يشن هجمات بين الحين والآخر، في مناطق عدة ومن بينها محافظة صلاح الدين.

وكان العراق قد أطلق في الآونة الأخيرة سلسلة عمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي، في العديد من المناطق على خلفية شنه هجمات في البلاد، خاصة تلك التي استهدفت أبراج الكهرباء.

أخبار ذات صلة

العراق .. حملة "اسمي اسم أمي" تثير جدلا واسعا
بعد قطع رأس جندي عراقي.. ما دلالات عودة داعش لنحر ضحاياه؟

وكانت قيادة قوات حرس الحدود في العراق، قد أعلنت الثلاثاء الماضي، إطلاقها عملية أمنية من 3 محاور في الشريط الحدودي مع سوريا ضد فلول تنظيم داعش ومجاميعه في تلك المناطق الحدودية، التي عادة ما ينشطون فيها ويتسللون عبرها لسوريا وبالعكس.

وتثير تلك العمليات مخاف من إمكانية عودة التنظيم الإرهابي، خاصة وأنه أسر جندياً عراقياً، خلال كمين وضعه لإحدى دوريات الجيش العراقي في المنطقة الحدودية، وبعد خطفه عثرت القوات العراقية على جثة الجندي مقطوعة الرأس، حيث قتل نحرا على يد عناصر داعش، كما أعلنت قيادة قوات حرس الحدود العراقية.

ضربة للاستقرار الأمني

المحلل الاستراتيجي، ميثاق القيسي، قال إن "ما حصل في محافظة كركوك، يمثل نكسة كبيرة، وضربة للاستقرار الأمني الذي تحقق، خلال الفترة الماضية، وهو ما يؤشر إلى وجود تراخٍ أمني، لدى القوات العسكرية، وتهاون في تنفيذ الخطط الموضوعة لملاحقة داعش، خاصة وأن التنظيم نشط خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما يؤكد الحاجة إلى إطلاق عمليات غير تقليدية، تعتمد الجهد الاستخباري، وزرع العناصر الموالين للمؤسسة العسكرية داخل تلك التنظيمات".

وأضاف القيسي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن "طريقة تنفيذ تلك العملية توحي بوجود قدرة للتنظيم، إذ لا يمكن له نصب عبوات ناسفة، على الطريق، إلا في حال حصوله عن معلومات بخصوص تحركات القوات الأمنية، وموعد وصولها، إلى الحادثة، ليتمكن من تفجيرها".

وعلى مدار الأيام الماضية، شهد العراق هجمات لداعش قتلت 19 شخصا وجرحت 23 في بعقوبة والأنبار وصلاح الدين، مما دفع الجيش العراقي لتمشيط الوديان حيث تتواجد بقايا التنظيم الذي هاجم أيضا مواقع عسكرية في الرقة شمالي سوريا الشهر الماضي.