اعتبر محللون سياسيون وعسكريون ليبيون أن الهجوم الجديد الذي نفذه تنظيم داعش في بلدة زلة، وسط لبييا، تقف ورائه دول وتنظيمات عالمية هدفها "خلط الأوراق"، و"إرباك" الساحة الليبية، وتشتيت الجيش الوطني لتعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها، خاصة بعد موافقة البرلمان على انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب.

كما رأوا أن استهداف بلدة "زلة" لأنها بوابة الجنوب الليبي الغني بالثروة النفطية، ونقطة اتصال بالتنظيمات الإرهابية الأخرى في دول الجوار.

وأعلن الجيش الوطني الليبي، الأحد، تصديه لهجوم إرهابي استهدف نقطة تفتيش في بلدة زلة، أسفر عن مقتل منفذ الهجوم المنتمي لتنظيم داعش الإرهابي.

وبحسب المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، فإن انتحاريا داعشيا هاجم بوابة زلة بسيارة مفخخة دون حدوث أي خسائر بشرية في عناصر البوابة، فيما نجحت قوات الجيش في التصدي للهجوم الإرهابي، وأصابت منفذ الهجوم الذي تم نقله إلى المستشفى، وتوفي هناك.

بوابة الجنوب

من جانبه، أوضح الخبير العسكري الليبي محمد الترهوني، لـسكاي نيوز عربية أن الهجوم الإرهابي على مقر قوات التفتيش التابعة للقوات المسلحة الليبية، في بلدية "زلة"، جاء لأنها بوابة مهمة ورئيسية للجنوب الليبي، حيث يسعى التنظيم الإرهابي بدعم من جماعة الإخوان الإرهابية لتفجير الوضع وزعزعة الجنوب.

ووفق الترهوني فإن الانتحاري سوداني الجنسية، وهو ما يشكل جرس إنذار لعودة نشاط داعش (الذي يعتمد في كل بلد على جنسيات) لخلط الأوراق في ليبيا وخاصة في الجنوب، والهدف هو تعطيل الانتخابات، منبها إلى أن هناك نشاطا متزايدا لتنظيم داعش قبل الهجوم الإرهابي على زلة.

وذكَّر بأن الهجوم الذي نفذه داعش في يونيو 2021 كان استهدف بوابة "مفرق المازق" الواقعة شمال مدينة سبها جنوب البلاد، بسيارة مفخخة، ما أسفر عن مقتل ضابطين، أحدهما آمر جهاز البحث الجنائي، كما استهدف هجوم ارهابي في يوليو 2021، مقر "اللواء 128" في الجفرة وسط ليبيا.

وفي وقت سابق أشار عضو مجلس النواب الليبي وعضو لجنة الأمن القومي، علي التكبالي، على "فيسبوك"، إلى أن تنظيم داعش ينشط في منطقة الخطاطبة بصبراتة وفي الزاوية، بتوافق من تنظيم الإخوان.

كما لفت إلى أن عناصر "أنصار الشريعة" والدواعش القادمين من تونس يمتلكون مقرا رسميا في مدينة جنزور، غرب طرابلس، وتوفر ميليشيات مدينة الزاوية الحماية الرئيسة له".

أخبار ذات صلة

الجيش الليبي: هجوم انتحاري يحمل بصمات داعش
دعم لبيان لجنة "5+5" في ليبيا.. وقلق بين ميليشيات الإخوان

استهداف الانتخابات

وأوضح الترهوني أن هناك مخطط تقف وراءه أطراف متعددة، على رأسها تركيا، لتعطيل الانتخابات المقرر عقدها في 24 ديسمبر المقبل.

ويأتي هذا بعد أن الجيش الليبي نجح خلال الأشهر الماضية في فرض الأمن في وسط وجنوب ليبيا، عقب إعلان الجيش الوطني الليبي منطقة "رمال " بالجنوب الليبية منطقة عمليات عسكرية، بهدف مواجهة الجماعات الإرهابية في الجنوب الليبي، وفق المحلل العسكري.

وتابع أن الجيش الليبي يرصد نشاط الجماعات الإرهابية، وينفذ ضربات استباقية لوأد أي تحرك يستهدف زعزعة الأمن والانتخابات.

وسبق أن قال تقرير مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية، الصادر عن مؤسسة ماعت بالقاهرة مؤخرا، إن التنظيم "يبحث عن نقاط ارتكاز بديلة في ليبيا"، وعينه على الهلال النفطي.