سجل المغرب، الأربعاء، أعلى حصيلة يومية للإصابات بفيروس كورونا منذ ظهور الوباء في البلاد في شهر مارس 2020، وأحصى عداد الإصابات 9456 حالة إصابة، موزعة على مختلف مناطق المملكة.

وأشارت بيانات وزارة الصحة المغربية، إلى تسجيل 27 وفاة، فيما تماثل 1766 شخصا للشفاء. 

ويتجه المنحنى الوبائي في المغرب منذ أيام نحو الارتفاع، بعد أن أقدمت السلطات قبل أسابيع على تخفيف القيود والإجراءات المرتبطة بجائحة كورونا والسماح بإقامة أنشطة وتجمعات وفق شروط محددة، واستئناف الرحلات الدولية على ضوء استقرار الوضع الوبائي، قبل أن تعود لتشديد بعض القيود لمواجهة الانتشار المتسارع للفيروس.

واعتمدت المملكة حزمة إجراءات احترازية مؤخرا، من بينها منع إقامة الحفلات والأعراس، وعدم السماح بتجاوز 10 أشخاص خلال مراسيم الدفن، إضافة إلى منع التنقل بين المدن من دون استصدار رخصة استثنائية، مع حظر التنقل الليلي من الساعة الحادية عشر ليلا إلى غاية الساعة الرابعة والنصف صباحا.  

وإلى جانب الإجراءات الجديدة التي تم إقرارها من أجل محاولة كبح انتشار الوباء، تسارع السلطات المغربية الزمن من أجل تسريع عملية التطعيم ضد فيروس كورونا، عبر توسيع فئة المستهدفين لتشمل الشباب البالغ 25 سنة فما فوق. 

كما قررت الحكومة المغربية، تمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية شهرا إضافيا إلى غاية 10 من سبتمبر المقبل، لمواجهة تفشي الوباء.

أخبار ذات صلة

المغرب.. ارتفاع الحالات الحرجة وسط المصابين بكورونا
المغرب: إصابات جديدة بكورونا.. و"مستشفى ميداني" خلال أسبوعين

وضع مقلق

ولا يخفي المتتبعون للشأن الصحي في المغرب قلقهم من أن ترتفع وتيرة الاصابات بالفيروس خلال الأيام المقبلة، في ظل التراخي الذي يسجل وسط بعض المواطنين، وعدم التزام العديد منهم باحترام الإجراءات الوقائية التي سنتها السلطات من أجل مواجهة خطر الفيروس القاتل.  

وفي تعليقه على الوضع الوبائي في المملكة، يؤكد عضو اللجنة العلمية للتلقيح ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية الدكتور مولاي سعيد عفيف، بأن الارتفاع الكبير لحالات الإصابة بفيروس كورونا المسجل مؤخرا في المغرب كان متوقعا بالنظر لمؤشرات عديدة، من أبرزها الانتشار المتزايد للمتحور "دلتا " والتراخي المسجل لدى فئة عريضة من المواطنين خلال الأسابيع الأخيرة إزاء الالتزام بالإجراءات الوقائية الضرورية.

ويلفت عفيف في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن نسبة ملء أسرة الإنعاش لم تكن تتجاوز قبل أسابيع 5 في المئة لتصل اليوم إلى 26 في المئة، مع تأكيده على أن الوضعية الصحية في البلاد لا تزال -بالرغم من ذلك- متحكم فيها إلى حدود اليوم.

ويقول المتحدث إن المنظومة الصحية في المغرب ورغم الإكراهات التي تواجهها من قبيل ضعف الموارد البشرية، فإنها تمكنت من الصمود في وجه الوباء، داعيا المواطنين إلى التقيد بالإجراءات الوقائية لتفادي العودة إلى "نقطة الصفر".   

ويؤكد عفيف أن تجاوز هذا الوضع "الحرج" يستلزم تلقيح أكبر عدد من المواطنين، والتزاما صارما بالإجراءات الاحترازية، بما يتضمنه ذلك من احترام للتباعد الجسدي وارتداء للكمامة بالشكل الصحيح مع تعقيم اليدين عدة مرات في اليوم.

أخبار ذات صلة

عودة "إحترازات كورونا" تلقي بظلالها على السياحة في المغرب
بعد قرار الحكومة.. صناع الحفلات في المغرب "على حافة الإفلاس"

تسريع عملية التطعيم  

ويراهن المغرب كباقي دول العالم على التلقيح ويعتبره مفتاح الخلاص من الوباء، لذلك يسابق الزمن من أجل الوصول إلى المناعة الجماعية التي ستمكنه من الحفاظ على صحة مواطنيه والعودة بعجلة الاقتصاد للدوران كما كانت في سابق عهدها.

ووسعت المملكة من دائرة المستهدفين من التلقيح لتشمل الفئات العمرية البالغة 25 سن فما فوق، كما ألغت شرط عنوان وبلد الإقامة، بغرض تسريع وتسهيل استفادة الفئات المستهدفة من عملية التلقيح.

 ومع تسجيل حالات إصابة وسط أشخاص تلقوا جرعات التلقيح ضد الوباء، يتساءل عدد من المغاربة حول نجاعة اللقاحات المعتمدة، لاسيما ضد متحور "دلتا" سريع الانتشار.

ويؤكد الخبير في علم الفيروسات مولاي مصطفى الناجي، على نجاعة كل اللقاحات المعتمدة من قبل السلطات الصحية في المغرب، مبرزا أن فعالية اللقاح تختلف من شخص إلى آخر تبعا لارتفاع أو انخفاض مستويات الأجسام المضادة لديه.

 ويضيف الناجي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن 15 في المئة من الأشخاص الملقحين لا يتوفرون على هذه المضادات، مما يعرضهم للإصابة بالفيروس رغم تلقيهم للتطعيم.

ومن هنا دعا الباحث في علم الفيروسات المواطنين إلى الانخراط في حملة التلقيح الوطنية باعتبارها المنفذ الوحيد نحو تحقيق المناعة الجماعية، وكبح الانتشار السريع للفيروس، الذي يتوقع أن يواصل الارتفاع في الأيام القادمة.

 ويرى الدكتور الناجي بأن "نجاح المغرب في الوصول إلى المناعة الجماعية رهن بتطعيم 70 في المئة من المغاربة"، معتبرا أن "العودة للحياة الطبيعية تقتضي الوصول إلى هذه النسبة من الملقحين، وهو لن يتحقق سوى عن طريق الرفع من وثيرة التطعيم".

ويشدد المتحدث على ضرورة "التقيد بالتدابير الاحترازية وعدم التهاون في أخذ اللقاح لتفادي انتكاسة شبيهة بتلك التي شهدتها عدة دول تمتلك أقوى المنظومات الصحية في العالم، مثل إيطاليا والهند".  

ويناهز عدد المستفيدين من جرعتي التلقيح المضاد لكوفيد 19 في المغرب، 10 ملايين و94 ألف شخص، فيما يفوق عدد من تلقوا الجرعة الأولى من التطعيم 13 مليونا و388 ألف شخص.