من بين أكثر القصص المؤلمة خلال كارثة احتراق مستشفى الحسين الخاص بمرضى فيروس كورونا المستجد، في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار العراقية جنوبي البلاد، قصة فقد عائلة راشد السعيدي 7 من أبنائها خلال هذه الفاجعة، وهي من قضاء الدواية بمحافظة ذي قار .

وللوقوف على تفاصيل هذه القصة الحزينة والتي غدت حديث العراقيين، التقت "سكاي نيوز عربية" الشاب سليم السعيدي وهو أحد أقارب هذه العائلة المنكوبة، حيث يقول:"فقدنا 7 أفراد من عائلتنا بسبب الفساد والإهمال وانعدام الضمير، وغياب المحاسبة لدى السلطات العراقية".

وتابع قائلا: “أي تعويض يضاهي الأرواح البريئة التي راحت، فنحن حالنا حال عموم الشعب العراقي المسحوق والمهمش، وهذه كارثة من آلاف المصائب والكوارث التي تحيق بالعراقيين كل يوم، حيث تتذكرون ولا شك فاجعة مستشفى ابن الخطيب قبل فترة وجيزة، والتي كانت مشابهة تماما في تفاصيلها لكارثة مستشفى الحسين في الناصرية".

العراق.. مشاهد مؤلمة لحريق مستشفى الناصرية

 

عشرات القتلى في حريق مركز عزل مرضى كوفيد جنوب العراق

 

ويضيف السعيدي:"كان أثنان من الضحايا مرضى في قسم العزل جراء إصابتهم كورونا، والخمسة الباقون كانوا في زيارة لهم أثناء وقوع الفاجعة، فالمرضى وذووهم عندما يدخلون المستشفيات في العراق فكأنهم ذاهبون ودون مبالغة للموت بأقدامهم، كونها تحولت لأشبه بقنابل موقوتة ولأمكنة سائبة ومفتقرة لأبسط مقومات المستشفيات الصالحة لمداواة المرضى واستقبالهم".

أخبار ذات صلة

العراق.. فاجعة مستشفى كورونا "تفضح" الإهمال والفساد

 

أخبار ذات صلة

كارثة العراق.. مشاهد وقصص من حريق "مستشفى كورونا"

 

ويتابع سليم :"لقد تعبنا وتعب البلد من كل هذا الإجرام والافساد، فلو كان هناك حد أدنى من المسؤولية والمهنية واهتمام بالقطاع الصحي، ولدينا مستشفيات ذات مستوى عال، لما راح أعزاءنا وأهلنا ضحايا هكذا بكل بساطة، فهذا ليس اهمالا وفقط بل هو قتل للناس واستخفاف بأرواحهم".

هذا وتسود العراق وخاصة محافظة ذي قار حال من الغليان الشعبي والغضب من جراء تكرار مثل هذه الفواجع في مختلف المحافظات العراقية.

وأعلنت مديرية صحة ذي قار العراقية، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة قتلى الحريق الذي نشب في مستشفى الحسين، المخصص لمرضى كورونا، إلى 92 قتيلا، فضلا عن أن أكثر من 30 جثة متفحمة لا زالت مجهولة الهوية بحسب مصادر صحية تحدثت مع "سكاي نيوز عربية".

هذا وأعلن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بعد وقوع الحادث، إقالة كل من مدير صحة ذي قار ومديري مستشفى الحسين والدفاع المدني في المحافظة، وإخضاعهم للتحقيق عقب الحريق.

والمفارقة أن هؤلاء الضحايا من المرضى ممن أنهكهم الفيروس الفتاك، قضوا في المحصلة نتيجة حادثة ناجمة عن الإهمال والفوضى، وغياب المراقبة والمحاسبة، وتخلف البنى التحتية الصحية في العراق، وانعدام المعايير الطبية المتقدمة والناظمة لعمل المرافق الصحية وضمان سلامتها.

ويرى مراقبون عراقيون أن الفساد، بات غولا يلتهم الأخضر واليابس في البلاد، ويستشري في مختلف مفاصل المؤسسات الحكومية والإدارية.