هاجم مئات الأشخاص، مساء الأحد، مبنى المحكمة العليا في قسنطينة شرقي الجزائر عقب انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بالكشف عن الملابسات "الحقيقية" لجريمة مروعة راح ضحيتها طفلين.

وفقا لشهود، فإن المحتجين أعربوا عن شكوكهم بشأن ما صرح به النائب العام لمجلس قضاء المدينة عن اعتقال شخصين اعترفا بـ"خطف الطفلين وقتلهما".

وأبدى أحد الشهود لموقع "سكاي نيوز عربية" استغرابه من السرعة القياسية في الكشف عن مرتكبي الجريمة، في حين لم تتمكن السلطات من العثور على الطفلين بعد 4 أيام على اختطافهما.

وقال في اتصال هاتفي مع موقعنا إن أهالي المدينة يعتبرون أن اعتقال الشخصين، الذين اعترفا بجريمتهم وفقا للشرطة، يندرج في إطار محاولة السلطات لتهدئة الاحتجاجات التي أثارتها هذه القضية.

وفي حين ترددت أنباء عن تعرض الطفلين للاغتصاب قبل قتلهما، لم تؤكد السلطات في المدينة هذه الواقعة بانتظار تشريح جثتي الضحيتين، في ظل حالة من الترقب تسود قسنطينة.

يشار إلى أن قسنطينة شهدت، الأحد، يوم حداد على الطفلين هارون بودايرة (10 سنوات) وإبراهيم حشيش (9 سنوات) اللذين عثر عليهما مقتولين الثلاثاء الماضي بعد 4 أيام من اختطافهما.

في الأثناء، أمر رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال باتخاذ مجموعة من الإجراءات "العاجلة" لمكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال التي روعت البلاد.

وكان وزير الداخلية، دحو ولد قابلية، قال في تصريح للإذاعة الجزائرية إن "هذه المسألة تقلقنا بشكل كبير على الرغم أن عدة قضايا من هذا النوع قد عولجت من قبل مصالح الأمن".

وشهدت الجزائر خلال الأشهر الماضية عدة حالات لأطفال تعرضوا للاختطاف والقتل، آخرها العثور على الطفلة سناء بوكليخة (6 سنوات) مقتولة، الجمعة الماضي، في مدبنة سبدو أقصى غرب الجزائر بعد اختفائها الخميس.

وذكرت المديرية العامة للأمن الوطني أن عدد الأطفال المختطفين خلال 2012، بلغ 204 حالة وأن أغلبها ارتكبها أشخاص من نفس العائلة.