خرج العراقيون للتظاهر، الأربعاء، في عدد من مدن البلاد، احتجاجا على أزمة الكهرباء المتزامنة مع موجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد، بينما لجأ ناشطون آخرون إلى منصات التواصل الاجتماعي لانتقاد ما يعتبرونه تقصيرا من جانب الحكومة، خاصة مع مشاركة عدد كبير منهم صور أطفال رضع داخل ثلاجات.

وتحولت التظاهرات إلى اشتباكات مع القوى الأمنية في عدد من المدن في مختلف المحافظات العراقية، كبغداد والبصرة وذي قار وواسط، على خلفية تردي ساعات مد المواطنين بالكهرباء، وسط موجة حر شديدة تضرب البلاد منذ أيام.

وأصبح حديث نقص الكهرباء الحاد، وارتفاع الحرارة لما يزيد عن 50 درجة، شغل الشارع العراقي الشاغل وسط تحذيرات من قبل المراقبين، من حدوث انفجار مجتمعي عام، على خلفية أزمة الكهرباء التي استقال على إثرها وزير القطاع، الثلاثاء.

وتتداول صفحات التواصل الاجتماعي مئات الصور والفيديوهات، التي توثق معاناة ملايين العراقيين في القيظ الملتهب، وهم محرومون من الطاقة الكهربائية.

ويدفع هذا الحر العراقيين إلى أن يهيموا على وجوههم خارج منازلهم، فيلجؤون تارة إلى أماكن عامة توجد بها نوافير مياه لتبليل أجسادهم من شدة الحر، أو يتوجهون للسباحة في الأنهار.

ولعل أكثر ما يثير الأسى في المشاهد التي يتناقلها العراقيون، حول معاناتهم المريرة هذه مع انقطاع الكهرباء وانعدامها، تداول صور لمجموعة أطفال رضع اضطر ذووهم لوضعهم داخل أرفف الثلاجات والمنزلية.

أخبار ذات صلة

أسبوع عراقي عاصف بعد عام أو ما يزيد على حكومة الكاظمي

واضطرت العائلات لوضع الرضع في الثلاجات، في محاولة لتخفيف وطأة الحر عنهم، لأنها تظل باردة لبعض الوقت بعد انقطاع التيار، لكنها تتضرر بدورها، وتتوقف بعد حين.

وتعليقا على هذا الحال المأساوي، يقول المواطن العراقي جبار الحسين، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "كل اللوم يقع علينا كعراقيين وليس على السلطات، لأننا ارتضينا هذا الذل والهوان لأنفسنا طيلة عقود، هل يمكن للإنسان العيش بلا كهرباء في حرارة تبلغ نحو 55 درجة وأكثر!، صمتنا ولا مبالاتنا وتعودنا على الظلم والحرمان هذه هي نتيجته".

ويتسائل بحرقة: "بالله عليكم، هل بقيت دولة في العالم تعامل مواطنيها هكذا، وتحرمهم من الكهرباء والماء وأبسط حقوقهم الإنسانية البسيطة؟.. لا أعتقد ذلك".

أخبار ذات صلة

العراق يبحث عن حل لأزمة الكهرباء

 ويضيف: "ما ذنب هؤلاء الأطفال الرضع أن يولدوا في بيئة فاسدة وغير صالحة للعيش الإنساني، لدرجة أن يوضعوا كما لو أنهم سلع غذائية داخل رفوف البرادات المنزلية. يا للعار علينا، وكيف لنا النظر في عيون هؤلاء الرضع الأبرياء، الذين يولدون صغارا لكن معاناتهم كبيرة".

وتغص وسائط التواصل الاجتماعي العراقية، بحالة عارمة من الغضب والاستنكار لما يعانيه العراقيون، من جراء سوء الخدمات وترديها في بلد ثري يسبح على بحار من الموارد الطبيعية.