قال الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، إنه في الوقت الذي تقلص فيه الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط للتركيز على منافسة القوى العظمى - الصين وروسيا - فإنها تخاطر بمنح هاتين الدولتين الفرصة لملء ذلك الفراغ وتوسيع نفوذهما في منطقة الخليج.

أخبار ذات صلة

إدارة بايدن في 100 يوم.. كيف تعاملت مع قضايا "الشرق الأوسط"؟

وخلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، أجاب ماكنزي على سؤال ملح للقادة العسكريين والسياسيين الذين التقى بهم: هل لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة تجاه بلادهم والمنطقة؟ وما هو الدعم الإضافي الذي يمكنهم الحصول عليه؟

ووفقا لماكينزي، يبدي هؤلاء القادة، بدءا من ساحات القتال في سوريا إلى الأحياء التي تعرضت للقصف بالصواريخ في العراق والسعودية، قلقا من أن يتسبب تحول أميركا نحو آسيا في غياب القوات والسفن والطائرات والمساعدات العسكرية الأخرى التي يحتاجون إليها لمحاربة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران التي تهاجم شعوبهم.

وإذا كانت استجابة الولايات المتحدة بطيئة، فقد يبحثون عن المساعدة في مكان آخر. ويعتبر الشرق الأوسط، بشكل عام، منطقة تنافس شديد بين القوى العظمى.

وقال ماكنزي للصحفيين المرافقين له "أعتقد أنه في الوقت الذي نعيد فيه توجيه بوصلتنا في المنطقة، تتابع روسيا والصين عن كثب لمعرفة ما إذا كان هناك فراغ يمكن استغلاله. وأعتقد أنهما تريان أن موقف الولايات المتحدة يتحول إلى النظر إلى أجزاء أخرى من العالم وتشعران أنه ربما تظهر فرصة هناك."

إدارة بايدن.. السياسة الخارجية

وقال ماكنزي إن مبيعات الأسلحة ستكون أحد الاحتياجات التي يمكن أن تستغلها موسكو وبكين. وأضاف ان روسيا تحاول بيع أنظمة دفاع جوي وأسلحة أخرى، وان لدى الصين هدفا طويل الأجل لتوسيع قوتها الاقتصادية وإنشاء قواعد عسكرية في المنطقة.

وخلال الأشهر القليلة التي انقضت منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه، أمر بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان وبدأ في مراجعة وجود القوات الأميركية في العراق وسوريا وحول العالم. ناهيك عن قطع إدارته الدعم العسكري الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، كما نقل البنتاغون السفن والقوات وأنظمة الدفاع الصاروخي من دول أخرى في الشرق الأوسط.

بيد أنه في الوقت نفسه، أوفد بايدن هذا الشهر مسؤولين بارزين في الإدارة إلى منطقة الخليج لتهدئة مخاوف الحلفاء في الوقت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة إلى العودة الى المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي الموقع عام 2015، الذي أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب انسحاب واشنطن منه قبل ثلاث سنوات.