بدأت مديرية المياه في مدينة الحسكة السورية، عملية ضخ تجريبي لمياه مشروع استجرار الفرات من الصور بالريف الشرقي، في محطة العلوة، قبل أيام.

وقال مدير المشروع، المهندس بقمان موسى، إنه تمت صيانة خطوط الجر بالكامل لاستمرار عملية الضخ، مؤكدا انتهاء ورشات المشروع من عمليات الصيانة والأعطال على طول الخطوط الممتدة إلى مدينة الحسكة.

ويعاني زهاء مليونين من سكان الحسكة شبح العطش، بسبب قيام الدولة التركية والفصائل الإرهابية الموالية لها، بقطع المياه لأكثر من 18 مرة، وإيقاف تشغيل محطة مياه علوك بريف مدينة رأس العين، التي تمد الحسكة وريفها وبلدات تل تمر، والهول، وأبو رأسين، والقرى والتجمعات السكانية التابعة لها، بمياه الشرب في منطقة تعاني أساسا من الجفاف وشح المياه.

وكحلول إسعافية بديلة لمد الأهالي بالمياه، أطلقت مديرية المياه العامة بداية العام الجاري في الحسكة، عدة مشاريع استجرار للمياه إلى المدينة، من بينها استجرار مياه نهر الفرات من ريف دير الزور.

أخبار ذات صلة

شح الأمطار يهدد السلة الغذائية في سوريا
الفرات جف.. والكارثة تهدد ملايين السوريين

والمشروع، بحسب بيان مديرية المياه، يهدف إلى استجرار مياه الفرات من محطة صور شرقي دير الزور إلى محطة الشدادي بريف الحسكة، والضخ منها إلى محطة مياه منطقة "47"، ومنها إلى داخل الحسكة.

وقال مسؤول أحد محطات المشروع، سليمان خليل، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تكلفة المشروع تقدر بمليون ونصف المليون دولار.

وأضاف: "المشروع سيغطي حوالي 20 بالمئة من حاجة الحسكة من المياه، ولا يعتبر بديلا عن محطة علوك، لكنه يأتي كحل لتخفيف أزمة المياه".

أخبار ذات صلة

تعطيش مليون سوري في الحسكة.. وجه آخر لحرب الإبادة التركية
"الحرب القذرة".. هكذا انتقمت تركيا من مليوني سوري

مشروع جر الخابور

من جانبه، قال رئيس هيئة الإدارة المحلية والبيئة في مدينة الحسكة، التابعة للإدارة الذاتية، جوزيف لحدو، إن مديرية المياه تبحث عن مشاريع بديلة أخرى لتعوض انقطاع مياه محطة علوك.

وأوضح أنها تعمل على استثمار آبار قرية "العبد" و"الصالحية"، لتأمين مياه الشرب لتل تمر، وهي بصدد تنفيذ مشروع لجر مياه نهر الخابور لتغذية مدينة الحسكة وضواحيها ومجمعاتها السكانية ومخيماتها، الأمر الذي زاد سوءا وبات خطرا على صحة السكان المدنيين مع تفشي وباء كورونا.

وعن خطط حل مشكلة المياه في الحسكة وريفها، كشف لحدو عن خطة تنفيذ مشروع جر مياه الخابور، ووضعها في بحيرة الحمة القريبة من مدينة الحسكة، بتكلفة 5 ملايين دولار.

وقال: "نفذنا الصيف الفائت مشروع مياه الحمة بعد أن قطعت تركيا المياه عن منطقة الحسكة للمرة السابعة عشر منذ احتلالها لرأس العين، لكن مشروع الحمة لم يغطي حاجة المدينة من المياه، لذا فمشروع جر مياه الخابور سيلبي جزءا من حاجة الحسكة، لكنه يتطلب وقتا لاستكماله".

أخبار ذات صلة

هيومان رايتس: تركيا تقطع المياه عن أكراد سوريا وسط "الوباء"
تركيا تعطش سكان محافظة الحسكة السورية

آبار عين العيد

وبدوره، تحدث الرئيس المشترك لدائرة المياه في بلدة "تل تمر"، خالد حمي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلا إنهم باشروا بتخفيف أزمة المياه في البلدة، من خلال مدها بمياه الشرب من آبار قرية "عين العبد" الواقعة في الريف.

وتابع: "نحن بصدد تنفيذ مشروعين آخرين لتأمين حاجة تل تمر من مياه الشرب. المشروع الأول هو حفر آبار مياه في قرية جولبستان، والمشروع الثاني هو حفر آبار في قرية الصالحية، واستجرار مياه آبار القريتين إلى بلدة تل تمر".

ويعتمد المواطنون في الحسكة على مياه الصهاريج لتأمين حاجتهم من المياه، التي غالبا تكون غير نظيفة، بعضها مقدّمة من منظمات غير حكومية، والأخرى مقدمة من الأمم المتحدة.

وهناك أيضا تجار يملكون صهاريج مياه يبيعونها مقابل مبالغ مادية لا تملكها الكثير من العائلات، فتضطر إلى استخراج مياه الآبار غير النظيفة، مما تسببت في أضرار صحية لهم، لاسيما للأطفال.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية قد اتهمت في وقت سابق من العام الجاري الحكومة التركية بالإضرار المتعمد بالسكان المدنيين في مدينة الحسكة بريفها وبلداتها من خلال قطعها مياه الشرب عنهم، ما يهدد بتفشي وباء كوفيد-19.