كشفت مصادر إعلامية أن إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، قد جرى استقباله بإحدى المصحات الإسبانية، وذلك لتلقي العلاج بعدما تدهورت حالته الصحية جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وفيما نفت مواقع إلكترونية تابعة للانفصاليين، صحة الأخبار المتداولة، ذكرت مصادر إسبانية أن المعني بالأمر قد دخل الديار الإسبانية، مساء أمس الخميس، حاملا جواز سفر بهوية مزورة، وذلك مخافة تعرضه للاعتقال في إسبانيا على خلفية تهم جنائية موجهة إليه.

وذكرت مصادر إعلامية نقلا عن الخارجية الإسبانية أن استقبال غالي في إسبانيا، قد جاء بناء على ما وُصف بكونه "أسباب إنسانية"، وذلك بعدما كان قد تلقى ضمانات بعدم تعرضه للاعتقال حال دخوله التراب الإسباني.

وكانت المحكمة الوطنية الإسبانية قد أجرت مع غالي مجموعة من التحقيقات خلال العام 2008 ثم مرة أخرى عام 2016، وذلك فيما يتعلق بتهم "إبادة جماعية وجرائم أخرى" منسوبة إليه، بموجب ادعاءات ضده رفعتها جماعات صحراوية منشقة عن الجبهة الانفصالية التي يتزعمها.

وتوجه غالي إلى إسبانيا، بعدما رفضت ألمانيا استقباله، رغم أنها هي الوجهة المعتادة لانفصاليي البوليساريو للاستشفاء، وذلك مخافة أي تصعيد في العلاقات بينها وبين المغرب، لاسيما بعد التوتر الذي شهدته في الفترة الأخيرة.

وبحسب بيان صادر عن المنظمة الدولية للدفاع عن الحقوق والحريات، توصل به موقع "سكاي نيوز عربية"، فإن المنظمة قد توجهت على الفور إلى رئيس المحكمة الخامسة بمدريد، خوسيه لامتا، لتفعيل إجراءات توقيف غالي، حيث كانت قد أصدرت قرار ترقب واعتقال ضده، إضافة إلى 19 عضوا آخرين من الجبهة الانفصالية.

أخبار ذات صلة

نزاع الصحراء.. ماذا ربح المغرب في مجلس الأمن؟
"الأسد الإفريقي 21" بالمغرب.. ما أهداف أكبر مناورة عسكرية؟

وفيما أصدرت محكمة مدريد أوامرها بفتح مذكرة بحث وتحري حول الموضوع، تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي خبر دخول غالي الأراضي الإسبانية بجنسية مزورة، لكونه متابع بقضايا الاغتصاب والإرهاب والتعذيب، مما قد يعرضه للاعتقال وقضاء عقوبات مشددة.

وأشارت وكالة "إيفي" الإسبانية إلى أن استقبال غالي قد يؤثر سلباً على العلاقات المغربية الإسبانية، خصوصا إذا تأكد علم الجانب الإسباني بالهوية المزورة لزعيم البوليساريو، لاسيما والواقعة تأتي قبل فترة من انعقاد الاجتماع المغربي الإسباني، المهدد مرة أخرى بالتأجيل من طرف الرباط.

من جانبه، راسل المحامي المغربي هلال تاركو الحليمي الشرطة القضائية الإسبانية، وفقا لمصادر مغربية وإسبانية، قصد توقيف زعيم البوليساريو.

وكان زعيم البوليساريو، الذي تولى قيادة المنظمة الانفصالية والمتورطة في نشاطات إرهابية، منذ العام 2016، قد حل منذ مساء أمس الخميس بمستشفى "لوغرونو" بمنطقة سرقسطة، بإسبانيا، وذلك بعد تدهور حالته الصحية جراء إصابته بوباء كورونا.

وفيما تداولت مصادر إعلامية أنباء عن وفاة غالي، نفت مواقع إلكترونية تابعة للبوليساريو صحة خبر الوفاة.

ولم تعقب الجبهة الانفصالية ووسائل الإعلام التابعة لها على موضوع دخول غالي إسبانيا بهوية مزورة، وعلى القضايا الجنائية التي هو متابع بها، والتي قد تؤدي إلى اعتقاله فور انتهاء "الأسباب الإنسانية" التي يوجد بموجبها في إسبانيا.