مع صعود نجم تطبيق غرف الدردشة الصوتية "كلوب هاوس"، وتحوله إلى مركز للقاءات والاجتماعات الحوارية، انفتحت أمام تنظيم الإخوان المسلمين نافذة جديدة للتواصل مع قوى سياسية في مصر، تأمل أن تساعدها في العودة إلى الساحة السياسية تحت اسم "المصالحة".

وتطبيق "كلوب هاوس" أطلقه بول دافيسون وروهان سيث، العام الماضي، لينضم إلى كوكبة مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يختلف كثيرا عن "تويتر" و"فيسبوك" لأنه يعتمد على الصوت فقط لا الكتابة؛ مما يسهل الحوار وينعش ويزيد من زخم المناقشات، كما أنه ليس متاحا للجميع بعد، فالانضمام له لا يكون إلا بدعوة، على نظام المحافل والصالونات الثقافية.

وهذا التطبيق يبدو بمثابة "فتح جديد" لبعض الجماعات الباحثة عن ساحة حركة بعيدة عن عيون الرقابة الأمنية، أو رقابة المجتمع في قضاياه الحساسة، أو ساحة لعقد صفقات مهمة عن بعد؛ ولذا فمن بين المشاركين  قائمة من أصحاب رؤوس الأموال ورواد التكنولوجيا والمشاهير.

أخبار ذات صلة

محادثات "مليارية" لاستحواذ "تويتر" على "كلوب هاوس"
"هوت لاين" يضع "فيسبوك" في مواجهة "كلوب هاوس"

"مغنم كبير"

استغلت الجماعات المتطرفة، في السنوات الماضية، مواقع التواصل مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"تليغرام" بكثافة في نفث سموم أفكارها في العقول، وتجنيد الشباب، وحتى التواصل مع بعضها البعض متجاوزة قيود السفر والتتبع الأمني.

ومع تضييق الخناق على جماعة الإخوان في مصر ومعظم بلدان المنطقة، وجدت الجماعة في غرف دردشة "كلوب هاوس" مساحة أكثر أمانا، وأكثر سرعة وسهولة، في نشر أفكارها والتواصل مع أعضائها من ناحية، والتواصل مع قوى سياسية في مصر من ناحية أخرى.

"اختراق التطبيق"

ولوحظ أن الجماعة من أنشط من زحفوا إلى غرف "كلوب هاوس"، وبكثافة، خصوصا مع طرح قضايا خلافية لجذب أنظار المستخدمين إليها، على أمل أن تخلق منهم مجموعات جديدة من المعارضة الإلكترونية لنظم الحكم التي تسعى الجماعة لإسقاطها.

في نفس الوقت، تزحف الجماعة إلى أعضاء القوى السياسية، في مصر تحديدا، لكسب مؤيدين لها، تخترق بهم حالة الرفض العام لها من المصريين، خاصة مع ما تردد في الأسابيع الأخيرة من فقدان تنظيم الإخوان لفرص وجودهم بأمان في تركيا.

أخبار ذات صلة

"تويتر سبيسز" تنطلق الشهر المقبل.. هل تنافس "كلوب هاوس"؟
بعد شائعات التسريب.. "كلوب هاوس" تنفي وقوع الاختراق

"اجتماع التنظيم الدولي في لندن"

في هذا الصدد يقول أحمد عطا، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية بمنتدى الشرق الأوسط بلندن، إن "كلوب هاوس.. منتدي ثقافي سياسي اقتصادي عالمي يعمل في غرف تعالج مشكلات مجتمعية إقليمية أو دولية في إطار حوار رفيع المستوى، لكن دعنا نتوقف أمام هذه الوسيلة التي جذبت الملايين من جميع أنحاء العالم لأنها أول وسيلة صوتية للتفاعل بجانب سهولة استخدامها وربطها بحسب كل مستخدم بحسابه على تويتر؛ أي أنها تحقق تفاعلا سمعيا ومقروءا في آن واحد".

أما عن كيفية استغلال الجماعة الإرهابية للتطبيق في تحقيق أغراضها فيقول عطا في تصريح  لـ"سكاي نيوز" إنه بمجرد انتشاره، عقد التنظيم الدولي للإخوان اجتماعات في مكتب كريكلوود بلندن، اتفقوا فيه على إصدار قرار لجميع عناصر التنظيم في أوروبا وأميركا والشرق الأوسط بالتواجد على منصة "كلوب هاوس"، والتنسيق مع مكتب شورى الإخوان العالمي لفتح منافذ جديدة تُخرج الجماعة من عزلتها، وتعيدها إلى الحوار والتواجد في المجتمع.

ويلفت عطا، إلى أن هناك 4 دول تعد الأكثر تفاعلا من جماعة الإخوان عبر التطبيق الجديد، وهي مصر والأردن والكويت وتركيا، وأن "كلوب هاوس" هو البديل عن لقاء الأسر الذي كانت تنظمه الجماعة في المساجد والقرى والنجوع قبل 2011 لنشر أفكارها بين الناس.

تيليغرام استنسخ كلوب هاوس ويوتيوب استنسخ تيك توك

 "نشر السخط"

إلا أنه وراء ستار "المصالحة"، وإعلان الرغبة في "الاندماج" مع المجتمع،  تظهر الجماعة حقيقة نواياها في استخدام آخر لـ"كلوب هاوس"، وهي الدخول على خط الأزمات التي تحدث في الدول التي تعاديها الجماعة لتضخيم الأزمة ونشر الإحباط والسخط بين السكان، وتحريضهم ضد حكوماتهم.

وأشار إلى هجوم الإخوان على الحكومة المصرية في أزمة السفينة الجانحة في المجرى الملاحي لقناة السويس، وتلويحها بعجز القيادة السياسية عن التصرف، وهو ما ثبت عكسه بنجاح الحكومة المصرية وبأيادي مصرية في عبور الأزمة.

والأخطر من هذا أن يكون "كلوب هاوس" ساحة تتبادل فيها التنظيمات الإرهابية شفرات خططها وعملياتها.

أخبار ذات صلة

الصين تنافس "كلوب هاوس" بتطوير تطبيقات مبتكرة
كل ما تريد معرفته عن "كلوب هاوس".. غرف مغلقة وحديث متواصل
تويتر تنافس كلوب هاوس بخاصية "Spaces" الصوتية

 "تحفز حكومي"

وعلى أساس ما سبق، تثار أسئلة أمام المهتمين حول النهج المحتمل لتطبيق "كلوب هاوس" إذا نجحت التنظيمات المتطرفة، أو أي تنظيمات تخريبية، في فرض وجودها فيه، وتحقيق أهدافها.

من جانبها بدأت حكومات في الانتباه لهذه المخاطر، ففي فبراير الماضي منعت الصين الوصول إلى التطبيق بعد أن لاحظت أن آلاف المستخدمين يستخدمونه في التحريض ضد الحكومة وفي استقلال تايوان وقانون الأمن القومي في هونغ كونغ.

وفي فبراير الماضي أيضا، حذرت تايلاند مستخدمي التطبيق الذين يستخدمونه لمعاداة النظام الملكي.