"دعاء خاص للزعيم الراحل، وأحاديث جانبية، وسيلفى للذكرى الخالدة"، تلك كانت جوانب من كواليس زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لضريح الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، يكشفها نجله عبد الحكيم عبد الناصر في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية".

وزار الرئيس التونسي قيس سعيد، السبت، أضرحة الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات والجندي المجهول، وتلا الفاتحة ترحما على أرواحهم الطاهرة.

وأفردت الرئاسة التونسية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك مجموعة صور من زيارة الرئيس التونسي لضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

زيارة الضريح

عبد الحكيم عبد الناصر الذي كان في استقبال رئيس تونس أمام ضريح والده، السبت، يروى في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية" كواليس الزيارة ودعاء الرئيس الخاص لوالده الراحل.

وقال نجل عبد الناصر إنه لم يشعر إطلاقا بأن تلك الزيارة "بروتوكولية" أو لها طابع رسمي، بل كانت زيارة ودية جدا وحملت كل مشاعر الحب والتقدير.

 ويشير عبد الناصر إلى أن الرئيس التونسي لم يكتف بقراءة الفاتحة على روح عبد الناصر بل أصر بشكل لافت على الوقوف منفردا أمام قبر "عبد الناصر" لعدة دقائق، وتلى دعاء خاص لوالدي، كما سجل كلمات مؤثرة في سجل الزيارات.

أخبار ذات صلة

شيخ الأزهر يهدي رئيس تونس نسخة من وثيقة الأخوة الإنسانية
السيسي وسعيد.. تطابق بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف
السيسي وسعيّد يتفقان على تبني مقاربة لمكافحة الإرهاب

زيارة "عبد الناصر" شرف لنا

ويقول عبد الناصر إن "الرئيس قيس سعيد وجه دعوات جميلة سمعتها منه للزعيم الراحل، حيث دعا: أدعو الله بأن يرحمك ويغفر لك بقدر أعمالك العظيمة للأمة العربية كلها وبلادك".

وأعرب نجل عبد الناصر عن سعادته الكبيرة بزيارة رئيس تونس لضريح والده، "سعدت جدا بزيارة الرئيس، لاسيما وأنها تأتي بعد مرور كل هذه السنين على وفاة عبد الناصر".

كما تطرق نجل الزعيم الراحل للحديث الجانبي الذي دار بينه بين الرئيس قيس سعيد.

ويقول:"رحبت به وقلت له إننا نتشرف بوجوده في مصر وزيارته للضريح، فرد قائلا إنه هو من يتشرف بوجوده في مصر، حيث إن زيارة ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر شرف لنا جميعا، حيث مازالت كلماته ومواقفه التاريخية مؤثرة ويستلهم الشباب التونسي الكثير منها حتى الآن".

وقتكم نفد.. رسالة للإخوان

ويرى عبد الناصر في زيارة قيس سعيد لضريح عبد الناصر "رسالة سياسية واضحة لكل التيارات الظلامية وأتباع جماعة الإخوان سواء في تونس أو خارجها بأن وقتكم انتهي، ورصيدكم قد نفد، بعد أن انكشفت ألاعيبكم، ومؤامرتكم.. وليس لكم مكان بيننا".

وكانت صفحات مقربة من حركة النهضة الإخوانية، على شبكات التواصل، قد شنت هجوما حادا على قيس سعيد بسبب الزيارة، في سياق هجوم واسع ضده يجري منذ شهور بسبب توتر علاقته بالحركة ورئيسها راشد الغنوشي.

الشعوب لم تنساه

ولتونس تقدير خاص لدى نجل عبد الناصر، فيضيف: "أتذكر وقت الثورة التونسية كانت صور الرئيس جمال عبد الناصر لافتة في الميادين، وشعوبنا لا تنسي بحق المواقف حتي لو تنساها بعض الحكام، فالشعوب هي الخالدة، وأنا معجب جدا بالرئيس التونسي لاسيما مواقفه وتصريحاته القوية المساندة لمصر.

ويشير عبد الحكيم عبد الناصر انه حرص على التقاط صور سيلفي مع الرئيس التونسي قبل مغادرته كـ"ذكرى عظيمة يتذكرها بكل معاني التقدير والاحترام لشخص الرئيس التونسي".

يشار إلى أن الرئيس قيس سعيد دون في سجل زيارات ضريح جمال عبد الناصر، ما نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم.. وقفت اليوم أمام ضريح الزعيم جمال عبد الناصر ترحما على روحه الطاهرة ومتذكرا مواقفه ومناقبه".

أخبار ذات صلة

قيس سعيد في ضريح عبد الناصر.. رسالة للتوانسة
كيف يستفيد الليبيون من التوافق المصري التونسي؟
تونس تتراجع عن تشديد حظر التجول رغم ارتفاع وفيات كورونا
الرئيس التونسي يزور ضريحي جمال عبد الناصر وأنور السادات

  وأردف: "كنا في تونس نتابع خطبه، ولا زالت العديد من مواقفه إلى حد اليوم حاضرة في أذهان الكثيرين.. رحمه الله رحمة واسعة وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد".

يذكر أن عمر الرئيس التونسي قيس سعيد كان وقت رحيل جمال عبد الناصر (سبتمبر 1970) نحو 12 عاما حيث إن سعيد ولد في 22 فبراير 1958، وتولى رئاسة بلاده أكتوبر 2019.

ومر ما يزيد عن ستة عقود منذ قرار مجلس قيادة الثورة في مصر عام 1954 بحل جماعة الإخوان.

وسعى الزعيم الراحل عبد الناصر إلى إقصاء جماعة الإخوان في مصر بعد انكشاف مؤامراتها، وسلسلة الاغتيالات السياسية والأعمال الإرهابية التي نفذها جناحها العسكري "التنظيم السري".

مباحاثات مشتركة

وعقب مباحثات ثنائية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التونسي قيس سعيد في القاهرة، السبت، جرى الاتفاق على ملفات عدة أهمها مكافحة الإرهاب والتطرف.

 وأكد الرئيسان على تطابق وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك وفي مقدمتها الملف الليبي والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والتطرف.

وخلال جلسة المباحثات، اتفق السيسي وسعيد على ضرورة التسريع بعقد الاستحقاقات الثنائية، وفي مقدمتها اللجنة العليا المشتركة ولجنة التشاور السياسي لصياغة رؤى جديدة للعلاقات الثنائية بفكر جديد، وتنويع مجالات التعاون وتطويرها لا سيما على المستويين التجاري والاستثماري، فضلا عن إعلان اعتماد عام 2021-2022 سنة الثقافة التونسية المصرية.