في قرار كان متوقعا، أعلنت الحكومة المغربية، الأربعاء، فرض حظر تجول ليلي طيلة شهر رمضان في محاولة لكبح تفشي موجة ثالثة من فيروس كورونا، خاصة في ظل توسع رقعة السلالة البريطانية والتي باتت منتشرة في سبع جهات بالمغرب.

وجاء في بلاغ للحكومة، أنه تقرر منع التنقل الليلي على الصعيد الوطني يوميا من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة، وذلك ابتداء من فاتح شهر رمضان، مع الإبقاء على مختلف التدابير الاحترازية الحالية.

وأوضح البلاغ أن هذا القرار جاء "تبعا لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية بضرورة الاستمرار في الإجراءات اللازمة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد خاصة مع ظهور سلالات جديدة ببلادنا، وفي سياق تعزيز التدابير الوقائية المتخذة للحفاظ على صحة المواطنات والمواطنين، وأخذا بعين الاعتبار الحركية الواسعة التي يعرفها النسيج المجتمعي المغربي خلال شهر رمضان".

ويفرض المغرب منذ منتصف مارس 2020 حالة طوارئ صحية سمحت للسلطات بإقرار مجموعة من التدابير الاحترازية.

ثقافة المقاهي.. الشعبية امام الراقية

ورغم تخفيف القيود خلال الصيف الماضي، عادت الحكومة في نهاية العام إلى فرض تدابير وقائية مشددة منها إغلاق المحلات والمقاهي والمطاعم على الساعة الثامنة ليلا، وفرض حظر تجول ليلي ابتداء من التاسعة مساء. كما تم تعليق الرحلات الجوية مجددا مع أكثر من ثلاثين دولة.

وسجل المغرب رسميا 499,025 إصابة، بينها 8865 وفاة، فيما تلقى اللقاح نحو 4 ملايين شخص منذ إطلاق حملة التطعيم الوطنية في نهاية يناير الماضي، حسب آخر حصيلة رسمية صادرة عن وزارة الصحة.

أخبار ذات صلة

جائحة كورونا تربك حركة نقل البضائع بين المغرب وأوروبا
المغرب.. احتجاج في عدة قطاعات وسط خشية من "شبح الإغلاق"
المغرب.. السلالات المتحورة لكورونا تهدد الاستقرار الوبائي
المغرب يعود إلى تعليق الرحلات الجوية مع فرنسا وإسبانيا
كيف تطور فيروس كورونا المغرب؟

 أجواء رمضانية كئيبة

وهيمن القرار الحكومي بفرض حظر تجول ليلي خلال شهر رمضان على أحاديث المغاربة خاصة وأنه سيؤدي إلى تعليق صلاة التراويح في المساجد للعام الثاني على التوالي. وفي هذا السياق، لا يخفي عبد السلام، سبعيني متقاعد، حزنه لأنه لن يتمكن هذه السنة أيضا من أداء صلاة التراويح في المسجد، معبرا عن اشتياقه الكبير لواحدة من "أقوى اللحظات الروحانية خلال الشهر الفضيل". وكانت الحكومة المغربية علقت، السنة الماضية، الصلوات بالمساجد بما فيها صلاة التراويح، في ظل الحجر الصحي الشامل الذي كان مفروضا حينها.

من جهتها، تحكي فاطمة، ربة بيت، أن فرض حظر تجول ليلي يعني حرمان العائلات المغربية من الخرجات الليلية وتبادل الزيارات.

والخرجات الليلية، من العادات التي تشتهر بها الأمسيات الرمضانية في المغرب. حيث تقصد الأسر الحدائق والمقاهي في جولات قد تمتد في بعض المدن، مثل طنجة شمالا، إلى ساعات متأخرة من الليل.

صدمة في صفوف مهنيي المقاهي والمطاعم

وبعيدا عن الأجواء الروحانية والعائلية التي ستغيب مجددا عن رمضان هذه السنة في المغرب وستجعل أمسياته "باهتة"، شكل قرار منع التنقل الليلي، صدمة لدى أرباب وأجراء المقاهي والمطاعم، الذين لن يتمكنوا من العمل طيلة شهر رمضان.

وقد وصف نور الدين الحراق رئيس الجمعية المغربية لأرباب المقاهي والمطاعم، القرار الحكومي بالكارثة بالنسبة لمهنيي القطاع، موضحا في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه سيوسع دائرة المقاهي والمطاعم المفلسة والتي أغلقت أبوابها بصفة نهائية منذ تفشي جائحة كورونا بالمغرب.

أخبار ذات صلة

للعام الثاني.. كورونا يحرم المغاربة من احتفال "شعبانة"
تزايد حالات الانتحار في المغرب.. والأصابع تشير للصحة النفسية
المغرب يصبح وجهة لصناعة الطيران العالمية
السياحة بالمغرب.. أرقام مخيفة ومساع لإنقاذ القطاع من الإفلاس
المغرب.. خسائر كبيرة لأصحاب صالات الرياضات الخاصة

 ويضيف الحراق، أن الدعم الحكومي المقدم لقطاع المقاهي والمطاعم، على غرار باقي القطاعات المتضررة من الجائحة، لا يشمل الجميع، على اعتبار أن عددا كبيرا من الأجراء ليسوا مسجلين في صندوق الضمان الاجتماعي، ويعملون بطريقة غير قانونية.

ونبه المتحدث، إلى أنه "كان يجب على الحكومة أن تدخل في مشاورات مع المهنيين للوصول إلى حل وسط"، معلنا عن اجتماع قريب للكشف عن الخطوات التي سيقوم بها مهنيو القطاع للرد على هذا القرار.

وكان أرباب المقاهي والمطاعم قد قرروا تنظيم اضراب وطني يوم الجمعة المقبل للسماح لهم بالعمل بعد الإفطار، خلال شهر رمضان.

وقد أثرت الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كورونا على الاقتصاد المغربي بشكل كبير، حيث تجاوز الانكماش نسبة 7 في المئة وفقا لأرقام غير نهائية صدرت نهاية مارس عن المعهد الوطني للإحصاء.