تستعد ليبيا لحصد ثمار وقف الحرب وتشكيل الحكومة الجديدة، خصوصا فيما يتعلق بمنظومة الصحة، حيث أجرى وفد لمنظمة الصحة العالمية زيارة لمدينة سرت، لبحث سبل تدعيم هذا القطاع الذي يعاني منذ بدء الحرب قبل 10 سنوات.

واجتمع الوفد الذي ضم ممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا إليزابيث هوف، بوزير الصحة في الحكومة المؤقتة الدكتور سعد عقوب الثلاثاء الماضي، لبحث آخر التطورات التي شهدتها منظومة الصحة في البلاد، ووضع تقييم للوضع الصحي في شرق ليبيا.

ضرورة الدعم

الطبيب والأكاديمي الليبي الصادق بوخريص، قال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن ليبيا برغم ما أصابها السنوات الماضية، ما زالت لديها نواة جيدة من الكوادر الطبية التي تستطيع النهوض بقطاع الصحة الليبي.

وأضاف بوخريص أن "هناك دورا أساسيا على عاتق المجتمع الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، والدول الشقيقة والصديقة لدعم قطاع الصحة، سواء بالأجهزة والمعدات أو الخبرات الطبية في بعض التخصصات التي تنقصنا في ليبيا".

وتابع: "منشآت قطاع الصحة في أغلب مدن وبلديات ليبيا تعاني من حالة تردٍّ كبير، بسبب ما تعانيه من إهمال لعقود ثم ما تلاه من تخريب لسنوات الحرب التي أعقبت عام 2011".

وشدد على ضرورة الدعم الأممي والعربي لإعادة قطاع الصحة الليبي إلى الوضع الذي يستحقه المواطن.

وكانت ممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا أبدت اهتمامها بدعم منظمة الصحة العالمية للقطاع الصحي في ليبيا، وتلبية الاحتياجات الخاصة بالمستشفيات، ووعدت بأن المنظمة الأممية ستدعم خدمات طوارئ الإسعاف وبرامج التعليم الطبي، لتعزيز قدرات الطواقم الطبية.

أخبار ذات صلة

ليبيا.. العاملون بالنفط يهددون بأزمة تطال إنتاج الذهب الأسود
نواب ليبيون: جلسة سرت تنهي الانقسام وتوحد مؤسسات الدولة

ليبيا تواجه الإرهاب وكورونا

الخبير السياسي الليبي محمد الشريف قال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن قطاع الصحة من أكثر القطاعات في ليبيا التي تواجه صعوبات وتحديات.

وأضاف الشريف، أن هناك العديد من المستشفيات التي حولها الإرهابيون أوكارا لهم، وقواعد عسكرية للمرتزقة الأجانب.

وأوضح أن ليبيا تواجه فيروس الإرهاب بجانب كورونا، لافتا إلى أنه "لم يعد يخفى على أحد ما تكبدت البلاد من خسائر واستنزاف على جميع المستويات جراء الحرب، وهي تسعى الآن لاستدراك ما فات، والتكاتف من جديد لغلق صفحة الماضي ومواجهة التحديات الحالية السياسية والاقتصادية والصحية أيضا وأولها جائحة كورونا".

واطلعت ممثلة منظمة الصحة العالمية على آخر ما وصلت إليه الحملة الوطنية الليبية للتطعيمات ضد فيروس كورونا المستجد، وضمان تحسين الإجراءات المتخذة بشأن مواجهة التحديات الصحية العامة في ليبيا، وآلية النهوض بقطاع الرعاية الصحية في ليبيا خاصة في البلديات التي قد لا تستحوذ على قدر كافٍ من الاهتمام.

وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، انطلاق منظومة التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، وكذلك فتح الباب أمام الراغبين لتسجيل بياناتهم إلكترونيا للحصول على التطعيم من خلال موقع وزارة الصحة الليبية.

يذكر أن المرحلة الأولى من التطعيم مخصصة للطواقم الصحية، ثم كبار السن، ثم أصحاب الأمراض المزمنة، ويستثنى من ذلك الأطفال والرضع والحوامل والمرضعات.

فيما سيتم تقديم التطعيم لجميع المواطنين الليبيين والمقيمين ممن هم فوق سن الثامنة عشرة في المراحل التالية.