أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره الفرنسي إيف جان لودريان، الأحد، على تمسكهما بوحدة الأراضي الليبية ورفضهما للحل العسكري والتدخلات الخارجية، مؤكدين على ضرورة التوصل لاتفاق ليبي ليبي.

وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية القاهرة، قال وزير خارجية مصر سامح شكري، ردا على سؤال من "سكاي نيوز عربية": "منذ بداية الازمة الليبية ومصر موقفها ثابت، هو أن الخروج من الأزمة يتم عبر حوار ليبي ليبي يؤدي لاستعادة الدولة لقدراتها ومؤسساتها، والعمل من خلال هذه المؤسسات للوفاء بمتطلبات الشعب الليبي والحفاظ على وحدة واستقرار الأراضي الليبية".

كما أكد على أن "الجهود التي بذلتها مصر منذ 20 يونيو، عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي (الخط الأحمر سرت الجفرة)، أدت إلى هدوء الساحة العسكرية"، مشيرا إلى أن "الهدف هو إطلاق المسار السياسي، وإدراك الجميع بأنه ليس هاك حل عسكري تستعيد به ليبيا استقرارها".

واعتبر شكري أن العمل على وقف إطلاق النار بشكل رسمي في ليبيا، "كان ضروريا لإعطاء الفرصة لكافة الأطراف الليبية لتتفاعل وتتواصل".

وشدد وزير خارجية مصر على أن بلاده "لا ترى مجالا لإشراك الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، والعناصر الإرهابية التي جلبت من سوريا لتعقيد الموقف". وأضاف: "الشعب الليبي لديه القدرة والكوادر والضمير الواعي للتوصل لاتفاق يحقق الشرعية ويعبر عن إرادته".

وتابع: "سنستمر في تعزيز هذه الجهود على أساس قرار مجلس الأمن واتفاق الصخيرات ومخرجات برلين وإعلان القاهرة. كلها محددات يتم من خلالها تعزيز التوصل لاتفاق ليبي يقود لمرحلة انتقالية وبعدها انتخابات حرة ونزيهة، تؤدي للتعبير عن إرادة الشعب الليبي".

أخبار ذات صلة

لماذا قامت السلطات الفرنسية بحلّ حركة "الذئاب الرمادية"؟
باشاغا في القاهرة لبحث مكافحة الإرهاب وحل الميليشيات
اتفاق على بنود تطبيق وقف إطلاق النار في ليبيا
تقدم في محادثات غدامس لوقف إطلاق النار في ليبيا

"لا أطماع لمصر في ليبيا"

وفي هذا السياق، أكد شكري على أن "مصر ليست لديها أية أطماع في ليبيا"، قائلا: "نريد أن تكون جارا مستقرا بسبب ما يربط بين الشعبين من أواصر أخوة وإيخاء، لكن في نفس الوقف نرفض أي تهديد للأمن القومي المصري، ومصر كفيلة وقادرة على التعامل معه. نأمل بأن الحوار الحالي سيسفر عن تقدم يؤدي إلى اتفاق على المسار السلمي".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، على أن هناك 3 مبادئ أساسية لا بد من احترامها للخروج من الأزمة الليبية، على حد قوله.

وأوضح قائلا: "مبادئ يجب احترامها ونقترحها منذ وقت بعيد، هي وحدة الأراضي الليبية ورفض أي تقسيم مهما كان، وعدم وجود أي حل عسكري للأزمة الليبية فوحده الحوار السياسي الشامل الذي من شأنه أن يؤمن السلام والحل، وأن الحل لا يمكن أن يكون مع وجود تدخلات خارجية".

وتابع: "على الليبيين أنفسهم أن يحددوا مصيرهم وليس من خلال تدخلات، وعندما يتم احترام هذه المبادئ الثلاثة، تبدأ العملية السياسية.. نحن متفائلون بأننا في مرحلة إيجابية ويجب تعزيز هذه الجهود للتوصل لحل للأزمة.. في إطار احترام القوانين".

وتطرق اللقاء بين الوزيرين على عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مثل التوتر في شرق المتوسط، واهمية العمل على توطيد الاستقرار والسلام بهذه المنطقة وفقا لقواعد القانون الدولي، بالإضافة إلى الأزمات في لبيا وسوريا واليمن والعراق، بحسب شكري.

وأضاف: "تناولنا القضية الفلسطينية وأهمية تحريكها خلال المرحلة المقبلة، على أساس حل الدولتين والتوصل لسلام عادل وشامل وإقامة الدولة الفلسطينية على كافة الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

وفي هذا السياق، قال وزير خارجية فرنسا: "تطرقنا للقضية الفلسطينية، ففي سبتمبر الماضي أرسلنا مع شكري ونظرائنا الأردنيين رسالة قوية.. رسالة وحدة وعزم لضرورة التوصل لحل الدولتين، وإعادة الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وتابع: "تحدثنا عن الأزمة في شرقي المتوسط. لدينا إرادة مشتركة لجعل هذه المنطقة منطقة محادثات وحوارات، وليست منطقة تنازعات. لا نريد أن نضع الأمن على المحك، وأفعال تركيا أحادية الجانب يجب أن يوضع لها حد".

مصر وفرنسا.. والإدارة الأميركية الجديدة

ولدى سؤالهما عن رأيهما بشأن نتائج الانتخابات الأميركية وفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، قال شكري: "السيسي هنأ الرئيس المنتخب، ونتمنى استمرار العمل المشترك لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين، وهي مستمرة على مدى 5 عقود".

وتابع: "الولايات المتحدة شريك استراتيجي لمصر، وتربطنا علاقات وتعاون وثيق على المستوى الثنائي، وفي تناولنا للقضايا والتحديات الإقليمية، ولا شك في أن هذا التعاون والعلاقة ستسمر في عهد بايدن وإدارته".

وشدد وزير خارجية مصر على أن بلاده لديها "تاريخ طويل من التعامل مع الإدارات الجمهورية والديمقراطية، التي كانت دائما قائمة على تناول التحديات من خلال العمل والتعاون والفهم"، مؤكدا أنها "ستستمر في تعزيز هذه العلاقة لتعزيز النمو الاقتصادي في مصر والتطور الخاص بالمجتمع المصري ولتحقيق الاستقرار بالمنطقة".

من جانبه، أكد لودريان أن فرنسا ترغب بالعمل مع الرئيس الجديد وإدارته، "في إطار علاقة جديدة"، قائلا: "يجب أن نعيد تأسيسها (العلاقة) من جديد، ويسعدنا العمل مع هذه الإدارة.. هناك تحديات كبيرة أمامنا منها التحدي المناخي والصحة العامة في العالم والاقتصاد والتجارة العالمية والاستقرار والأمن ومحاربة الإرهاب، ونحن عازمون على الإسراع في العمل مع الإدارة الجديدة.. بجب إعادة إرساء الحوار مع أميركا".