كشف مراقبون، السبت، عن آرائهم فيما يتعلق بمستقبل الشرق الأوسط عقب الإعلان عن اتفاق سلام بين البحرين وإسرائيل.

وبحث المراقبون تأثيرات الاتفاق، الذي يأتي بعد أيام من اتفاق مماثل بين دولة الإمارات وإسرائيل، على عدد من قضايا المنطقة، وأبرزها عملية السلام في الشرق الأوسط، ومواجهة خطر الإرهاب.

واعتبر الباحث في "مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية"، باهر محمد، أن الاتفاق يمنح الدول العربية الفرصة للضغط أكثر على إسرائيل فيما يتعلق بقضية السلام، مشيرا إلى أن إقامة علاقات حقيقية وتبادل تجاري سينتج تأثيرات في إسرائيل، تساهم في تحريك القضية الفلسطينية في ظل وجود الضامن الأميركي.

وأشار محمد، في تصريحات خاصة إلى "سكاي نيوز عربية"، إلى أنه توجد الآن "فرصة جديدة" للسلام، مع بقاء الثوابت العربية التي تم التأكيد عليها إزاء القضية الفلسطينية، كما أنه هناك فرصة جديدة أمام إسرائيل لإثبات حسن النوايا في مقابل الأيدي العربية المدودة بالسلام.

واعتبر كذلك أن التأكيد على مسألة السلام في العلاقات العربية الإسرائيلية عامل مهم لتغيير مفاهيم الإرهاب والتطرف التي شاعت خلال السنوات الأخيرة، مما قد يجعلنا نرى مستقبلا أجيالا جديدة تتخلى عن الإرهاب باسم الدين، وتتبنى مبادئ السلام.

وشدد الباحث على أهمية مواجهة التطرف الفكري، وأن تكون خطوات السلام "من جميع الأطراف".

أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية، مائير المصري، أشار إلى أن خطوات السلام تساهم في مواجهة العقبة الأساسية وهي "عامل الثقة"، معتبرا أن تلك الخطوات تضعف حركات التطرف في المنطقة.

ولفت مائير المصري إلى ما وصفه بوضوح الرؤية الذي تبنى عليه الاتفاقات الحالية، مشيرا إلى أن ثمة تطابق بين ما يقال ويكتب باللغة العربية أو الإنجليزية، وأن هناك شفافية ورغبة حقيقية في تصفية المشكلات العالقة.

أخبار ذات صلة

اتفاق البحرين وإسرائيل.. ماذا قالوا عن "اختراق السلام"؟

 

أخبار ذات صلة

بريطانيا ترحب باتفاق البحرين وإسرائيل.. وتدعو لخطوات مماثلة

 

أخبار ذات صلة

خبراء: 3 فوائد استراتيجية لسلام البحرين والإمارات مع إسرائيل

 

أخبار ذات صلة

البحرين: الاتفاق إجراء سيادي يخدم المصالح العليا للمملكة

واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن أحزاب اليمين في إسرائيل حاليا "أقل يمينية" من الفترات السابقة، رغم أنها لا تزال الأقوى، وقارن بين خطابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورؤساء وزراء إسرائيليين سابقين مثل بيغين وشامير، مشيرا إلى أن نتانياهو أول رئيس لحزب الليكود يقبل بحل الدولتين، وفقا لرؤية استراتيجية معينة.

وأوضح مائير المصري كذلك أن اتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية تدعم "معسكر السلام" بشكل عام داخل إسرائيل، على اعتبار أن هذا المعسكر له من يمثله في كل الأحزاب الإسرائيلية.

وأكد أنه "بكل المعايير والمقاييس هناك تقدم ملحوظ الآن، لا يمكن سوى التفاؤل به، سيكون له دور في التقارب الفلسطيني الإسرائيلي..".

كما أشار أستاذ العلوم السياسية إلى ما وصفها بمزايدات تركيا، "الشكلية والمرحلية"، باعتبار أن أنقرة تحتفظ منذ سنوات بعلاقات متميزة مع إسرائيل، وعلى أعلى مستوى.

ومن جانبه، قال عضو البرلمان البحريني السابق، جمال بوحسن، إن المنامة رأت أن السعي إلى تلك الخطوة حاليا سيكون من شأنه تعزيز عملية السلام في المنطقة والعمل على حفظ حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن تبني مسار السلام يصب كذلك في مواجهة التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط، وعلى رأسها الإرهاب والأزمة الاقتصادية والتدخلات الخارجية من دول إقليمية مثل إيران وتركيا.

وأوضح بوحسن أن مملكة البحرين رأت في الإعلان عن اتفاق السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل في أغسطس الماضي خطوة إيجابية، وقد لحقت بركب السلام، لاسيما بعدما احتضنت العام الماضي ورشة "السلام من أجل الازدهار"، التي رعتها الولايات المتحدة.

أما المبعوث السابق إلى الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات، فاعتبر أن "الإنجاز التاريخي" الجديد يؤكد سير المنطقة على الطريق الصحيح، وأنه سيحين الوقت لانضمام دول أخرى لمسيرة السلام بعد الإمارات والبحرين.