خلق انفجار مرفأ بيروت، قبل نحو أسبوعين، رعبا في نفوس اللبنانيين، لكن وقع الصدمة كان أشد على الأطفال الصغار.

وخلف الانفجار المدمر والقوي عشرات القتلى وآلاف الجرحى، إلى جانب عشرات المفقودين، كما أضر بنفسية الصغار والكبار.

وعاش الأطفال لحظات صعبة من جراء الواقعة، التي هزت مرفأ بيروت وعم صداها أنحاء مناطق كثيرة في العاصمة اللبنانية، حيث فوجئوا بانفجار النوافذ الزجاحية وتدمير أجزاء من بيوتهم التي تعد المساحة الأولى الآمنة في حياة أي طفل.

وتحدث مراقبون عن ضرورة تقديم الدعم للأطفال والاهتمام بهم وترميم نفسيتهم في هذه الظروف الحرجة.

وقالت ريما مكي، مديرة قسم الدعم النفسي في منظمة أطباء بلا حدود في لبنان في تعليق لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن التأثير النفسي للانفجار الذي حصل في البلاد "هائل"، مضيفة "غالبا ما تؤدي الصدمات الهائلة إلى ظهور عدد من عوارض اليأس والمحنة لدى الجميع".

وفيما يخص الأطفال، الذين تأثروا من جراء هذه الحوادث، قالت ريم مكي "من المؤكد أن الأطفال بحاجة إلى الدعم النفسي والتطمين بعد حصول صدمات كبرى، كالانفجار الذي حدث في بيروت، مثلهم مثل الراشدين".

وأوضحت أن "على الأهل التعرف على ردود الفعل الطبيعية التي سيظهرها الأطفال للحوادث غير الطبيعية. والأهم أن يستطيع الأهل ملاحظة أي تصرفات أو مؤشرات تظهر الضغط الشديد مثل الرعشة، الصمت، التصرفات الغريبة، والعمل على تقليل الخوف والتوتر لديهم عبر الإنصات الفعال".

كما نصحت الأهل بـ"عدم الضغط على أولادهم للكلام، ولكن يجب أن يستعدّوا للإجابة على أي سؤال بصراحة في الآن عينه. وعندما يجيبوا على أسئلة الأطفال يجب أن يجيبوا بطريقة تتوافق مع فهم وإدراك الأطفال، والعمل على التقليل من الشعور بالخوف والذعر وإعادة المشاعر إلى طبيعتها".

و"على الأهل أن يكونوا مثالا أعلى في إظهار الشجاعة عند التعامل مع موقف مخيف ليستطيع الأطفال فهم وتعلم طريقة التصرف ذاتها. بالإضافة إلى كل هذا على الأهل إعادة الروتين إلى الأطفال وتقليل عدد الساعات التي يتعرضون فيها للأخبار عن هذا الحدث الفظيع"، بحسب مكي.

أخبار ذات صلة

حصيلة جديدة لقتلى مرفأ بيروت.. والإعلان عن عدد المفقودين
انفجار مرفأ بيروت.. المحقق العدلي يتسلم محاضر التحقيق

وبشكل عام، ينصح خلال هذه المرحلة الأولية بعد وقوع الحادث، تقديم الإسعافات الأولية النفسية، وهو تدخل أساسي يهدف إلى: تقديم العناية والدعم العملي وتقييم احتياجات ومخاوف الفرد ومساعدة الأشخاص في الحصول على الاحتياجات الأساسية، وإظهار التعاطف نحوهم وإعادة المشاعر الطبيعية، وحماية المصابين من أي ضرر إضافي .

وتشير مكي هنا إلى ضرورة "الاستماع لكل المتأثرين وتهدئتهم".

وأردفت قائلة "ومن أجل ذلك، انضم فريق الدعم النفسي في منظمة أطباء بلا حدود إلى الفريق الطبي لتقديم الدعم النفسي للأشخاص في المناطق المتضررة، إما عبر نقاط تدخل ثابتة أو من خلال فريق جوال".

وأضافت أن الفرق المتخصصة تقوم بتقديم الإسعافات النفسية الأولية ومن ثم إحالة الأشخاص الذين هم بحاجة  لدعم نفسي مختص إلى أخصائيين نفسيين آخرين ليقدموا الدعم إما عن بعد أو على الأرض وفقا للحاجات".