تنفس أهالي قرية كوم الرمل في محافظة بني سويف المصرية، الصعداء، مؤخرا، بعد عودة أبنائهم الثلاثة والعشرين الذين اختطفوا في مدينة ترهونة، غربي ليبيا من قبل إحدى الميليشيات.

وانتشر مقطع فيديو قبل أيام يظهر تعرض العمال المصريين للتعذيب من قبل الخاطفين، بذريعة أنهم يساعدون قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وحبس ذلك المقطع أنفاس المصريين خشية تكرار الحادث المؤلم الذي وقع في فبراير 2015، عندما أقدم تنظيم داعش الإرهابي على اختطاف 21 عاملا مصريا في ليبيا وإعدامهم بدم بارد.

وتحرك الخارجية المصرية في الأزمة بشكل سريع، من خلال التواصل مع السلطات الأمنية الليبية للتدخل والإفراج عن المصريين المختطفين وتأمين عودتهم إلى البلاد.

كما دعت الخارجية المصرية، في بيان، رعاياها المتواجدين بالأراضي الليبية إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن مناطق التوتر والاشتباكات حرصاً على سلامتهم وذويهم، لاسيما مع تزايد أنشطة بعض العصابات المسلحة الخارجة عن القانون في بعض المناطق بليبيا.

ووجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال اجتماع مع رئيس المخابرات العامة، عباس كامل، بمواصلة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة وأرواح المصريين في الخارج.

ووجه الشبان المصريون العائدون من ليبيا الشكر للرئيس السيسي والأجهزة المعنية على التدخل السريع لإنقاذهم، بعدما عاشوا ساعات عصيبة فقدوا خلالها الأمل في نجاتهم من قبضة الخاطفين، حسب ما أكدوا لمراسل سكاي نيوز عربية الذي التقى بهم عقب عودتهم إلى قريتهم التي خرجت مبتهجة لتهنئة أبنائها بعودتهم سالمين.

وتعد ليبيا مقصدا مفضلا للشباب المصري العاملين في قطاع البناء والتشييد؛ خاصة في محافظات الفيوم والمنيا وبني سويف ومطروح، إذ تشكل هذه المحافظات امتدادا ديموغرافيا للعديد من القبائل الليبية أشهرها قبائل السمالوس والقذاذفة وأولاد علي والبراعصة.

ومن ناحية أخرى، السفر إلى الجارة الغربية الشقيقة غير مكلف ماديا مقارنة بالدول العربية الأخرى.

أخبار ذات صلة

أول فيديو للمصريين العائدين من ليبيا.. وتفاصيل مثيرة للرحلة

لكنها لقمة العيش محفوفة بمخاطر الانقسام السياسي وعدم الاستقرار الأمني الذي تشهده ليبيا منذ سقوط نظام القذافي في سنة 2011.

ويشكل ملف المصالحة الوطنية الليبية أحد أولويات السياسة الخارجية المصرية، فقد عانت مصر خلال السنوات الماضية من إرهاب عابر للحدود انطلق من الأراضي الليبية التي تمتد حدودها مع مصر لنحو 1200 كيلو متر.