تشهد مدينة القرة بوللي الليبية، الجمعة، اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني من جهة، وميليشيات تابعة لحكومة طرابلس مدعومة بمرتزقة سوريين أرسلتهم تركيا من جهة أخرى، حسبما كشفت مصادر "سكاي نيوز عربية".

وقالت مصادر عسكرية إن الاشتباكات التي وقعت في مدينة القرة بوللي جنوب شرقي طرابلس، تعد الأعنف منذ فترة، خاصة بعد زيادة تمركزات الميليشيات وتعزيزها بفرق من المرتزقة وعناصر إرهابية، في محاولة للتقدم نحو مدينة ترهونة.

وقصف الجيش الليبي صباح الجمعة تمركزا للميليشيات والمرتزقة قرب القرة بوللي، وقال مصدر عسكري باللواء التاسع بالجيش الليبي إن سلاح المدفعية استهدف منصتي صواريخ "غراد" ومنظومة دفاع جوي تابعة للميليشيات، كانت تستخدمها في قصف مدينة ترهونة بالصواريخ.

أخبار ذات صلة

المسماري: التدخل التركي أفشل كل محاولات الحل السلمي في ليبيا
مشايخ وأعيان ليبيا يطالبون بالتدخل ضد الاحتلال التركي

والأربعاء أطلقت الميليشيات 60 صاروخ "غراد" استهدفت بها مواقع في ترهونة، مخلفة أضرارا بالغة في منازل المدنيين.

وجاء القصف كرد على اقتراح الجيش الليبي بهدنة إنسانية خلال عيد الفطر، لكن ميليشيات طرابلس رفضتها وردت عليها بالصورايخ التي استهدفت المدنيين.

وفي سياق متصل أكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، فجر الجمعة، إسقاط دفاعات الجيش 5 طائرات تركية مسيرة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، منها اثنتان كانتا تستهدفان المدنيين في ترهونة.

ومنذ ما يقرب من شهرين، تحاول ميليشيات طرابلس ومرتزقة تركيا اقتحام مدينة ترهونة الواقعة 88 كيلومترا جنوبي طرابلس، للاستيلاء عليها وقطع خطوط الإمدادات عن غرف العمليات العسكرية للجيش الليبي المتقدمة في العاصمة الليبية.

ومنذ أول أبريل فرضت الميليشيات المتطرفة حصارا على مدينة ترهونة، وقطعت عنها الخدمات، إضافة إلى استهداف الإمدادات الطبية والغذائية الواردة لها.

وتسبب الحصار في تفاقم الوضع الإنساني بالمدينة، وقالت مصادر طبية في ترهونة إن أكثر من 36 ألف حالة من مرضى السكري تعاني نقص الإنسولين، بسبب فساد المخزون نتيجة انقطاع الكهرباء.

وحذرت المصادر من كارثة تتعلق بحرمان أكثر من 1170 مريضا من غسيل الكلى بشكل منتظم، إضافة إلى عدم وصول أي دعم لترهونة، بسبب الاستهداف اليومي من قبل المليشيات لسيارات الإسعاف والطوارئ الطبية والأدوية والمواد الغذائية والوقود القادمة للمدينة.

وفي وقت سابق من الجمعة، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنها تتابع بقلق كبير التطورات الميدانية والحشود العسكرية حول مدينة ترهونة.

وحذرت البعثة في تغريدة لها على موقع "تويتر"، من ارتكاب أي أعمال انتقامية تستهدف المدنيين، أو اللجوء إلى عقوبات تعسفية خارج نطاق القانون، داعية إلى وقف العمليات العسكرية وتبني الخيارات السلمية.